عبر الدولي الجزائري السابق منير دوب في تصريح خاص لجريدة «الشعب»، عن أمله الكبير في تتويج نجم المنتخب الوطني رياض محرز بلقب رابطة أبطال أوروبا، خلال مواجهة النهائي التي ستجمع فريقه مانشيستر سيتي مع تشيلسي، يوم 29 ماي القادم، بمدينة بورتو البرتغالية، كي يكون ثاني جزائري يتوّج باللقب الأغلى في القارة العجوز بعدما فعلها ماجر سنة 1987، معتبرا إياها بالمفخرة للجزائر.
أكد منير دوب أن محرز تكون بصفة تدريجية وتمكن من رفع مستواه من فترة لأخرى حتى بلغ المستوى العالي الذي هو عليه الآن وساهم بنسبة كبيرة في بلوغ فريقه المان سيتي نهائي رابطة الأبطال للمرة الأولى في تاريخه بالرغم من مرور نجوم كبار من قبل في قوله: «قبل التطرق لما وصل إليه رياض محرز حاليا يجب أن نعود إلى المراحل التي تدرج فيها خلال فترة التكوين، لأنه خريج المدرسة الكروية الفرنسية، وعانى كثيرا عند بدايته لمسيرته إلى درجة أنه تنقل إلى ليستر سيتي الذي كان ينشط في الدرجة الثانية الإنجليزية، هنا بدأ هذا اللاعب بالبروز من خلال المساهمة في صعود فريقه إلى القسم الأول وفي الموسم الموالي كان له الدور البارز في تحقيق المفاجأة والتتويج بلقب الدوري وسط دهشة متتبعي الكرة في انجلترا».
واصل دوب قائلا في ذات السياق «هنا سطع نجمه وتمكن من كسب محبة الجماهير وساهم من جهة أخرى في رفع نسبة متتبعي نادي ليستر الذي كان مغمورا، وبعدما تألق وأظهر عن مستوى عال من لقاء لآخر لفت أنظار أكبر الأندية، لكنه اختار الانضمام إلى صفوف مانشيستر سيتي برغبة من المدرب غوارديولا، لكن المأمورية أمام النجم الجزائري لم تكن سهلة لأنه وجد عراقيل كبيرة بالنظر للترسانة الموجودة في المان سيتي الآن، إنه عرف كيف يشق طريقه فيما بعد من خلال استغلال الفرص التي كانت تتاح أمامه سواء من خلال التمريرات الحاسمة أو الأهداف التي وقعها».
كسب حب الجماهير في انجلترا وخارجها
أضاف محدثنا قائلا: «الدور الذي كان يقدّمه محرز في لقاءات السيتي جعلت الجماهير تتعلق به أكثر وتطالب بإدخال هذا الدعم ساعده في تطوير نفسه من خلال التألقم مع المستوى العالي والضغط الكبير بكل احترافية وذكاء، والدليل في ذلك واضح من الأداء الذي كشف عنه هذا اللاعب الطموح الذي يعتبر مفخرة للجزائر، خاصة خلال لقاءي الدور نصف النهائي ضد نادي باريس سان جيرمان حيث سجل عليه ذهابا وإيابا، ليضع فريقه في النهائي لأول مرة في مشواره مؤكدا أنه من طينة الكبار، وكل تمنياتنا أن يكلل هذا المجهود بالتتويج باللقب الأوروبي لكي يكون ثاني جزائري يتذوق طعم رابطة الأبطال بعد ماجر الذي فاز بها سنة 1987».
تطرق منير دوب إلى نقطة أخرى حول مسار محرز قائلا: «باريس سان جيرمان انهزم في النهائي السنة الماضية على يد خريج المدرسة الكروية الفرنسية وتكرر به الأمر هذه المرة من طرف محرز، ما يعني أن الدولي الجزائري تكوّن جيدا وتعب كثيرا كي يصل لهذا المستوى لأنه ليس بالأمر الهين تحقيق هذا الإنجاز ولم يكن صدفة، ولهذا علينا أن تفتخر اليوم لأن قائد المنتخب الوطني رفع من قيمة اللاعب الجزائري على الصعيد الأوروبي، وهذا فخر لنا، ويجب أن نكون السند له في النهائي ونشجعه حتى النهاية».
مواجهة تشيلسي أفضل فنيا من ريال مدريد
واصل لاعب الشبيبة سابقا قائلا: «من جهة أخرى فإن محرز أعطى دفع كبير والإضافة المطلوبة للنادي الانجليزي ورفع من نسبة متابعته، لأن كل الجزائريين والوطن العربي، وحتى في أوروبا يحبون هذا اللاعب وفنياته، لأنه في السابق وبالرغم من النجوم التي كانت الآن ان النادي فشل في بلوغ النهائي، ما يعني أن القيمة السوقية لمحرز ارتفعت بشكل كبير في الوقت الحالي، وبحسب اعتقادي إذا منحت له الفرصة في النهائي الأوروبي الانجليزي سيقدم الإضافة، وأنا شخصيا أعتقد أن مواجهة تشيلسي أفضل من ريال مدريد، لأن الأخير يحسن التفاوض في النهائيات، كما أن البلوز يمرّون بوضع صعب في الفترة الحالية بدليل أنهم لم يضمنوا لحد الآن مكانة تؤهلهم لرابطة الابطال للموسم القادم، ما يعني أن تفكير اللاعبين سيكون مشتت بالمقارنة مع مانشيستر سيتي الذين ضمنوا اللقب المحلي وبقي أمامهم هدف واحد وهو تحقيق اللقب القاري الذي يغيب عن خزائنهم».
كما أثنى دوب على مشوار محرز رفقة المنتخب الوطني، خلال بطولة أمم أفريقيا التي توّج بها في مصر قائلا: «حاليا يجب أن يفكر محرز في الاستقرار ويجب أن يبقى مع «المان سيتي» بعدما كسب مكانه بتألقه ولم يكن بالأمر السهل، وفي حال غير الأجواء سيؤثر عليه لأنه يتقدم في السن والأندية الكبيرة في أوروبا تفكر اقتصاديا ولهذا تركز على الشباب الذي تستثمر فيه على المدى البعيد، خاصة إذا تمكن من التتويج باللقب الأوروبي الذي سيساعده في اللعب بكل راحة مستقبلا، والتالي فإن محرز الذي تمكن من قيادة المنتخب الوطني للتتويج باللقب القاري في مصر بقي أمامه معانقة رابطة الأبطال والبحث عن الاستقرار لإنهاء مشواره الرياضي».
