يواجه الرجاء البيضاوي في نهائي كأس «الكاف»

«الكناري» يتطلّع للقب قاري جديد

عمار حميسي

إستعاد شبيبة القبائل هيبته القارية التي ضاعت على مدار 18 سنة تاريخ آخر لقب قاري أحرزه الفريق، حيث ستكون الفرصة مواتية للعودة إلى التتويجات القارية من بوابة الرجاء البيضاوي خلال نهائي كأس «الكاف» الذي سيجري في 10 جويلية المقبل بالعاصمة البينينية كوتونو، حيث يتطلّع أشبال المدرب لافان لكتابة التاريخ من جديد وتحقيق لقب إفريقي غاب عن خزائن الكرة الجزائرية لفترة طويلة.

حقّق «الكناري» إنجازا كبيرا من خلال التأهل للمباراة النهائية لمنافسة كأس «الكاف» على حساب القطن الكاميروني ومخالفة التوقّعات التي لم تكن تضع الشبيبة في قائمة الترشيحات من أجل التأهل إلى النهائي، إلا أن أشبال المدرب لافان كان لهم رأي آخر  صنعوا الحدث من خلال الفوز ذهابا وإيابا على القطن الكاميروني.
بلوغ النهائي يعد إنجازا كبيرا، إلا أنه عكس عملا تمّ القيام به على مستوى الفريق وهو عمل مشترك بين المدرب والإدارة حيث إنعكس إيجابا على مستوى اللاعبين خلال المباريات وهو الأمر الذي سمح لهم بتحقيق الإنجاز والتأهل إلى المباراة النهائية رغم أن المأمورية لم تكن سهلة.
واجه الفريق أندية عريقة وقوية في الأدوار الإقصائية ودور المجموعات، إلا أن اللاعبين والجهاز الفني كانوا في الموعد
وحقّقوا العلامة الكاملة والتأهل إلى النهائي، ما هو إلا بداية لإنجازات قادمة، خاصة أن الإمكانيات البشرية متوفرة بتواجد مجموعة مميزة من اللاعبين الشبان القادرين على صنع الفارق.
تحضير نفسي وفني
الفوز بالنهائي لن يكون سهلا، إلا أن التحضير الجيد من الناحية النفسية والفنية يُعد أمرا مهما من أجل الفوز والنجاح في تحقيق اللقب القاري، حيث سيكون المدرب والإدارة أمام محكّ حقيقي لتحضير اللاعبين لهذا الموعد المهم حتى يكونوا في الموعد ويعودوا باللقب من البنين على حساب الرجاء.
من الناحية النفسية الفريق سيكون مطالبا بكسر عقدة النهائيات التي لازمت الأندية الجزائرية خلال الفترة الماضية بعد تتويج الوفاق باللقب القاري في منافسة رابطة أبطال إفريقيا فشل كل من مولودية بجاية وإتحاد العاصمة في إحراز تتويج قاري، وهو ما يؤكد أن العامل النفسي مهم.
فشل مولودية بجاية في الفوز بكاس «الكاف» رغم أنه بلغ النهائي في 2016، ونفس الأمر إنطبق على إتحاد العاصمة الذي فشل هو الآخر في الفوز برابطة أبطال إفريقيا بعد أن خسر النهائي أمام مازمبي الكونغولي في النهائي الذي جرى ذهابا وإيابا، حيث سيكون فريق شبيبة القبائل مطالبا بعكس التوقّعات والفوز باللقب القاري.
يضمّ شبيبة القبائل في تعداده مجموعة من اللاعبين الشبان الذين لم يسبق لهم أن لعبوا مباراة مهمة من هذا النوع، حيث يعد نهائي كأس «الكاف» أول نهائي قاري يلعبونه في مسيرتهم الكروية عكس فريق الرجاء الذي يمتلك لاعبوه خبرة كبيرة على المستوى القاري بعدما شاركوا من قبل في رابطة الأبطال ووصلوا إلى مراحل متقدّمة.
صغر سن اللاعبين في الفريق يبقى أمرا إيجابيا، إلا أنه يتطلّب عملا كبيرا من طرف المدرب من أجل تحضير العناصر الموجودة من الناحية الفنية ليكونوا في الموعد خلال النهائي المرتقب من أجل مباغتة المنافس والعودة باللقب القاري، وهو ما يجعل العمل النفسي في مقدمة عملية التحضير لمواجهة الرجاء التي انطلقت بالفعل.
من الناحية الفنية أظهر الفريق إمكانيات فنية كبيرة، حيث تحسّن المستوى من مباراة لأخرى من الأدوار الإقصائية مرورا بدور المجموعات وصولا إلى الأدوار النهائية، حيث تحسّن المردود الجماعي والفردي للاعبين وهذا ما يعكس العمل الكبير الذي قام به المدرب لافان خلال الفترة الماضية.
عوامل عديدة إيجابية ظهرت على المستوى الفني للفريق منها العامل الهجومي، حيث لم يظهر أي تردد أو تخوف من اللاعبين خاصة خلال المباريات التي جرت خارج الديار وظهر فيها اللاعبون بمستوى فني كبير، عكس رغبتهم الكبيرة في الذهاب بعيدا في المنافسة القارية وصنع الفارق هذا الموسم. من العوامل الإيجابية أيضا توفر حارس مرمى مميز وهو الذي ساهم في بلوغ الفريق المرحلة النهائية بعدما تألق كثيرا خلال المباريات الماضية وكان حاسما لأبعد الحدود وهو الأمر الذي إنعكس على النتائج المحققة في الأدوار الإقصائية ودور المجموعات وصولا إلى المباراة النهائية.
الهيبة الإفريقية عامل للتتويج
رغم أن تعداد شبيبة القبائل يتكوّن أساسا من اللاعبين الشبان إلا أن اسم الفريق يبقى معروفا على المستوى القاري وهو الذي أحرز سبعة ألقاب ويُعد الفريق الجزائري الأكثر تتويجا بالألقاب القارية مقارنة بالأندية الأخرى التي يبقى البعض منها في طريقه للبحث عن تتويجه القاري الأول.
هيبة الفريق على المستوى القاري يبقى عاملا مشجّعا من أجل النجاح وتحقيق اللقب القاري الذي طال انتظاره، فاسم شبيبة القبائل ليس اسما غير معروف بل هو اسم مألوف على مستوى الكرة الافريقية بما أنه من أكثر الاندية الافريقية تتويجا بالألقاب القارية وهو العامل الذي يجب وضعه في الحسبان.
مواجهة الرجاء البيضاوي لن تكون سهلة رغم أن المنافس لم يظهر الكثير من إمكانياته، حيث تأهل بركلات الجزاء على حساب فريق بيراميدز المصري الذي فشل في بلوغ النهائي للمرة الثانية على التوالي بعد أن خسر نهائي النسخة الماضية أمام نهضة بركان المغربي.
منافسة كأس «الكاف» عرفت خلال السنوات الماضية تألق الأندية المغربية في صورة الرجاء والوداد ونهضة بركان حامل اللقب، لكن شبيبة القبائل عازم على كسر هيمنة وسيطرة الاندية المغربية على هذه المنافسة من خلال الاطاحة بالرجاء في النهائي المرتقب يوم 10 جويلية المقبل .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024