بعد خسارة مباراتي ذهاب الدّور التّمهيدي مكرّر لكأس «الكاف»

«الكنـاري» وشبيبـة الســاورة في منعـرج العـودة

عمار حميسي

 خيّب فريقا شبيبة القبائل وشبيبة الساورة الآمال خلال ذهاب الدور التمهيدي الثاني مكرر لكأس «الكاف» بعد أن عادا بالخسارة من اسواتيني وغانا على التوالي، وهو ما جعل مهمّتهما تتعقّد في مباراة العودة رغم أنّ حظوظ الشبيبة تبدو أكبر بعد أن خسر الفريق بهدف وحيد فقط (ويمكن الإشارة هنا إلى أن مباراة العودة قد تأجّلت إلى وقت لاحق)، في حين سيكون شبيبة الساورة مطالبا بالفوز بفارق ثلاثة أهداف من أجل التأهل للدور المقبل بعدما انهزم بثنائية نظيفة خلال مواجهة الذهاب.

 لم تكن مهمّة ممثّلي الكرة الجزائرية سهلة في تحقيق نتيجة إيجابية في ذهاب الدور التمهيدي مكرّر لمنافسة كأس «الكاف»، وكانت الهزيمة شعار كل فريق، حيث ستكون مواجهتي العودة هامة ومصيرية خاصة أنّهما يعلّقان آمالا كبيرة على المنافسة القارية التي تعتبر هدفا رئيسيا بالنسبة لهما خلال الموسم الحالي.
ولا يريد أنصار الفريقين رؤيتهما يغادران المنافسة القارية من هذا الدور، خاصة أن الطريق ما زال طويلا من أجل الوصول للأدوار المتقدّمة، فالشبيبة تريد إعادة سيناريو الموسم الماضي من خلال الوصول الى المباراة النهائية، ونفس الأمر ينطبق على شبيبة الساورة الذي يطمح هو الآخر الى تحقيق نتيجة غير مسبوقة في تاريخ النادي من خلال بلوغ المربع الذهبي على الاقل.
وتراكمت العديد من العوامل التي ساهمت في خسارة الشبيبة والساورة ذهابا رغم أنه لا يمكن إغفال أحقية منافسيهما في تحقيق الانتصار، إلا أن عوامل معيّنة رجّحت كفّتهما مقارنة بممثلي الكرة الجزائرية، اللذين لم يكونا في الموعد وضيّعا فرصة الاقتراب من التأهل الى الدور المقبل، حيث سيكون عليهما الظهور خلال مواجهتي العودة بمستوى افضل.
فرصة التأهل الى الدور المقبل من منافسة كأس «الكاف» تبقى قائمة، والاهم هو استغلال فرصة الاستقبال خلال مواجهتي العودة وتحقيق الاهم، وهو تعويض خسارتي الذهاب بفارق مريح من الاهداف يسمح لكل فريق بتحقيق التاهل الى الدور المقبل من المنافسة القارية.
توفير الامكانيات لتحقيق هدف التأهل الى الدور المقبل، يبقى على عاتق الادارة في كل فريق خاصة أن النجاح الرياضي في المنافسة القارية يكون له تبعات ايجابية من الناحية المالية للفريق، وهو ما يجعل الادارة في كل فريق مطالبة بتوفير الامكانيات المناسبة والملائمة للنجاح رياضيا في المنافسة القارية.
الأجهزة الفنية هي الأخرى مطالبة بدراسة أسباب الخسارة في مواجهتي الذهاب بالنسبة للشبيبة والساورة، والتحضير الجيد لمباراتي العودة من خلال تفادي تكرار الاخطاء التي تم ارتكابها خلال مواجهتي الذهاب بما أن الجانب الفني يبقى من نصيب الجهاز الفني المطالب بإيجاد الحلول المناسبة.
الدعم المعنوي للاعبين ضروري من خلال مطالبتهم بضرورة نسيان خسارة الذهاب، والتفكير في مواجهة العودة فقط بما أن التعويض يبقى ممكنا رغم أن مأمورية شبيبة الساورة تبدو أصعب نوعا ما بسبب خسارته ذهابا بثنائية نظيفة، وسيكون عليه الفوز في مواجهة العودة بفارق ثلاثة أهداف على الأقل.
مستوى «الكناري» في تراجع والأنصار قلقون
 كانت انطلاقة شبيبة القبائل في الموسم الكروي بعيدة عن تطلعات الانصار بعدما فشل الفريق في تحقيق الانتصار أمام نصر حسين داي وأمل الاربعاء، كما أنه انقاد الى خسارة غير متوقعة خلال مواجهة روايال ليوبارد الاسواتيني، وهي الهزيمة التي دقت ناقوس الخطر، خاصة إن المنافس لا يملك مستوى فنيا كبيرا.
وكانت تحضيرات الفريق تحسبا للموسم الكروي في المستوى، إلا أن الانطلاقة الايجابية غابت لأسباب عديدة رغم أن هناك من يحمّل الجهاز الفني المسؤولية، في حين يحمّل الطرف الآخر اللاعبين المسؤولية في فشل الفريق في تحقيق أي فوز محليا أو قاريا خلال الفترة الماضية.
وصول الشبيبة الى النهائي خلال نسخة الموسم الماضي من كأس «الكاف» جعل سقف طموحات الانصار يرتفع من خلال المطالبة بضرورة إعادة نفس السيناريو الموسم الماضي، وبلوغ النهائي على الاقل والمنافسة بقوة على اللقب الذي غاب عن خزائن الفريق منذ فترة طويلة.
ومن العوامل السلبية التي ظهرت خلال انطلاق الموسم على الفريق هو غياب النجاعة الهجومية، وضيّع اللاعبون الذين ينشطون في الخط الهجومي الكثير من الفرص السانحة للتسجيل، خاصة خلال مواجهة امل الاربعاء في البطولة التي انتهت بالتعادل الايجابي هدف في كل شبكة، ونفس الامر انطبق على مواجهة النصرية التي ضيع فيها الفريق الفوز في اللحظات الاخيرة بسبب التسرع، وعدم القدرة على استغلال الفرص التي أتيحت للاعبي الخط الهجومي.
ويمر التأهل الى الدور المقبل عبر تسجيل الاهداف، وبالرغم من أن الشبيبة خسرت بفارق ضئيل وهو هدف واحد فقط، إلا أن مواجهة العودة ستكون صعبة لأن الفريق مطالب بالفوز بفارق هدفين، وهو ما يقع على عاتق الهجوم المطالب بالاستفاقة خلال مواجهة العودة من المنافسة القارية أمام روايال ليوبارد.
ولم يقدّم المنافس مباراة كبيرة خلال مواجهة الذهاب، إلا أنّه عرف كيف يستغل الفرصة الوحيدة التي أتيحت له من أجل تسجيل هدف الفوز، الذي كان وزنه من ذهب لأنه منحه التقدم المعنوي قبل مواجهة العودة التي سيسعى من خلالها الى المحافظ على تقدمه الضئيل، والمهم الذي قد يمنحه فرصة التأهل الى الدور المقبل.
كما أنّ العامل البدني والارهاق هو الآخر لا يمكن إغفاله في ظل الرحلة الطويلة التي خاضها الفريق ذهابا وعودة إلى اسواتيني حين واجه الفريق المحلي روايال ليوبارد، وهو الامر الذي أثّر كثيرا على استعدادات اللاعبين للمواجهة، وتأثّروا كثيرا خلال المباراة، حيث كان من الصعب عليهم إكمال المواجهة بنفس النسق.
المناخ هو الآخر لعب دورا مهما في ترجيح كفة المنافس خلال مواجهة الذهاب عكس لاعبي الشبيبة الذين لعبوا في ظروف مناخية مختلفة تماما عن الحالة المناخية التي تعرفها الجزائر خلال هذه الفترة من السنة، ومن الصعب على أي لاعب التأقلم مع وضعية جوية مختلفة في ظرف قصير مما يجعله يتأثر خلال المباراة من الناحية البدنية، ولا يقدّم كل ما لديه خوفا من الارهاق.
الأمر الايجابي هو خضوع الفريق الى الحجر الصحي الاجباري بعد العودة الى الجزائر، وهو ما سيسمح للاعبين باسترجاع أنفاسهم قبل مواجهة المنافس في مباراة العودة التي سيتم تحديد موعدها لاحقا بعدما كانت مبرمجة الاحد المقبل، إلا أن الظروف الصحية استدعت إخضاع كل بعثة «الكناري» إلى الحجر الصحي الاجباري.
التواجد في الحجر الصحي يمنح الجهاز الفني الفرصة لمعاينة كل صغيرة وكبيرة جرت خلال مباراة الذهاب، إضافة إلى العمل على الحديث مع اللاعبين من أجل تحفيزهم من الناحية النفسية قبل مباراة العودة، حيث يعد العامل النفسي من العوامل التي يجب العمل عليها بما أن المشكل بخصوص غياب النجاعة الهجومية قد يكون له علاقة بالجانب النفسي.
إخضاع بعثة روايال ليوبارد إلى الحجر الصحي في حال حلت بالجزائر سيكون له أثر سلبي على الشبيبة لأن المنافس سيأخذ الوقت اللازمة للراحة من الرحلة الشاقة من اسواتيني الى الجزائر عكس بعثة الشبيبة التي لم تجد الوقت الكافي للراحة قبل المباراة من الرحلة الشاقة التي قطعتها من الجزائر.
شبيبة الساورة أمام مأمورية صعبة
 لم تكن رحلة شبيبة الساورة إلى غانا في مستوى التطلّعات بعدما انهزم الفريق أمام هارتس اوف ووك بهدفين دون رد، وهي النتيجة التي جعلت ممثل الكرة الغانية يخطو خطوة كبيرة للتأهل الى الدور المقبل، في حين تراجعت حظوظ شبيبة الساورة كثيرا في التأهل، وسيكون عليه الفوز خلال مواجهة العودة بفارق أكثر من هدفين.
واجه ممثل الكرة الجزائرية في ذهاب الدور التمهيدي الثاني لكأس «الكاف» خصما عنيدا، عرف كيف يخرج من المباراة بالنتيجة التي تسمح له بالحفاظ على حظوظه كاملة للتأهل إلى الدور المقبل قبل مواجهة العودة، حيث أظهر المنافس قدرات فنية كبيرة جعلت شبيبة الساورة يقف عاجزا أمامه خلال مواجهة الذهاب.
نادي هارتس اوف ووك الغاني يعد من الأندية القوية في القارة السمراء، وحقّق من قبل نتائج طيّبة خلال مشاركاته السابقة في المنافسة القارية، ويسعى خلال النسخة الحالية من كأس «الكاف» الى المنافسة على اللقب بالنظر الى الامكانيات الفنية والبشرية التي يتوفر عليها.
مشاكل شبيبة الساورة خلال مباراة الذهاب لم تكن فقط بسبب مستوى المنافس، وإنما التحكيم هو الآخر لم تخدم قراراته شبيبة الساورة بعدما تعرض لطرد أحد لاعبيه، وأكمل المباراة بعشرة لاعبين، وهو ما جعل المنافس يفوز بنتيجة مريحة ستجعله يدخل مواجهة العودة بارتياح.
العديد من العوامل ساهمت في تراجع مستوى الفريق، و الظهور بهذا الوجه الشاحب خلال مباراته أمام ممثل الكرة الغانية منها المناخ، وأيضا تراجع المردود الفني للمهاجمين الذين فشلوا في تسجيل هدف على الاقل يكون له أثر كبير خلال مواجهة العودة، ويسهّل من مهمة الفريق في التأهل.
الجهاز الفني لشبيبة الساورة مطالب بدراسة المنافس جيدا قبل مباراة العودة، وتفادي الأخطاء التي ارتكبت خلال مواجهة الذهاب، خاصة أنّ مواجهة العودة لا تقبل القسمة على اثنين، والفريق مطالب بالانتفاضة من أجل تحقيق التاهل الذي سيكون إنجازا في حد ذاته بالنظر الى صعوبة المأمورية.
التركيز سيكون كبيرا على الجانب الهجومي، خاصة أن التأهل يمر عبر تسجيل الاهداف، والفارق يجب أن يكون أكثر من هدفين من أجل اقتطاع تاشيرة التأهل. وهنا يتوجّب على الجهاز الفني العمل كثيرا مع المهاجمين من أجل حثّهم على تسجيل الاهداف التي ستساهم في ترجيح كفة الفريق، وتجعله يتأهل الى الدور المقبل من منافسة كاس «الكاف»، وتعويض خسارة مباراة الذهاب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024