يواجه المنتخب الوطني، سهرة الغد، نظيره منتخب النيجر في إطار مباريات الجولة الثالثة لتصفيات كأس العالم 2022 في دور المجموعات، حيث يسعى أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي إلى العودة من جديد لسكة الانتصارات، وتحقيق فوز عريض يعيد الثقة إلى التشكيلة التي تعرّضت لانتقادات كبيرة عقب التعادل خلال الجولة الماضية أمام منتخب بوركينافاسو.
يعود “الخضر” من جديد إلى أجواء تصفيات مونديال قطر من بوّابة مواجهة النيجر، حيث تعد نقاط مواجهة اليوم في غاية الأهمية، إلا أن الأهم هو استعادة المنتخب الوطني لبريقه المعهود، الذي غاب خلال مواجهة بوركينافاسو التي وجد فيها اللاعبون صعوبات كبيرة من الناحيتين الفنية والبدنية.
من العوامل الإيجابية التي ستخدم المنتخب خلال مواجهة النيجر، وتبشّر بارتفاع المستوى الفني هو لعب اللاعبين لمباريات إضافية خلال الفترة الماضية رفعت من جاهزيتهم الفنية والبدنية مقارنة بمواجهة بوركينافاسو الماضية التي عانت فيها العناصر الوطنية من تراجع رهيب في المستويين البدني والفني.
يتواجد معظم لاعبي المنتخب في حالة فنية وبدنية جيدة، ما عدا العناصر التي تعرّضت لإصابات خلال الفترة الماضية، وقام بلماضي بدعوتها على أمل أن تكون جاهزة في صورة بن سبعيني وبلعمري، إضافة إلى سليماني فكل العناصر الأخرى جاهزة من جميع النّواحي.
ارتفاع المستوى البدني للاعبين ومعه الفني سيخدم النّاخب الوطني كثيرا، خاصة أنّه يدرك أن العامل البدني مهم في هاته الفترة، خاصة أنّ المواجهة الثانية على بعد ثلاثة أيام فقط من الاولى وأهمية النقاط تحتّم عليه عدم إجراء تغييرات كثيرة على التشكيلة لتفادي نقص الانسجام.
البحث عن النّتيجة والأداء
رغم أنّ نقاط المباراة في غاية الأهمية، والفوز بها ضروري للبقاء في دائرة المنافسة على تاشيرة التأهل، إلاّ أنّ النخبة الوطنية مطالبة بالظهور بمستوى فني كبير لاستعادة ثقة الانصار بعد الهزّة التي تعرّضت لها خلال مواجهة بوركينافاسو التي فلت فيها المنتخب من هزيمة محقّقة في اللّحظات الأخيرة.
إعادة سيناريو مواجهة جيبوتي هو السيناريو الأمثل من خلال اللعب الهجومي البحت، والبحث عن تسجيل الأهداف من اللحظة الأولى للمواجهة لتفادي تعزيز ثقة المنافس بنفسه، خاصة أنّ أطوار المواجهة كلّما تقدمت دون تسجيل أي هدف سيعزّز من ثقة لاعبي منتخب النيجر في امكانياتهم، وهو الأمر الذي سيعقد من مأمورية المنتخب.
من الناحية الفنية الفارق واضح بين المنتخب ونظيره من النيجر في جميع النواحي، إلا أنّ الحرص واجب، حيث سيكون الفوز بنتيجة عريضة رسالة الى المنافسين الآخرين من أن تعثر المواجهة الماضية أمام بوركينافاسو هو كبوة جواد فقط، ومن الصعب على أي منتخب الخروج بنتيجة إيجابية خلال مواجهة رفقاء القائد محرز.
فرصة لبعض العناصر لإثبات قدراتها
مواجهة النيجر ستكون فرصة لبعض اللاّعبين من أجل إثبات قدراتهم الفنية والتّقنية، وإقناع الناخب الوطني جمال بلماضي أنّه يستطيع الاعتماد عليهم خلال المواجهات المقبلة رغم صعوبتها، وهذا من خلال استغلال الغياب المتوقع لبعض اللاعبين في بعض المراكز المهمّة.
سيكون خط الدّفاع من الخطوط التي ستشهد قيام الناخب الوطني جمال بلماضي بإجراء تغييرات اضطرارية بسبب الإصابات، حيث تبقى مشاركة بن سبعيني وبن العمري غير مؤكدة، وهو ما سيحتّم على بلماضي إجراء تغيير على هذين المنصبين، حيث سيضطر لإقحام عناصر أخرى.
على مستوى محور الدفاع، وفي حال تأكّد غياب بن العمري سيضع الناخب الوطني ثقته في المدافع احمد توبة، الذي يسعى لإثبات جدارته بالتواجد مع النخبة الوطنية، ومنح الاضافة للخط الخلفي للمنتخب رغم نقص خبرته على مستوى الكرة الافريقية إلا أنه بدأ يتعود على الأجواء.
نفس الأمر ينطبق على الجهة اليسرى من الدفاع، حيث يتواجد محمد فارس في أفضل رواق للعب بصفة أساسية مكان بن سبعيني، الذي يعاني من إصابة ومشاركته غدا أمام النيجر تبقى مستبعدة، إلا في حال حدوث مفاجأة غير متوقّعة، لكن هذا الأمر يبقى مستبعدا في ظل عدم رغبة بلماضي في المغامرة باللاعب.
الهجوم أمام فرصة رفع رصيد الأهداف
يتوقّع أن لن تختلف مواجهة النيجر عن مباراة جيبوتي من حيث غزارة الأهداف بالنظر إلى تواضع المنافس في جميع الخطوط، حيث سيكون من الصعب عليه الوقوف أمام الارمادة الهجومية للمنتخب الوطني بقيادة بونجاح ومحرز، إضافة إلى بلايلي دون نسيان هداف المنتخب سليماني في حال كان جاهزا بالنظر لمعاناته من إصابة.
تسجيل عدد كبير من الأهداف سيكون له أثر إيجابي على معنويات اللاعبين، ويمنحهم دفعة كبيرة في المباريات المقبلة، كما أنّه سيقلّل من ثقة المنافس بإمكانياته، وهو ما سيسهل المامورية خلال مواجهة الجولة الرابعة في النيجر التي ستكون فيها الظروف المناخية مختلفة عن مواجهة الغد.
لاعبو خط الهجوم تألّقوا كثيرا خلال مواجهة جيبوتي، وإعادة نفس السيناريو هو الخيار الأمثل لهم للتأكيد على قوّتهم، وقدرتهم على تسجيل عدد كبير من الأهداف أمام أي دفاع مهما كانت قوته، وبالنظر لتواضع مستوى دفاع المنافس، فالأمر لن يكون بالصعوبة التي يتوقعها البعض.
سليماني هو الآخر سيكون أمام تحد آخر، وهو اللحاق بهداف المنتخب الوطني تاسفاوت، ولا أحد يعلم جاهزية اللاعب أم لا ليكون في الملعب سهرة الغد رغم أنّ حالته الصحية في تحسّن وبلماضي قد يمنحه بعض الوقت خلال الشوط الثاني لتسجيل هدف أو اثنين يكون لهما أثر كبير على ترتيب الهدّافين التاريخيين للمنتخب الوطني.
الجزائر - النيجر غدا على السّاعة 20:00
«الخضر» في رحلة العودة إلى الانتصارات
عمار حميسي
شوهد:341 مرة