تباينت ردود الفعل على عناصر منتخبي البرازيل والأرجنتين، في أعقاب انتهاء منافسات كوبا أمريكا 2021، بتتويج «التانغو» باللقب.
الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي قاد رفاقه لقنص اللقب الدولي الأول في تاريخه، بعد الفوز على البرازيل 1-0 في المباراة النهائية، فجر الأحد.
دينور ليوناردو باتشي «تيتي» مدرب البرازيل قال عقب نهاية المباراة إنه «رغم الشعور بالألم، يجب الاعتراف بقيمة الأرجنتين الكبيرة».
وأضاف «المهم هو الاعتراف، مهما كان مؤلما أو صعبا، بقيمة المنافس. كرة القدم تكمن في الاعتراف بقيمة الآخر. كانت الأرجنتين أكثر فعالية وحصدت اللقب».
لكن المدرب البرازيلي، عاد وأكد أن «الإقرار بأفضلية المنافس لا يعني التغاضي عن الأخطاء التي ارتكبتها البرازيل، بجانب تعمد المنافس إفساد اللعب لإضاعة الوقت».
تياغو سيلفا مدافع البرازيل اتفق مع مدربه تيتي، وقال إن «الأرجنتين تمكّنت من تقييد أبرز الأسلحة الهجومية لفريق السامبا، خاصة في الشوط الأول».
وقال «في البداية علينا تهنئة الفريق المنافس.الأرجنتين حيّدت أبرز لعباتنا وكان من الصعب للغاية قلب الوضع، للأسف لم نحقق مرادنا. في الشوط الأول لم نتمكن من تقديم لعبنا المعتاد».
كما انتقد اللاعب قيام الحكم الأوروغوياني إستيبان أوستوخيتش بمنح 5 دقائق «فقط» من الوقت المحتسب بدلا الضائع في الشوط الثاني، ومع ذلك، اعتبر أن فريقه قدم أداء جيدا في كوبا أمريكا ببلوغه النهائي أمام خصم بحجم الأرجنتين.
واختتم بقوله: «كان هناك احتمال بنسبة 50% لكل منتخب منهما، وكان هناك لاعبان عظيمان في الفريقين (نيمار وميسي)، علاوة على أن الفريقين كانا مدربين جيدا للمباراة».
في المقابل، اعترف ليونيل سكالوني مدرب منتخب الأرجنتين بأن نجم الفريق ليونيل ميسي خاض النهائي وهو مصاب حيث يعاني من «مشكلة في عضلات الفخذ الخلفية».
وقال سكالوني «فيما يخصّ ليو، لا شيء سيغير حقيقة أننا فزنا، يظل وسيظل أفضل لاعب في التاريخ».
وأضاف المدرب «كم المرات التي حاول فيها عدم الاستمرار بسبب الإحباط، ورغم كل ما حدث معه، لم يستسلم وفاز بالنهائي. هذا شيء تجدر الإشارة إليه».
وأوضح «لو عرف جميع الأرجنتينيين الطريقة التي لعب بها كوبا أمريكا هذه، سيحبونه أكثر، ليس لدي أدنى شكّ».
وشدّد «أنا كمدرب لا استطيع الاستغناء مطلقا عن لاعب بهذه المواصفات، ليس هناك أي احتمال لذلك، حتى لو كانت الظروف غير مواتية مثلما حدث في هذه المباراة والتي سبقتها.
وانتقل سكالوني إلى لاعبي البرازيل وتحديدا نيمار دا سيلفا، الذي قال إنه «يستحيل تقريبا» إيقافه وأنه «ثاني أفضل لاعب في العالم بعد ميسي»، مؤكدا أن نجم باريس سان جيرمان «قدم مباراة رائعة وكانت جميع الهجمات الخطرة من البرازيل تأتي عن طريقه».
أنخيل دي ماريا صاحب هدف تتويج الأرجنتين باللقب، قال إن هذا الانتصار رد على الكثيرين ممن شككوا في إمكانية الفوز بكأس كوبا أمريكا.
وقال «حلمنا كثيرا بهذا الأمر. قاتلنا كثيرا، وظللنا نقدم ما عندنا حتى تحقق الحلم اليوم»، وأكد دي ماريا أن هذا اللقب له قيمة أكبر لأن الفوز به جاء على أرض البرازيل، مضيفة البطولة، وفي ملعب الماراكانا في ريو دي جانيرو.
وتذكر دي ماريا بقوله: «كانت البطولة ستقام في الأرجنيتن (التي تخلّت عن تنظيم المسابقة بسبب الجائحة) وانتهى بنا الأمر هنا، لأنه كان علينا أن نفوز بها هنا وفزنا بها بالفعل.
احتفالات في بيونس ايرس
وخرج آلاف الأرجنتينيين إلى الشوارع بمختلف مدن البلاد للاحتفال بتتويج منتخب بلادهم بلقب كوبا أمريكا عقب فوزه على البرازيل.
وكالعادة كانت مدينة بوينس أيرس مركز الاحتفالات، حيث تجمع أكثر من 20 ألف شخص للاحتفاء بأول لقب يحققه «الألبيسيليستي» منذ عام 1993.
وعمت الفرحة منطقة المعلم الأثري البارز بالعاصمة الأرجنتينية، والذي تلون باللونين السماوي والأبيض، وسط حالة من عدم الالتزام بإجراءات التباعد الجسدي والقيود الصحية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا.
وبدأت هذه المنطقة في استقبال الجماهير عقب إطلاق صافرة نهاية المباراة، وهكذا كان الحال في ساحة «لا ريبوبليكا» في مدينة روساريو، ووسط مدينة كوردوبا، على غرار الميادين والمناطق البارزة بمختلف مدن الأرجنتين، حيث تجمع المشجعون وسادت أجواء الفرحة والبهجة باللقب.
