الإعلام الرياضي بعيون زملاء المهنة

اهتمـام مفرط بكـرة القـدم وإهمــال باقـي الرياضات

إستطلاع: نبيلة بوقرين

 العودة إلى السكة من خلال رسم أهداف واضحة

يعتبر الإعلام الرياضي جزءا لا يمكن الاستغناء عنه ضمن معادلة تطوير الرياضة في كل العالم، بدليل التنافس الكبير بين أكبر الأقطاب الإعلامية من أجل الظفر بحقوق البث وتغطية التظاهرات الرياضية المختلفة في كل أرجاء المعمورة، وذلك راجع للدور الكبير الذي يلعبه في الرفع من مستوى الرياضي، لكن هل الإعلام الرياضي في الجزائر يقوم بمهمته المنوطة؟ بعدما أصبح جانبا منه مُنحازا في أغلب الأحيان لخدمة مصالح معينة واهتمامه على مدار السنة بأخبار كرة القدم فقط متجاهلا الرياضات الأخرى التي طالما شرفت الجزائر في عديد المناسبات الكبرى أبرزها الألعاب الأولمبية، الأمر الذي جعلنا نسلط الضوء على هذا الجانب في “الشعب ويكاند” لهذا العدد.
 الإعلام الرياضي له دور محوري في مرافقة الحركة الرياضية حتى نتمكن من معالجة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تراجع مستوى الرياضة في الجزائر، بدليل النتائج السلبية والكارثية التي عادت بها البعثة المشاركة في أولمبياد طوكيو مؤخرا، والأكثر من ذلك غلق كل منافذ المعلومة من طرف اللجنة الأولمبية التي حرمت الإعلاميين من مرافقة الوفد بحُجة الأوضاع الصحية، في وقت سجل تواجد عديد الإعلاميين من مختلف الدول من بينها العربية في الموعد الاولمبي ما يفتح الباب لطرح عديد التساؤلات حول هذا التهميش، هل هي موجهة لتضليل الشارع الرياضي وحرمانه من المعلومة؟ ما هي الأمور التي تمنع الإعلاميين من التعبير عن الإقصاء المُنتهج من مسؤوليين يتهربون من مواجهة فشلهم في التسيير بمساعدة بعض الدخلاء على المهنة من خلال نشر المعلومة الخاطئة خدمة لمصالحهم، هنا يكمن الإشكال حول هذا التراجع الكبير في المستوى والدليل من خلال بعض البلاطوهات التي لا ترقى للمهنية الصحفية التي تؤسس لشراكة حقيقية أكبر بكثير من خدمة مصالح.
بعد التغطية الخاصة بالألعاب الأولمبية التي جرت فعالياتها من 23 جويلية إلى 8 أوت 2021 بالعاصمة اليابانية “طوكيو” وقفنا على مدى نجاح المهمة من عدمها، إستنادا الى آراء زملاء من مختلف وسائل الإعلام الذين تباينت أراؤهم حول الموضوع.
 هناك من إعتبرها نجاحا إلى حد كبير بحكم تعذر التنقل إلى مكان الحدث بسبب الجائحة الصحية، وآخر وصفها بالمتوسطة نظرا لنقص الخبرة لدى أغلب الإعلاميين، لأنهم لا يفقهون كثيرا في بقية الرياضات ما جعلهم يقعون في أخطاء كثيرة وانتقاداتهم لم تكن في محلها في غالب الأحيان، وكذا الأوضاع التي يشتغل فيها أغلب الإعلاميين في المؤسسات الخاصة هناك من لم يتلقوا أجورهم وآخرون يُطلب منهم تسليط الضوء على مواضيع معينة، وهناك من طالب بضرورة التخصص وإعطاء أهمية لكل الإختصاصات على مدار السنة حتى لا يكون إعلام مناسبات فقط، مثلما هو عليه حاليا، كما يلاحظ في السنوات الأخيرة عندما تكون بطولة عالم أو إفريقيا الجميع يُصبح متابعا وبعد نهاية المنافسة يسود الصمت وتبقى كرة القدم سيدة في أغلب وسائل الإعلام، ورغبة منا في أن يكون لدينا إعلام رياضي في المستوى المطلوب ويقوم بدوره أردنا  أن نسلط الضوء على هذا الجانب.

عادل مخلوف كرجاني (أوريزون):
نقل الحقائـق بعيـدا عن المحابـاة

تأسف الصحفي من جريدة أوريزون عادل مخلوف كرجاني في تصريح خصّ به “الشعب ويكاند” للوضع الذي آلت له الرياضة الجزائرية بدليل انها خرجت من دون ميداليات خلال أولمبياد طوكيو، وقال في هذا الصدد “يبقى الإعلام الرياضي منبر كل الرياضات التي تعيش واقعا مريرا بعد النتائج الكارثية التي عادت بها العناصر الوطنية من أولمبياد طوكيو، ما يعني أن الأقلام والقنوات المتخصصة في الرياضة أمام تحد حقيقي من أجل تشريح الوضع بطريقة صحيحة وكشف الأسباب التي أدت إلى توالي الإخفاقات إلى درجة تذيل الترتيب في أكبر محفل رياضي في العالم، ومن هذا المنبر أطلب من أسرة الإعلام الرياضي نقل الحقيقة كاملة غير منقوصة بعيدا عن المحاباة التي لا تخدم الحركة الرياضية، لأنهم مسؤولون أمام الرأي العام على ذلك، حتى نتمكن من المساهمة في تصحيح الوضع وضمان جاهزية أمثل للرياضيين، لكي نكون بوجه أفضل في أولمبياد باريس 2024، ويجب أن لا نركز على كرة القدم فقط ونمنح كل الرياضات نفس المكانة والمساحة والأهمية خلال التغطيات”.

حبيب بن حمادي (الجمهورية):  
الإعـلام الرياضي فقد توازنــه

أما حبيب بن حمادي من جريدة “الجمهورية” فقد تطرق إلى واقع الإعلام الرياضي، واصفا إياه بالمرير بقوله: “لا يزال الإعلام الرياضي بالجزائر يترنح بين الواقع المرير والتسيير الأعرج للمنظومة الرياضية وكذا التبجيل والتضليل والتوجيه، لتكون النتيجة هي التعتيم التام عن الحقائق المراد الوصول إليها وإدراكها لدى الخاص والعام، فالتعتيم ليس بالغصب وإنما بالمقابل والعرض لتكون العواقب وخيمة يوم الإمتحان، مثلما حدث في المشاركة الجزائرية ضمن أولمبياد طوكيو 2021، فكانت خيبة بعثة الجزائر مادة دسمة لأغلب المنابر الإعلامية المكتوبة منها والمرئية بالإضافة إلى الإذاعات، بعدما توقفت جميع النشاطات الرياضية في الجزائر فلا وسيلة لملء الفراغات إلا بتغطية ذلك الفشل الذي كان على الأراضي اليابانية، بل توسعت البرمجة ووضع الحدث في الواجهة مع تحليل الخيبات وتحميل الرياضيين مسؤولية سوء التشريف في أكبر محفل عالمي وكأن هناك من أراد وضعهم في واجهة الجمهور الجزائري”.
وواصل محدثنا قائلا في ذات السياق “المشاركة الأسوأ في تاريخ الجزائر على مر التاريخ لا يتحملها الرياضيون وحدهم ولا يجب تسليط الأضواء على من كانوا في ميدان التنافس، بل يجب التركيز على من كان السبب في هذه الخيبة ورسموا صورة مزيفة عن واقع مر للسلطات التي وضعت كل الإمكانيات تحت تصرف الرياضيين لتشريف الراية الوطنية في هذا المحفل لكي يتحمل كل واحد منهم مسؤوليته، ومن جهة أخرى وجب على الإعلام الرياضي الإنطلاق في متابعة الرياضيين منذ بداية التحضيرات حتى يعطي الصورة الحقيقية للوضع الذي حقق خلاله هؤلاء الرياضيين تأشيرات التواجد في الأولمبياد، ما يعني أن الإعلام الرياضي يتحمل أيضًا جزءا من المسؤولية، لأنه إنغمس في تغطية كرة القدم عن الأخرى وجعل من مصطلح الرياضة الأكثر شعبية في العالم ذريعة يخبئ من خلفها ولاءه وحبه لنادي يعشقه، منذ صغره فحُجبت عنه البصيرة ونسي أن مهنة الإعلام هي نقل الأحداث بمصداقية”.
وأضاف بن حماد قائلا: “هناك من الرياضيين من شرفوا الجزائر ولا يزالون، لكن لا يعرفهم الجمهور الرياضي، لأنهم لم يلقوا نصيبهم من التغطيات نظير فقدان الإعلام مبادئه وإنجرف وراء الشعبوية فتحول بعض الصحفيين من رجل مهنة المتاعب إلى مناصر في بعض الأحيان أو مغلوب على أمره في غالب الأحيان”.

 كمال بوزار صحفي (دزاير سبور):
 محللو كرة القدم زادوا الوضع تعقيدا

واعتبر كمال بوزارا صحفي بيومية دزاير سبورا التغطية الإعلامية للأولمبياد أنها لم تكن في المستوى المطلوب في تصريح قال في هذا الشأن”من وجهة نظري، أعتقد بأن التغطية الإعلامية خلال الأولمبياد لم تكن في مستوى تطلعات التظاهرة الرياضية العالمية لسببين رئيسيين، أولا عدم توفير الإمكانيات اللازمة للصحافيين الجزائريين المتخصصين من أجل تغطية الحدث الرياضي من طوكيو، وعليه كان لزاما على الصحافي أن يستقي أخبار البعثة الوطنية ونتائج الرياضيين الجزائريين من موقع الأولمبياد والقنوات الناقلة لدورة الألعاب الأولمبية على المباشر، خاصة في ظل الفارق الزمني بين الجزائر وطوكيو وعليه فإن أولمبياد طوكيو تم تغييبه إعلاميا بطريقة أو بأخرى، لأنه لم يجد مصادر للمعلومة في وقتها، السبب الثاني هو افتقار المحيط والساحة الرياضية في الجزائر إلى محللين وإعلاميين متخصصين في رياضات ألعاب القوى وباقي الرياضات الأولمبية وهو ما فتح الباب على مصراعيه لخبراء التحليل في مجال كرة القدم من أجل إسقاط تحليلاتهم على الإختصاصات الأخرى التي تختلف جملة وتفصيلا عن باقي الرياضات في التحليل والنقاش بالنظر للقوانين وطريقة التنافس التي لا تتشابه مع كرة القدم”.
وواصل كمال بوزار قائلا: “أعتقد بأن غياب التخصص في الرياضات الأولمبية وجهل أغلب المحليين والصحفيين لقوانينها وظهور الشعبوية في التحليل والطرح والنقاش زاد الطين بلة بعد المشاركة الجزائرية المخيبة للآمال، عوض أن نشخص الداء ونقوم بتنوير الجمهور الرياضي قصد معرفة مكمن الخلل والأسباب الفنية التي أدت إلى تسجيل نتائج كارثية، وعليه من هذا المنطلق لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يستنبط المحلل أو الصحافي تحليلاته ومقالاته دون علمه بقواعد اللُّعبة وانتقاد المشاركة الجزائرية في المحفل الأولمبي دون معطيات مُسبقة عن كيفية تحضير الرياضيين الجزائريين، في وقت يكون الناقد الرياضي بعيدا كل البعد عما يجري من تطورات حاصلة في اللّجنة الأولمبية وفي الإتحادات الرياضية الأخرى لا لسبب سوى لأن تركيز بعض المحللين منصب فقط على رياضة كرة القدم فقط”.

بدر الدين حجام (قناة النهار):
الأولمبياد لم يأخذ حقّه من التغطية

أكد بدر الدين حجام، صحفي بقناة النهار، أن البعثة الجزائرية التي شاركت بأولمبياد طوكيو لم تأخذ حقها بالنسبة للتغطية الإعلامية في قوله: “أظن أن الأولمبياد يعتبر أكبر موعد رياضي والتي لم تأخذ حقها من التغطية الإعلامية لعدة معطيات، أبرزها الظرف الصحي الذي يمر به العالم بسبب فيروس كورونا خاصة فيما تعلق بالبلد المستضيف اليابان الذي شدد على تضييق الخناق حول عدد البعثات من كل دولة بما فيها الصحافة، الإشارات السلبية التي تم إرسالها من طرف المشاركين الجزائريين في الأولمبياد والتحضير الذي لم يرتق لمستوى أكبر محفل رياضي عالمي، كيف لا وجميع الرياضيين المشاركين في الأولمبياد رفعوا من ريتم ونسق تحضيراتهم باستثناء الجزائر التي أغلقت أبواب القاعات في وجه المشاركين، كون الإعلام في العالم بأسره يغطي الأخبار التي يهتم بها القارئ أو المشاهد وفي الجزائر أغلب الشارع الرياضي يهتم بكرة القدم فتجد مباراة في القسم الثالث تملك مشاهدين أكثر من أي نهائي في أي رياضة أخرى لهذا السبب أغلب الإعلاميين يتجهون لما يطلبه الجمهور وهو كرة القدم بدل التركيز على رياضات أخرى”.

حكيم يا (القناة الإذاعية الأولى):
التغطيــة الإعلامــية غائبــــة لأوّل مــــرة

بينما تطرق الصحفي بالقناة الإذاعية الأولى حكيم يا إلى غياب الإعلام عن الجزائري وعن الحدث الأولمبي لأول مرة في التاريخ وقال في هذه النقطة “لأول مرة نسجل غياب الإعلام الجزائري عن تغطية الألعاب الأولمبية بما فيها الإعلام العمومي حيث لم يتنقل أي صحفي رفقة البعثة الجزائرية إلى طوكيو، ورغم ذلك إلاّ أن الصحافة الجزائرية واكبت الحدث من خلال حصص خاصة على كل المستويات بصرية، سمعية، مكتوبة وإلكترونية، حيث كسرت الحواجز والظروف المحيطة بها ونقلت المعلومة للمتتبعين، والأكثر من ذلك هناك بعض القنوات الخاصة التي لا تملك تعداد كبيرا وأغلبهم مختصون في كرة القدم إضافة للظروف الإجتماعية هذا من دون شك سينعكس على المستوى العام للإعلام، ومن هذا المنبر أتمنى أن يكون التركيز أكبر على باقي الرياضات مستقبلا”.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024