يواجهون المنتخـب المغربـي فـي ربـع النهائي

«المحليّـون» يبهــرون ويواصلــون المشوار بثبات

عمار حميسي

  حقّق المنتخب المحلي مشوارا طيّبا في كأس العرب «فيفا-قطر 2021» بعدما تأهّل بجدارة واستحقاق إلى ربع النهائي، حيث سيواجه بعد غد السبت منتخب المغرب، حيث كان مشوار أشبال بوقرة إيجابيا إلى أبعد الحدود عقب الفوز على السودان ولبنان، والتعادل مع منتخب مصر الأول بهدف في كل شبكة رغم أنّ «الفراعنة» افتكّوا صدارة المجموعة بعد اللّجوء إلى قاعدة اللعب النظيف بسبب التساوي في عدد النقاط وفارق الأهداف في سابقة هي الأولى من نوعها في المسابقة.

 استطاع المنتخب المحلي تحقيق نتائج إيجابية ومميزة في كأس العرب الجارية وقائعها في العاصمة القطرية الدوحة، حيث فاز على السودان برباعية وعلى لبنان بثنائية قبل أن يتعادل مع منتخب مصر الاول، الذي كان ينقصه نجم ليفربول محمد صلاح فقط، وهو ما يؤكد أن بوقرة يسير بخطى ثابتة من أجل النجاح في مهنة التدريب بعد النجاحات التي حققها في الفترة الماضية.
استهلّ المنتخب المحلي المنافسة باكتساح منتخب السودان برباعية كاملة، ومباراة عرفت تألّق العديد من اللاعبين، خاصة بونجاح الذي سجّل ثنائية. والأكثر من هذا، فقد ضيّع المنتخب الكثير من الأهداف، وكان يمكن أن تنتهي المباراة بنتيجة أكبر وأثقل لولا تسرّع اللاعبين أمام المرمى.
مواجهة لبنان كانت مختلفة، حيث واجه زملاء بدران منتخبا منظّما من الناحية الدفاعية، ويلعب بانضباط تكتيكي كبير لكنه وجد ضالته من خلال تسجيل هدفين عن طريق براهيمي ومزياني خلال الشوط الثاني، حيث نجح المنتخب في تحقيق العلامة الكاملة بعد مواجهتين في المجموعة.
مواجهة منتخب مصر كانت الأصعب والأهم لعدة اعتبارات، أهمها أن المنتخب المصري جاء إلى الدوحة بكامل نجومه مع غياب لاعب وحيد وهو صلاح، إضافة الى التساوي في كل شيء سواء النقاط أو فارق الأهداف وحتى البطاقات الصفراء والحمراء، وهو ما جعل المواجهة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات في غاية الأهمية من أجل التعرف على صاحب الصدارة ومن ينهي الدور الأول في الوصافة.
لعب المنتخب المحلي مباراة كبيرة أمام مصر، وكان ندّا عنيدا لأشبال البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش، لكن الفريق لم يستطع الصمود خلال الشوط الثاني، حيث كلل الضغط المصري ارتكاب توغاي المحظور في منطقة العمليات، وهو ما دفع للإعلان عن ركلة جزاء فشل مبولحي في التصدي لها.
بعد التعادل في النتيجة لجأ كل منتخب الى حيلة البطاقات الصفراء من أجل الظفر بالصدارة والفوز كان للمنتخب المصري بعد أن وقّع سوداني وتيتراوي في المحظور، ورغم أنّ انعدام خبرة هذا الأخير تشفع له، لكن ورغم خبرته الا أن سوداني لم يقدم الاضافة سواء من الناحية الفنية وحتى من ناحية اللعب النظيف بعدما تسبّب في منح المنافس التفوق في اللعب النظيف.
الأكيد أن نهاية الدور الأول تبشّر بالخير، والمنتخب المحلي مقبل على مواجهة مهمة في ربع النهائي أمام منتخب المغرب الذي يعد المرشح الاول للظفر باللقب، لكن حقيقة الميدان لها رأي آخر وزملاء براهيمي قادرون على صنع المفاجأة والتأهل إلى نصف النهائي، خاصة أن المنافس سيدخل المباراة بحسابات المرشح في حين لا يملك أشبال بوقرة ما يخسرونه خلال هده المواجهة بما أن الهدف الأول هو بلوغ ربع النهائي والخروج على يد المغرب في حال الحدوث لن يكون أمرا مخجلا بالنظر لقوة المنافس وخبرة لاعبيه الكبيرة.
إيجابيات وسلبيات
برزت العديد من الايجابيات والسلبيات خلال مشاركة المنتخب المحلي المستمرة في بطولة كأس العرب، حيث يتوجب تثمين الايجابيات وإصلاح الخلل، وهذا من خلال القضاء السلبيات وهو الأمر الذي يساهم في تطوير مستوى المنتخب المحلي خلال الفترة المقبلة رغم أن معظم اللاعبين لن يكونوا حاضرين في التربصات التي تلي البطولة بما أن بوقرة سيركّز كثيرا على لاعبي البطولة لتكوين منتخب محلي قادر على رفع التحدي خلال بطولة كأس إفريقيا للاعبين المحليين التي ستجري بالجزائر في 2023.
من بين الإيجابيات التي يتوجب الوقوف عندها هو بروز العديد من اللاعبين القادرين على منح الإضافة للمنتخب الأول خلال الفترة المقبلة، وهو ما جعل بلماضي يعطي أهمية كبيرة للبطولة من خلال متابعة كل مباريات المنتخب المحلي و هذا لأخذ فكرة جيدة عن كل اللاعبين، الذين شاركوا في المباريات الثلاث الاولى لحد الان في انتظار مواجهة المغرب في ربع النهائي، وهي المواجهة التي ستؤكد لا محالة القدرات الحقيقية للاعبين.
عدد مهم من اللاعبين تألق في البطولة ويأتي على رأسهم اللاعب الواعد الصاعد حسام الدين ميريزاق، الذي كان اكتشاف المنتخب المحلي، وأكد قدراته الكبيرة وأنه من اللاعبين القادرين على التألق والبروز خلال الفترة المقبلة رغم النقطة السلبية الوحيدة، وهي تلقيه البطاقة الحمراء خلال مواجهة منتخب لبنان في الجولة الثانية من دور المجموعات.
نجح ميريزاق في دخول المنافسة بقوة وكان من أفضل اللاعبين خلال مواجهة الجولة الاولى أمام السودان، وحتى خلال مواجهة لبنان قدّم مباراة كبيرة رغم الطرد في اللحظات الأخيرة من المواجهة وهو الأمر الذي حرمه من مواجهة منتخب مصر في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات.
غياب ميريزاق عن الجولة الثالثة أمام مصر كان سببا في تألق وبروز لاعب آخر وهو زميله في شباب بلوزداد زكريا دراوي، الذي قدّم مباراة كبيرة أمام مصر وكان واحدا من أفضل اللاعبين وتأثر المنتخب كثيرا بخروجه في الشوط الثاني، حيث تراجع المستوى الفني بعد أن استحوذ المنافس على منطقة الوسط، وهو الأمر الذي سهل من مهمته في الضغط على دفاع المنتخب المحلي.
دفاع المنتخب المحلي كان في المستوى، وأكدت العناصر التي شاركت أنها تمتلك القدرة اللازمة على البروز في الفترة المقبلة مع المنتخب الأول في صورة بن عيادة وشتي، إضافة الى بدران والصاعد توغاي، الذي تألق هو الآخر وأبان عن مشروع مدافع كبير لو تبتعد عنه شبح الاصابات.
رباعي الخط الخلفي تألقوا كثيرا، وهو ما يؤكد عدم تلقي أي هدف خلال الجولتين الاولى والثانية والهدف الاول والوحيد الذي دخل شباك المنتخب كان خلال مواجهة مصر، وعن طريق ركلة جزاء كانت قاسية نوعا ما، ونجح اللاعب عمرو السولية بفضل خبرته في التأثير على الحكم، الذي عاد الى تقنية الفيديو ليمنح المنتخب المصري ركلة جزاء نجح من خلالها في تعديل النتيجة.
من بين السلبيات التي ظهرت على المنتخب المحلي خلال كأس العرب هو الأنانية وكثرة الاحتفاظ بالكرة مع قلة اللعب الجماعي خاصة خلال التواجد في منطقة عمليات المنافس، حيث يلجأ اللاعبون الى الارتجال في وقت يمكن اللعب بجماعية من اجل الحصول على نتائج أفضل تسمح للمنتخب بتحقيق الفوز.
الكثير من اللاعبين أبانوا عن أنانية غير مقبولة في هذا المستوى، وهو الامر الذي اثر على الأداء الفني للمنتخب، فخلال مواجهة السودان كان يمكن إنهاء المواجهة بفارق كبير من الأهداف لو تحلى بعض اللاعبين بالجماعية أمام المرمى ولم يلجأوا الى الفردية التي لم يستفد منها المنتخب. 

لا مجال للمجاملة
المدرب بوقرة مطالب بالضرب بيد من حديد في الفترة المقبلة من خلال إبعاد العناصر التي تلعب بفردية وعدم منحها الفرصة للعب بصفة أساسية، فاللعب بفردية يقلل كثيرا من قوة المنتخب وبجعله يفشل في تحقيق اهدافه المتمثلة في الفوز بالمباريات والتقدم في البطولة.
النقطة السلبية الأخرى التي يتوجب الوقوف عندها هو غياب مهاجم حقيقي يستطيع خلافة بونجاح في حال إصابته، حيث راهن بوقرة على المخضرم سوداني إلا أن رهانه كان خاسرا لحد الان بما أن سوداني كان ظلاّ لنفسه خلال مواجهتي لبنان والسودان رغم أنه سجل هدفا وحيدا، وهو ما دفع بوقرة الى إجلاسه على دكة البدلاء خلال مواجهة مصر قبل أن يدخله في الشوط الثاني مكان بونجاح الذي شعر ببعض الالام.
 يسير بوقرة بخطى ثابتة لشق طريقه في مجال التدريب، وهو المجال الذي اختاره عن قناعة ولم يأخذ الوقت الكافي للراحة بعد الاعتزال على غرار العديد من اللاعبين، حيث دخل مباشرة في صلب الموضوع ونجح في الحصول على الشهادات التدريبية اللازمة، وهو ما سمح له بخوض مجال التدريب في بعض الأندية الخليجية لفترة وجيزة قبل أن ينال ثقة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتوصية من الناخب الوطني جمال بلماضي، وتم تعيينه في منصب مدرب المنتخب المحلي.
بداية بوقرة التدريبية مع المنتخب المحلي كانت مشجعة إلى أبعد الحدود بعدما حقق العديد من الانتصارات سواء في مواجهات رسمية أو ودية مع اختيار أفضل اللاعبين في البطولة، ولم يحصل أن تم انتقاده لأنه كان موفقا إلى أبعد الحدود في اختيار اللاعبين سواء تعلق الامر بالقائمة أو اللاعبين الأساسيين الذين يبدؤون المباريات مما منحه الثقة اللازمة من أجل التقدم والتطور.
كان اختيار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم المنتخب المحلي للمشاركة في كأس العرب ذكيا، وهذا من أجل منحه الفرصة للاحتكاك بأفضل المدربين على المستوى العربي، وهو ما حدث خلال الدور الأول من المنافسة، واستطاع التفوق على المدرب الفرنسي فيلود الذي يمتلك خبرة تدريبية كبيرة، ونفس الامر على المدرب البلجيكي المسؤول الاول على العارضة الفنية للمنتهب اللبناني دون نسيان السجال في المواجهة الأخيرة أمام المخضرم البرتغالي كارلوس كيروش.
مازالت البطولة مستمرة ومشوار المنتخب المحلي معها متواصل ايضا، حيث سيحتك بوقرة في المباراة المقبلة مع المجرب المغربي الكبير حسين عموتة وحينها سيكون عليه اثبات قدراته الفنية أمام مدرب استطاع تكوين جيل مميز من اللاعبين المحليين المغاربة الدين نجحوا في التتويج بكاس إفريقيا للمحليين بجدارة واستحقاق.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024