الكـرة الجـزائريـة مريضـة

وصف المدير الفني الرياضي لفريق شباب بلوزداد حسين ياحي الكرة الجزائرية بالمريضة كان ذلك خلال تصريحاته خصّ به «الشعب ويكاند»، مؤكدا أن الوضع الداخلي الذي تعيشه انعكس على النتائج المحقّقة ضمن المنافسات القارية بدليل خروج الأندية مؤخرا من السباق نحو النهائيات، والأمر يتعلق بكل من الشباب، العميد وقبلهما الوفاق، وهذا يجب أن تكون حلول جادة من آجل إعادة الأمور إلى السكة الصحيحة.
كما تطرّق ياحي تقييم النتائج الخاصة بفريق شباب بلوزداد وقال في هذا الصدد «من الصعب تقييم النتائج لأننا في موسم استثنائي بسبب الجائحة الصحية التي عرقلت كل الأندية من أجل القيام بتحضير أمثل للمباريات، ونحن بكل صراحة كنا نرغب في الذهاب بعيدا ضمن المنافسة القارية خاصة بعدما عاد الفريق لسكة الانتصارات في الفترة الأخيرة والتي جعلته يتألق ويلفت الانتباه، لكن هذه هي كرة القدم ومثل هذه اللقاءات يجب الفوز بها ولا تلعب وهنا كان لعامل الخبرة والتجربة دور كبير لأن منافسنا في الدور ربع النهائي الترجي التونسي الذي يملك تقليد في هذه المنافسة، إضافة إلى بعض الأخطاء التي نتحمل مسؤوليتها جميعا خاصة بعدما فزنا بلقاء الذهاب بثنائية ما يعني أننا لو تحكمنا قليلا في الكرة فوق المستطيل الأخضر لتمكنا من التأهل للدور المقبل».
واصل محدثنا قائلا في ذات السياق، «لكن حاليا وبعد التجربة التي أراها ناجحة بالنسبة لنا يجب أن تستثمر في ذلك لأن التعداد كسب التجربة والخبرة التي ستعود بالإيجاب مستقبلا، لأننا بكل صراحة ضيّعنا المباراة ضد الترجي بسبب جزئيات صغيرة فقط نظرا لغياب التركيز وارتكاب أخطاء كلفتنا الخروج من المنافسة القارية، لكن من دون شكّ أن تلك الهفوات لن تتكرّر مستقبلا لأن الفرق التي تشارك بصفة منتظمة في المستوى العالي أكيد تتعلم كيف تتعامل مع اللقاءات التي تلعب تحت الضغط، إضافة للموسم الاستثنائي مثلما سبق لي القول الذي لم يسمح لنا بالتحضير الأمثل في بداية الموسم الرياضي وانعكس على الأداء بالنظر لكثافة الرزنامة».

 «نتائج الأندية الجزائرية بحجم الإمكانيات»
أما بالنسبه للأندية الجزائرية المشاركة ضمن المنافسات القارية سواء في رابطة الأبطال أو كأس الكونفيدرالية الأفريقية والأمر يتعلق بكل من مولودية الجزائر وفاق سطيف الذين خرجا من السباق أيضا أكد ياحي، أن الواقع الذي تعيشه الكرة الجزائرية السبب المباشر في الإخفاق لأنها مريضة وقال في هذا الجانب «شاركت أربعة فرق في المنافستين القاريتين وكانت مقبولة لحد كبير حيث تمكنت من تقديم وجه مشرف أمام فرق قوية ولها إمكانيات أكبر بالمقارنة مع ما هو موجود في الجزائر، لكن علينا أن نعمل أكثر حتى تكون النتائج أفضل ونصل للنهائيات ونتمكن من تحقيق الألقاب مثلنا كان عليه الحال في الماضي».
أضاف المدير الرياضي للشباب قائلا، «كرة القدم الجزائرية مريضة وتعاني منذ مدة طويلة ويجب أن تعالج من خلال إيجاد الحلول اللازمة من طرف المسؤولين والمعنيين ويإرادة قوية من الدولة الجزائرية، من خلال توفير المنشآت للتكوين والتدريبات لكل الفئات العمرية وليس للأكابر فقط، الملاعب وفقا للمعايير العالمية، مثلما هو عليه الحال عند جيرانينا التونسيين والمغاربة، كل هذه الأمور لها تأثير حتى نتمكن من العودة للواجهة على الصعيد القاري ونحقق الألقاب، وبمعنى آخر يجب أن تكون منظومة كروية مبنية على أسس صحيحة بتشارك كل الفاعلين في الكرة والاعتماد على اخصيائيين في التسيير والتخطيط لكي نصل إلى المستوى العالي».

 «نهدف لضمان مكان للمشاركة قاريا الموسم القادم»
أما عن الأهداف المستقبلية لشباب بلوزداد بعد خروجه من المنافسة القارية أكد ياحي أنهم سيركزون على ما تبقى من لقاءات البطولة الوطنية، قائلا «حاليا بعدما ضيعنا هدفين للموسم الحالي لأننا كنا نطمح للعب الأدوار الأولى على الصعيد القاري والمنافسة من أجل الحفاظ على اللقب المحلي، بقي أمامنا هدف واحد يتمثل في العمل على كسب أكبر عدد من النقاط خلال المباريات المتبقية من الموسم الحالي ضمن البطولة الوطنية حتى نتمكن من التواجد في مركز يسمح لنا بالمشاركة في المنافسة القارية الموسم القادم، بالرغم من صعوبة المأمورية لأننا نعمل في ظروف استثنائية مثلما سبق لي القول بسبب الجائحة الصحية التي كان لها التأثير المباشر على كل الأحداث».
أضاف محدثنا قائلا، «لدينا مشروع طموح رفقة فريق شباب بلوزداد وسنعمل على تجسيده من خلال وضع قاعدة رياضية تشمل كل من مكان للتدريب لكل الفئات بما فيها الأصاغر لأنهم خزان الفريق الأول، التكوين، هيكلة الإدارة، انتداب لاعبين قادرين على تقديم الإضافة ولهم مهارات عالية وكل هذا يتطلب أموال كبيرة ودراسة مبنية على أسس صحيحة، لكي يصبح الفريق ينافس على أكبر الألقاب بعدما استفدنا من المشاركة الفارقة هذه المرة حيث اصبحت لدينا خبرة وسنسعى للمواصلة في هذا النهج لكي نصنع اسما ونشرف ألوان النادي ونسعد الجماهير التي ساندتنا رغم الظروف الصعبة التي نعيشها».