تعمل الحكومة المالية جاهدة على إقرار السلم والاستقرار بعد سلسلة الاضطرابات التي عرفتها البلاد وعلى هذا الاساس أقرت مالي قانونا «للوفاق الوطني» في وقت يستعد فيه البلد أيضا لتنظيم انتخابات رئاسية بعد سلسلة تأجيلات ليتم تحديدها في جويلية من هذا العام.
ويقترح هذا الميثاق «اجراءات خاصة لوقف المتابعات أو العفو لصالح بعض الفاعلين في التمرد المسلح لسنة 2012»، حسبما كان قد صرح به الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كايتا في رسالة بمناسبة السنة الجديدة 2018.
وينص «مشروع القانون حول الوفاق الوطني» على «عدم متابعة جميع المتورطين في التمرد المسلح ولم تلطخ أيديهم بالدماء» ويتضمن «اجراءات تهدئة بعد تعجيل التدابير الجارية والتعويضات الممنوحة للضحايا المعترف بهم» اضافة الى «برنامج اعادة ادماج كل الذين يضعون السلاح ويلتزمون علنا بنبذ العنف»، يقول كايتا، داعيا الماليين الى التحلي ب «الموضوعية لفهم تطور الخصومات الى حد الاضرار بالتعايش الضارب بجذوره في عمق التاريخ».
وفي هذا السياق، سيشرع الوزير الأول المالي سومايل بوباي مايغا في زيارة إلى مدينة كيدال إحدى كبريات مدن شمال مالي بدءا من اليوم، في إطار الجهود لتنفيذ اتفاق السلم والمصالحة الموقع عام 2015 بين الحكومة والحركات السياسية العسكرية ي المنبثق عن مسار الجزائر.
ومن المتوقع أن يكون سوميلو بوبيي ماغا في المنطقة «بوفد قوي» وتعد هذه الزيارة، التي تأتي بعد زيارة رئيس الوزراء الاسبق موسى مارا في مايو 2014، جزء من تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة، وفقا للحكومة المالية.
واكد الوزير الاول المالي لوسائل الاعلام حرص حكومته على «تعزيز حضور الدولة بالمنطقة وتسريع وتيرة توفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للسكان».
تحضير انتخابات الرئاسة
وتأتي زيارة رئيس الحكومة المالية الى كيدال في وقت تستعد فيه الحكومة الى إجراء انتخابات رئاسية المزمع تنظيمها في 29 جويلية المقبل، حيث أكد رئيس الوزراء سوميلو بوباي مايغا، أنها ستجري في موعدها المحدد، ولن يتم تأجيلها كما حدث سابقا وقال «أنا أضمن لكم أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية ستجرى يوم الأحد 29 جويلية 2018».
وقال ميغا، خلال زيارة لمنطقة موبتي التي شهدت هجمات دموية مؤخرا، وحسبما نقلت عنه وسائل إعلام محلية، «جئنا لتهنئة وتشجيع المسؤولين المدنيين والعسكريين الذين يخدمون الدولة في المنطقة».
وأشار ميغا الذي عين على رأس حكومة جديدة في مالي مهمتها الأولى تنظيم الانتخابات إلى أنه يسعى لتحقيق الأمن لضمان انتخابات آمنة، قائلا «لقد قررنا نشر عدد كبير من القوات المسلحة في منطقة موبتي تدريجيا حتى لا يكون هناك متر مربع من الأراضي خارج سيطرتنا».
ودعا سكان المنطقة إلى التعاون من أجل محاربة الإرهاب، وقال «سنفعل كل شيء استرداد كل ما هو قابل للاسترداد وسوف نقاتل أولئك الذين نضطر إلى محاربتهم وكل من لديه «معلومات عن الإرهابيين هذا هو الوقت المناسب لإعطائها».
وأعلن ميغا من ناحية اخرى أن حكومته «ستبدأ التفكير في دمج المدارس القرآنية في نظام التربية» كما ستقوم بتحويل المدارس التي تنفق عليها جمعيات مختلفة إلى مدارس حكومية.