اندلعت شرارة حرب تجارية قاسية على الاقتصاد العالمي، بعد اعلان الصين أمس، عزمها على «رد فوري وقوي»، على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، لتنتهي بذلك فترة الهدنة الوجيزة بين القوتين العالميتين.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأول، فرض رسوم جمركية بقيمة 50 مليار دولار على سلع صينية، وردت بكين بالمثل مباشرة، لتصبح أكبر قوتين اقتصاديتين بالعالم على حافة حرب تجارية.
تنفيذا لوعده بمعاقبة الصين التي يتهمها بسرقة الملكية الفكرية الأمريكية، حذر ترامب في بيان من «رسوم إضافية في حال ردت الصين بفرض رسوم على صادرات الولايات المتحدة من السلع والخدمات».
أعلنت الولايات المتحدة أنها ستبدأ في تحصيل الرسوم على 818 سلعة صينية مستوردة بقيمة 34 مليار دولار، ابتداء من 6 جويلية المقبل المقبل. وسيخضع الجزء الثاني المؤلف من 284 سلعة بقيمة 16 مليار دولار لعملية مراجعة إضافية.
من جانبها، ردت الصين بسرعة، وقالت أمس، إنها فرضت رسوما «مساوية» على المنتجات الأمريكية، وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان على موقعها الإلكتروني «سنفرض على الفور رسوما مساوية وبنفس القوة»، داعية أيضا دولا أخرى إلى «القيام بتحرك جماعي» ضد «هذا السلوك الرجعي الذي عفا عليه الزمن». أضافت أن «شنّ حرب تجارية لا يخدم المصالح العالمية.. والصين بكل تأكيد لا تريد حربا تجارية، ولكن في مواجهة السلوك الأمريكي البغيض والضار وقصير النظر يجب على الصين فرض إجراءات مضادة قوية والدفاع بقوة عن مصالحها القومية ومصالح شعبها».
قالت الوزارة إن الصين ستفرض رسوما جمركية إضافية قدرها 25% على 659 من المنتجات الأمريكية بقيمة 50 مليار دولار. أضافت الوزارة أن الرسوم الجمركية على بضائع أمريكية قيمتها 34 مليار دولار تشمل منتجات زراعية مثل فول الصويا، سيبدأ سريانها بعد 3 أسابيع. ويشار إلى أن فول الصويا هو أكبر واردات الصين من الولايات المتحدة من حيث القيمة.
قالت الوزارة، إن الرسوم ستطبق أيضا على واردات السيارات والمأكولات البحرية، ووفقا لوزارة التجارة فإن موعد سريان الرسوم الجمركية على بقية البضائع الأمريكية، وقيمتها 16 مليار دولار سيعلن في وقت لاحق. وتشمل تلك الواردات النفط الخام الأمريكي والغاز الطبيعي والفحم وبعض المنتجات النفطية المكررة.
فتحت الولايات المتحدة الأمريكية، حربا تجارية على عدة جبهات لم يسلم منها حتى حلفائها التقليديين، حيث طبقت رسوما جمركية مرتفعة على وارادات الصلب والالمنيوم القادمة من دول الاتحاد الأوروبي، وأيضا على كندا والمكسيك رغم كونها ضمن منطقة التبادل الحر(نافتا) مع الولايات المتحدة.
عادت واشنطن لنظام عقوبات اقتصادية، مشددة على إيران عقب انسحابها من الاتفاق النووي الموقع سنة 2015، وقالت إنها ستعاقب الشركات والدول التي تواصل التعامل مع ايران، ما يعني أن بعض المؤسسات الروسية معنية.
قررت دول الاتحاد الأوروبي، الخميس، اتخاذ اجراءات مماثلة، بفرض رسوم على صادرات أمريكية بقيمة ناهزت 3 مليار دولار، وأعلنت اليابان أيضا أنها سترد بذات الإجراء على قرار واشنطن.