أمال بوشارف .. شُعلة تنطفئ

التحقيقات متواصلـة في قضيــة مقتل الرياضيــة

عنابة: هدى بوعطيح

 الوالـد: أجهل أسبـاب الجــريمـة النكـراء وأطالـب بالقصـاص

 «حريق إجـــرامي أودى بحياة أمال واثنين من أفراد أسرتها، الأم والأخت والثالثة في وضع حرج»

هل باتت عنابة مرتعا حقيقيا للإجرام؟. لا يكاد ينام سكانها إلا ويستيقظون على جريمة نكراء، ضحيتها إما امرأة أو رجل أو شيخ، شخص أو شخصين أو ثلاثة. وما الواقعة الإجرامية التي حدثت مؤخرا بهذه الولاية، راحت ضحيتها الرياضية في الكاراتي أمال بوشارب، إلا دليلا على ضرورة دق ناقوس الخطر، واتخاذ إجراءات صارمة لوضع حد لهؤلاء المجرمين الذين لم تردعهم القوانين للحد من جرائمهم التي تخلّف يوميا أرامل وأيتام.
تعتبر عائلة بوشارف واحدة من ضحايا الإجرام، عائلة ذائع صيتها على اعتبار أن الأب فوزي مدرب كاراتي ذو سمعة طيبة وأخلاق حسنة، لم يتوقع يوما هو وجيرانه أن يكون هو وعائلته الصغيرة المتكونة من الزوجة و3 بنات ضحية أياد إجرامية سعت لحرق بيته المتواضع الكائن بحجر الديس ببلدية البوني بعنابة دون أي سبب يذكر.
 جريمة نكراء خلفت وفاة الأم خلال ساعات قليلة من الحادث، والتي أسلمت الروح إلى بارئها اختناقا لمعاناتها من مرض الربو، لينقل البنات الثلاث على جناح السرعة إلى أحد مستشفيات المدينة، أيام قليلة وتلتحق الإبنة الصغرى بوالدتها إلى الرفيق الأعلى، ولم يكد يستيقظ الأب على فاجعة رحيل ابنته الصغرى، إلا ويأتيه خبر وفاة «أمال».

بطلة شرفّت الجزائر في المحافل الدولية والوطنية

أمال بوشارف بطلة في رياضة الكاراتي صاحبة 29 ربيعا، متحصلة على حزام أسود درجة ثالثة، وتحمل شهادة ماستر2 تخصص علم النفس تنظيم وتسيير موارد بشرية، مستشارة نفسية لنادي آمال جامعة عنابة، شرفت الجزائر في مختلف المحافل الدولية والوطنية، فازت بميدالية برونزية في الدورة الدولية بدولة الإمارات في 19 نوفمبر عام 2019 بمشاركة أكثر من 30 لاعبة من دول أجنبية، بطلة عالمية والمرتبة الأولى في الكاراتي كواشي بتونس سنة 2014.
 لديها شهادة مدرب درجة ثانية، ورئيسة اللجنة الولائية والجهوية لتطوير الرياضة النسوية للكراتي، متحصلة على شهادة النخبة الوطنية لسنة 2008، 2009 للفدرالية الجزائرية للكاراتي، مثلت البطلة آمال بوشارف الوفد الرياضي لولاية عنابة مع البطلة الأولمبية سليمة سواكري أثناء تسليم العلم الوطني خلال الاحتفالات بعيدي الاستقلال والشباب، يوم 5 جويلية 2020 بمقام الشهيد بالعاصمة.
وبحسب المقربين منها أمال بوشارف فتاة شابة كانت تحذوها طموحات كبيرة، لا سيما في المجال الرياضي، فقد كانت تحلم بأن تمثل الجزائر في المحافل الدولية، وهي التي التحقت برياضة الكاراتي في سن الثالثة والنصف بتشجيع من أسرتها الرياضية، وعلى وجه الخصوص والدها مدرب رياضة الكاراتي وعضو رابطة الفنون القتالية لولاية عنابة، كما أنه مؤسس ورئيس النادي الرياضي شباب أمل واد زياد ورئيس اللجنة الولائية للجات كاندو.
طموح فتاة شابة اغتيل على يد الإجرام بين ليلة وضحاها، رياضية نخبة فريق وطني لم تكن تعلم أن آخر أنفاسها ستكون حرقا على يد مجهولين أبادوا عائلة بأكملها، نجا منها الوالد وما تزال الابنة الثالثة تصارع الموت بمصلحة الحروق بمستشفى ابن سينا بعنابة، على أمل أن تعود إلى حضن والدها وتنسيه ولو قليلا مرارة فقد زوجته وابنتيه دون سابق إنذار، ودون معرفته للأسباب الكامنة وراء هذه العملية الإجرامية الشنيعة، لمجهولين اختاروا الساعات الأولى من الفجر لتنفيذ مهمتهم النكراء حتى لا يكون أمامهم سبيل للنجاة.

التكفّل بابنتي لتجاوز المحنة

بعد شهر من الحادثة المشؤومة التي وقعت بحي بوشارب إسماعيل بحجر الديس، ما تزال خيوط الجريمة اللغز لم تفك، وما تزال هوية المجرمين في حكم المجهول، تسببوا في إبادة عائلة بأكملها وتحويل حياة الوالد إلى مأساة، والذي ما يزال تحت الصدمة من هول الفاجعة التي ألمت به، «حسبي الله ونعم الوكيل» لم تفارق لسانه وهو يتحدث إلى «الشعب» عما حل بعائلته الصغيرة، كما غلبته دموعه وهو يستذكر هذه الحادثة الأليمة، قائلا بأنه لحد الساعة يجهل أسباب هذه الجريمة النكراء ومن وراءها، على اعتبار أنه إنسان مسالم وخلوق بشهادة جيرانه، كما أن بناته ذوات تربية حسنة يقضين جل وقتهن بين العمل والرياضة، وليس له أعداء لدرجة أنهم يسعون إلى حرق بيته والتنكيل بعائلته.
يتساءل الوالد عن سبب قتل بنات في مقتبل العمر بدون أي ذنب، ويشير في سياق حديثه بأن التحقيقات متواصلة لكشف هوية المجرمين، مطالبا بالقصاص من الأشخاص الذين اغتالوا فرحته وسعادته، حيث لم يكن يتوقع أن يستيقظ يوما ما على فاجعة مثل هذه، قائلا بأنه كان يتمنى أن يدفن من قبل بناته وليس هو من يسعى لدفنهم لكنها مشيئة الله.
ويؤكد الأب المفجوع في عائلته على أن صحة ابنته التي ما تزال في العناية المركزة في تحسن نوعا ما، بحسب ما أكده له الأطباء المعالجين لها، إلا أنه وجه رسالة للسلطات العليا للبلاد للتكفل أكثر بابنته لتجاوز محنتها من خلال نقلها إلى أفضل مستشفى بالعاصمة أو للعلاج خارج الوطن إن استدعى الأمر ذلك، حتى تتماثل للشفاء كلية وتكون له سند في هذه الحياة بعد وفاة زوجته وابنتيه.

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024