خاضوا 26 مباراة دون هزيمة

«الخضر» يواصلون عروضهم القوية

عمار حميسي

واصل المنتخب الوطني عروضه القوية بعد أن حقIق الانتصار على نظيره المالي حيث عادل «الخضر» رقم منتخب كوت ديفوار بالوصول إلى 26 مباراة دون هزيمة، وهو ما يؤكّد أنّ طموحات التشكيلة الوطنية كبرت كثيرا ولم يعد همّها الفوز بالمباريات بقدر تحطيم الأرقام القياسية، كما أنّ مواجهة مالي أكّدت من ناحية أخرى أن العمل مستمر بالنسبة للناخب الوطني، والمنتخب لم يصل إلى درجة الكمال الكروي .
أكّد المنتخب الوطني على طموحاته بعد أن عادل رقم المنتخب الايفواري بالوصول إلى 26 مباراة دون هزيمة، حيث يبقى الهدف المقبل للمنتخب واللاعبين إضافة إلى الجهاز الفني من خلال رفع الطموحات عاليا، في انتظار المواجهات المقبلة التي ستكون مهمة من اجل البحث عن الانتصارات.
كشفت مواجهة مالي أن المنتخب الوطني مطالب بالعمل أكثر لترقية مستواه، وتفادي الارتكاز على الانجاز القاري، خاصة أن المنتخبات الإفريقية تطورت كثيرا، وهو ما أكده المنتخب المالي بعد المستوى الراقي الذي قدمه من الناحية الفنية والتقنية خلال مواجهة المنتخب الوطني.
عوامل إيجابية كثيرة من الضروري العمل على ترقيتها خلال الفترة المقبلة، منها الرغبة في الفوز رغم الظروف الصعبة التي يواجهها اللاعبون في بعض المباريات التي تبدو معقدة من الناحية الفنية والتقنية، إلا أن اللاعبين يعملون على إيجاد المخرج الملائم من اجل الفوز، وهو ما حدث خلال مواجهة مالي.

استفادة فنيّة كبيرة
استفاد المنتخب الوطني كثيرا من خلال مواجهة منتخب مالي، خاصة أن المباريات الودية لا تكون في الغالب من أجل الفوز فقط لكن لتطوير المستوى الفني في حال كان المنافس يتمتع بمستوى فني كبير مثلما حدث مع منتخب مالي، الذي دفع الناخب الوطني إلى تغيير العديد من الأمور خلال المباراة.
وكان من الواضح ان بلماضي درس جيدا منتخب مالي، لكن واقع الميدان كان له رأي آخر، حيث ظهر المنافس بمستوى فني أفضل بكثير من المتوقع، وهو الأمر الذي استفز الملكات الفنية للناخب الوطني، وجعله يراجع حساباته التكتيكية والفنية من أجل الحصول على نتائج أفضل.
وقد يواجه المنتخب الوطني منافسين من مستوى منتخب مالي خلال الفترة المقبلة، والاحتكاك بمنافس من هذا المستوى في الفترة الحالية أمر مهم ومفيد كثيرا من الناحية الفنية، خاصة أن اللاعبين أصبحوا يعرفون جيدا ما ينتظرهم خلال تصفيات كاس العالم المقبلة التي ستكون صعبة و نتائجها غير مضمونة.

مرونة تكتيكيّة
كشفت مواجهة مالي على التطور الكبير في المستوى الفني والتكتيكي للمنتخب بعد أن جرّب الناخب الوطني بعض اللاعبين، كما أنه بدأ المواجهة بخطة معينة و خلال الشوط الثاني قام بتغيير النهج التكتيكي، لكن هذا الأمر لم يغير من قوة المنتخب بل تطور الأمر إلى المستوى الأفضل.
ودخل المنتخب خلال الشوط الأول بخطة 4-3-3 لكن الأمر كان صعبا على اللاعبين بالنظر إلى الانتشار الجيد للمنافس، وهو ما جعل الناخب الوطني يقوم ببعض التغييرات على التركيبة البشرية، ومنح الفرصة للاعبين آخرين وهو ما جعله يقوم بتغيير النهج التكتيكي من اجل الحصول على مستوى أفضل.
وخلال الشوط الثاني الأمور تغيرت نحو الأفضل بعد أن غير بلماضي الخطة إلى 4-1-4-1 مع إجراء تغيير بإقحام سليماني مكان بوداوي واللعب برأس حربة متحرك يكون في بعض الأحيان سليماني والبعض الآخر بونجاح، وهو ما منح القدرة للمنتخب على زعزعة دفاع المنافس وسمح له بتسجيل الهدف الأول.
وأنهى المنتخب الوطني المباراة بقوة رغم الصعوبات في وسط الميدان بسبب الغيابات واحتياج العناصر الجديدة إلى الوقت اللازم من اجل إثبات قدراتهم الفنية والتقنية، حيث ستكون المواجهات المقبلة معيارا حقيقيا من أجل إيجاد البدائل المناسبة، وتعويض العناصر التي تغيب اضطراريا.

الغيابات أثّرت على المستوى
لم يعد يخفى على أحد أن الغيابات أثّرت كثيرا على مستوى المنتخب خاصة بالنسبة لوسط الميدان، الذي عرف غياب بن ناصر بسبب الإصابة، حيث لن يشارك في التربص بسبب إجرائه لعملية جراحية على مستوى الركبة، إلا أن البدائل لم تكن في المستوى المطلوب مقارنة بالتحديات الموجودة.
دفع غياب بن ناصر الناخب الوطني إلى منح الفرصة لعناصر جديدة في صورة زروقي، الذي واصل عروضه الجيدة رغم الصعوبات التي واجهها بسبب عدم تأقلمه مع الاندفاع البدني الذي مارسه لاعبو منتخب مالي، حيث احتاج إلى بعض الوقت من اجل التأقلم مع الوضع الجديد.
وضيّع بوداوي فرصة الظهور بشكل جيد، حيث كان ظلا لنفسه وأعاق حركة زملائه في الملعب، وهو ما دفع بلماضي إلى تغييره لكن لا يجب لوم اللاعب على ظهوره بهذا المستوى بالنظر إلى انه لعب في منصب غير المنصب الذي يلعب فيه في فريق نيس الفرنسي.
وسيكون بلماضي مطالبا بتغيير الخطة خلال المباريات المقبلة من أجل الحصول على مردود أفضل من بوداوي بالنظر إلى انه من العناصر الصاعدة في الكرة الجزائرية، ويحتاج إلى فرص أخرى للحصول على نتائج أفضل منه رغم أن المنافسة تبقى كبيرة بين اللاعبين، ومن الصعب الحصول على مكانة أساسية.

تصريحات

جمال بن العمري:
‘’أود أن أحيّي منتخب مالي على مردوده في اللقاء الودي. هذا امتحان والكل كان يدرك أن اللقاء سيكون صعبا ومعقّدا، ولهذا كنّا مركّزين جيدا في اللقاء. نحن نلعب مباراة بمباراة، ولكن اليوم الأمور كانت مغايرة مقارنة بالمنتخب الموريتاني. المنتخب الجزائري بمثابة عائلة واحدة. وعن مستقبلي، حاليا، تركيزي منصب على المنتخب الوطني، ولكن عليكم أن تعلموا أنّه لدي عروض من قطر، ووجهتي ستحدد بعد انتهاء التربص’’.
هريس بلقبلة:
‘’أهم شيء هو الفوز والحفاظ على سلسلة المقابلات دون خسارة، خاصة وأننا واجهنا فريقا جيدا. نطمح في المباراة الودية القادمة أمام المنتخب التونسي بتحقيق الفوز، ومواصلة النتائج الايجابية’’.
رياض محرز:
‘’لقد كانت مباراة معقدة ومنتخب مالي ليس من السهل مواجهته. كافحنا في الشوط الأول، لكن بعد الاستراحة كنا أفضل. تشكيلة مالي كانت جيدة، وهذا ما خلق لنا صعوبات في إخراج الكرة. لا يمكننا الفوز دائمًا بنتائج 3-0 أو 4-0. إنّها إحدى المباريات الصعبة في إفريقيا. مالي فريق يتمتع بشخصية كبيرة ومنظم جيدًا في الوسط، ومع ذلك، فقد افتقروا إلى القليل من الوجود في المقدمة لتجسيد فرصهم السانحة للتهديف. الكل يعلم بأن بن ناصر وفغولي هما لاعبان مهمان بالنسبة لنا ولكن زروقي لم يكن سيئًا، وقديورة وبوداوي أيضًا. لقد واجهتنا العديد من الصعوبات ولكن المباريات الودية تلعب من أجل ذلك، حتى لو كنا أبطالًا لأفريقيا، فإن هذا النوع من المباريات يظهر لنا أنه لا ينبغي أن نكتفي بإنجازاتنا. بصراحة، لقد غير الناخب الوطني جمال بلماضي
الكثير من الأشياء. فيما يتعلق بسلسلة 26 مباراة بدون هزيمة فهذا يدل على أن هناك عمل وراءنا بفضل بلماضي. هذه ليست النهاية وعلينا أن نستمر في العمل.
مباراة تونس (الجمعة 11 جوان في تونس) ستكون مباراة مختلفة لأنه فريق صعب اللعب. إنّه مثل أتلتيكو مدريد الاسباني، يمكنك السيطرة عليه ولكنك لن تفوز. بالنسبة لعلم فلسطين، أردنا إيصال صوت القضية ونتمنى أن يكون الله في عونهم. فيما يتعلق بمستقبلي، أنا بخير في مانشستر سيتي’’.        
محمد ماغاسوبا (مدرّب مالي):
‘’لقد وضعنا خطّة محكمة ولكن بعض الأخطاء فيما يتعلق بالتركيز جعلتنا نضيع الفرص السانحة للتهديف وخسارة المباراة. أعتقد بأن التحكيم كان له دور في النتيجة لأن الهدف الذي سجله المنتخب المالي كان صحيحا.
ولكن أود أن أهنّئ جمال بلماضي والمنتخب الجزائري الذي يضم فرديات رائعة. لقد كان لقاءا في غاية الأهمية بالنسبة لنا خاصة وأننا واجهنا أبطال افريقيا.
اللعب في الجزائر يبقى أمرا في غاية الصعوبة، وكنا نعلم بذلك. لا أرغب في الحديث عن الأسماء الأساسية الغائبة لأن المنتخب الوطني يخوض اللقاءات بالأسماء الحاضرة. الآن هدفنا هو مواصلة العمل وتأهيل المنتخب المالي للمرة الأولى في تاريخه لكأس العالم. نحن فريق شاب عليه أن يعمل أكثر’’.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024