بسبب الوضع الكارثي الذي تعيشه كرة اليد الجزائرية

أبرز النجوم يغادرون تباعا نحو فرنسا والخليج

نبيلة بوقرين

تشهد كرة اليد الجزائرية هجرة كبيرة للاعبين الذين ينشطون بأبرز النوادي، بحثا عن تطوير مستواهم أكثر ولعب أكبر عدد من المباريات، بما أن البطولة المحلية متوقفة لقرابة سنتين نظرا لتداعيات الجائحة الصحية وغلق القاعات الرياضية، ما جعل الأمور تزداد سواء مع مرور الوقت وفتحت الباب أمام أهم كوادر الصغيرة الجزائرية للتفكير في المغادرة، لإنقاذ مستقبلهم والعودة للنشاط مجددا كون أغلبهم في مقتبل العمر.

 تعتبر هذه الخطوة الحل الوحيد أمام اللاعبين من أجل العودة لأجواء المنافسة بعد التوقف الطويل خاصة أن أبرزهم يلعبون في صفوف المنتخب الوطني، على غرار أفضل هداف في تاريخ كرة اليد الجزائرية مسعود بركوس ونجم المجمع البترولي الذي تنقل للدوري الفرنسي من بوابة نادي ايستر الذي امضي معه على عقد مدته سنتين.
من جهة أخرى، سجلنا هجرة كبيرة نحو الدوري السعودي حيث غادر كل من لاعب نادي شبيبة أمل سكيكدة رضوان ساكر و محمد قريبة من فريق برج بوعريريج نحوى فريق الترجي السعودي، فيما انضم نور الدين هلال إلى فريق مضر والذي شرع معه في التحضير للموسم الجديد.
جاء ذلك بعد الطلب الكبير على نجوم الخضر الذين تألقوا في بطولة العالم الأخيرة التي جرت فعالياتها بالعاصمة المصرية «القاهرة» من 13 إلى 31 جانفي 2021 وكذا دورة ألمانيا المؤهلة للأولمبياد طوكيو 2021 في مارس الماضي.
أسماء مرشحة للاحتراف
كما توجد أسماء أخرى مرشحة بقوة للمغادرة نحو فرنسا والخليج في الأيام القليلة المقبلة هروبا من الوضع المزري الذي نشهده في الجزائر خاصة من صفوف نادي المجمع البترولي الذي يعيش أزمة حقيقية، بعدما كان أكبر قطب محليا وقاريا نظرا للصراعات الداخلية بين المسؤولين والشركة الراعية ما جعل اللاعبين يفكرون في تغيير الأجواء بحثا منهم عن الاستقرار والعودة لمستواهم، قبل المواعيد الدولية التي تنتظرهم مستقبلا مع الفريق الوطني، الأمر ذاته بالنسبة لنادي برج بوعريريج الذي يعاني من أزمة مالية كبيرة بدليل انه لم يكمل دورة اللقب في الأسابيع الماضية واكتفى بلعب لقاءات الذهاب من المرحلة الأولى، وحتى بطل الدوري مؤخرا نادي سكيكدة هو الآخر يعرف مغادرة كوادره الأمر الذي يؤكد أن كرة اليد الجزائرية ليست بخير ويعكس أبعاد الأزمة التي تعيشها.
بسبب المصير الغامض للأندية التي تعاني من عديد المشاكل في مقدمتها غياب الإمكانيات المادية من جهة وعدم معرفة الرزنامة الخاصة بالموسم الرياضي الجديد جعلنا نشهد نزيف خيرة اللاعبين، لكن الأمر قد يعود بالايجاب على المنتخب الوطني مستقبلا لأن الأسماء التي غادرت الجزائر تحمل الألوان الوطنية، ما يعني أنهم اختاروا الطريق الصحيح لرفع مستواهم وتقديم الأفضل مع الخضر في قادم المواعيد الرسمية في مقدمتها البطولة الأفريقية التي ستجري بالمغرب جانفي القادم، والتي ستليها الألعاب المتوسطية بوهران 2022 وبطولة العالم 2023، إضافة إلى الحدث الأكبر بما أن الجزائر ستحتضن البطولة الأفريقية 2024 والتي تعتبر محطة مؤهلة للألعاب الأولمبية بباريس من ذات السنة، ما يعني أن أشبال ألان بورت اختاروا الصواب في قراراتهم لتفادي ما حدث معهم في بطولة العالم حيث فقدوا السيطرة على الأمور في أغلب اللقاءات بسبب النقص البدني الناتج عن التوقف الطويل على لعب المباريات.
خطر تراجع المستوى
للإشارة فإن رحيل اللاعبين الذين كانوا من بين أبرز الأسماء الذين أمتعوا عشاق كرة اليد في مختلف القاعات عن البطولة الوطنية سيكون له تأثير سلبي على المستوى العام مستقبلا، خاصة بعد التوقف الطويل عن المنافسة بالنسبة للفئات الشبانية باستثناء 8 فرق من الدوري الممتازة التي لعبت دورة اللقب جوان الماضي، ما يعني أن ستكون أسوأ مما نعتقد وتتطلب عمل كبير لتدارك الوضع والعودة للسكة سيستغرق وقت طويل لأننا لحد الآن لازلنا لا نعرف متى تعود للمنافسة؟ ولهذا يستوجب على كل عائلة كرة اليد من المسؤولين على رأس الاتحادية ورؤساء الأندية التحرك سريعا حتى لا نضيع اللاعبين الصاعدين ونمنحهم  فرصة البروز ومن جهة أخرى لإعادة هذه الرياضة التي تعتبر الأفضل من ناحية النتائج قاريا والثانية الأكثر شعبية بعد كرة القدم إلى مكانتها الحقيقية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024