تجددت المظاهرات، أول أمس الخميس، بمدينة جرادة، للمطالبة بـ«العدالة الاجتماعية وتوفير فرص العمل وتحسين ظروف عيش السكان»، والإفراج عن نشطاء موقوفين. ردد المتظاهرون شعارات تطالب الحكومة بالاستجابة لمطالب السكان «المشروعة والعادلة».
قال سعيد عاشور، أحد نشطاء الاحتجاجات بجرادة، إن «قوات الأمن منعت المتظاهرين من الوصول لسوق الأحد الأسبوعي بالمدينة، الذي كان مقررا توجه المحتجين بمسيراتهم إليه».
أضاف عاشور، أن «الاستمرار في الاحتجاجات بالنسبة لسكان جرادة سببه عدم استجابة الحكومة لمطالبهم الثلاثة المتمثلة بتوفير بديل اقتصادي للمدينة عن مناجم الفحم التي تم إغلاقها، وحل مشكلة تراكم فواتير المياه والكهرباء غير المسددة، ومحاسبة المسؤولين عن وضع المدينة المتردي». تصاعد التوتر في المدينة خلال الأيام الماضية، بعد أن أوقف الأمن 22 ناشطا، على خلفية مواجهات مع متظاهرين، وقعت في 14 من الشهر الجاري، وأسفرت عن العديد من الإصابات.
الرشيدية على «صفيح ساخن»
اتسع الحراك الشعبي من مدينة جرادة المغربية، الخميس، لتنتقل أجواء التوتر لتخيم مدينة الرشيدية التي اصبحت على «صفيح ساخن»، بعد أن قرر المئات من طلبة الكلية المتعددة التخصصات، وكلية العلوم والتقنيات، الخروج في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام، ملوحين برزمة من المطالب من بينها تعميم المنحة والاستفادة من المطعم الجامعي والسكن، بحسب ما ذكرته مصادر إعلام محلية.
أوضحت جريدة «العمق» ان مدينة الرشيدية المغربية تعيش على «صفيح ساخن، حيث انطلقت المسيرة الاحتجاجية من الكلية متعددة التخصصات وصولا إلى كلية العلوم والتقنيات ليقرر المئات من الطلبة بعد ذلك الخروج إلى الشارع العام، في اتجاه مقر ولاية جهة درعة تافيلالت، رافعين شعارات من قبيل «الطالب ها هو والمنحة أين هي»، ومطالبين بتعميم المطعم الجامعي والسكن، على جميع طلبة الكليتين.
استنفر تظاهر المئات من طلبة الكليتين -بحسب المصدر ذاته- مختلف الأجهزة الأمنية بمدينة الرشيدية، لتعترض القوات العمومية مسيرتهم الاحتجاجية، لمنعها من الوصول إلى الشارع العام ومنه إلى مقر ولاية جهة درعة تافيلالت، فيما لا يزال الطلبة مصرون على الاستمرار في الاحتجاج إلى غاية الاستجابة لمطالبهم. أوضح مصدر مطلع للجريدة، أن ما أجج من غضب الطلبة ودفعهم للخروج للاحتجاج، هو أن أغلب من وضعوا طلباتهم للاستفادة من الدعم الذي خصصه مجلس الجهة للمنح الجامعية، تفاجأوا بقرار لوزارة الداخلية أجهض هذا الحلم.
يشار أن وزارة الداخلية قامت بحذف 12 مليون درهم المخصصة لدعم طلبة الجهة والتي صادق عليها مجلس جهة درعة تافيلات، خلال الدورة العادية لشهر أكتوبر.
العفو الدولية تستنكر سياسة المخزن
في محاولة يائسة لتزييف الحقيقة، انتقدت الحكومة المغربية بشدة تقرير منظمة العفو الدولية «أمنيستي»، والذي أدان استعمال القوة «المفرطة» في حق المتظاهرين و«ترهيبهم» بمدينة جرادة شرق المغرب. كانت منظمة العفو الدولية قد دعت السلطات المغربية إلى الكف عن استعمال القوة المفرطة في حق المتظاهرين بجرادة.
قالت المنظمة في بيان لها: «إنه يجب على قوات الأمن المغربية أن تكف عن استخدام القوة المفرطة وترهيب المحتجين السلميين»، مشيرة إلى اقتحام خمس شاحنات لهذه القوات حشدًا من المحتجين في 14 مارس، مما خلّف عشرات الإصابات في مدينة جرادة. اندلعت الاحتجاجات في مدينة جرادة؛ إثر مصرع شقيقين داخل منجم مهجور في أواخر شهر ديسمبر الماضي، قبل وفاة شخصين آخرين في ظروف مشابهة؛ ما دفع بالمحتجين للخروج في تظاهرات سلمية تطالب بـ«بدائل اقتصادية» عن العمل بالمناجم.
الطفل ضحية «الدهس» يخرج عن صمته
خرج الطفل القاصر عبد المولى زعيقر، ضحية «الدهس» من قبل سيارة تابعة للقوات العمومية، خلال مواجهات بين الأمن ومتظاهرين بجرادة، عن صمته في شريط فيديو مؤثر، الخميس، يطالب فيه بـ«محاسبة من دهسوه بسيارة الأمن». طالب زعيقر، المسؤولين بـ«التكفل بعلاجه حتى يعود للوقوف على أقدامه»، قائلا انه «لا يريد العودة إلى جرادة، بل يتمنى نقله إلى مكان أفضل من أجل علاجه»، مضيفا في تصريح مؤثر انه «لا يريد سوى الشفاء والوقوف على قدميه».
قالت والدته، ان رسالتها وراء تصويره هي «مطالبة المسؤولين بالتدخل للتكفل بعلاجه»، مشيرة إلى ان إدارة المستشفى الجامعي بوجدة، عمدت لإخراجه من قسم الإنعاش إلى قاعة عادية.