رسمت منظمات دولية صورة قاتمة لوضعية حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة جراء مواصلة اسرائيل انتهاكاتها الممنهجة لهذه الحقوق عبر حرمان الفلسطينيين من الرعاية الصحية والعمل والتعليم والحركة ومصادرة أراضيهم ونهب ثرواتهم، وسط إصرار فلسطيني على الصمود ومواصلة النضال الى غاية تحقيق الدولة المستقلة المنشودة.
ورسم مايكل لينك، المقرر الخاص المكلف من مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة برصد الانتهاكات في الاراضي الفلسطينية المحتلة في تقريره إلى المجلس، صورة قاتمة للوضع المعيشي للمواطنين الفلسطينيين القابعين تحت الاحتلال الاسرائيلي من 50 عاما، مؤكدا أن سلطات الاحتلال «أخفقت في الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لضمان صحة ورفاهية السكان الفلسطينيين الخاضعين لسيطرتها».
و قال مايكل لينك خلال عرضه لتقريره، أمام جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المخصصة للنظر في أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار دورته ال 37 المنعقدة حاليا في جنيف ان نظام الرعاية الصحية للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة «هو على حافة الانهيار» مشيرا الى لجوء الاحتلال الى توسيع المستوطنات وضم ومصادرة الأراضي الخاصة والعامة ونهب الموارد فضلا عن الطموحات المعلنة علنا للسيطرة الدائمة على كل أو جزء من الإقليم.
ووجه المقرر الخاص، الانتباه إلى تأثير الاحتلال وما يرتبط به من عنف وانتهاكات منتظمة لحقوق الإنسان على الصحة العقلية للفلسطينيين، قائلا ان «هناك معدلات المرتفعة لسوء التغذية المثير للقلق في أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة وبخاصة بالنسبة للأطفال».
وتطرق لينك إلى قرار الولايات المتحدة اعتبار القدس عاصمة «لإسرائيل» وما نتج عنه من شعور باليأس بين الفلسطينيين، داعيا مجددا سلطات الاحتلال إلى وقف بناء المستوطنات التي تشكل انتهاكا للقوانين والقرارات الدولية والامتثال للقانون الدولي وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.
من جهته أكد عرض المراقب الدائم لبعثة دولة فلسطين لدى مجلس حقوق الانسان في جنيف إبراهيم خريشي تقريره امام المجلس في جنيف معددا مختلف الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها اسرائيل في حق الشعب الفلسطيني ومنها الاستيطان غير
الشرعي فضلا عن ممارسات المستوطنين وانتهاكاتهم اليومية، مشيرا الى أن عدم وجود آلية لمحاسبة اسرائيل على افعالها «هو أحد الأسباب الأساسية لاستمرار لاحتلال» منذ أكثر من 50 عاما.
وجاءت الجلسة المخصصة للنظر في أوضاع حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة في جنيف تزامنا مع استرجاع الفلسطينيين للذكرى ال 50 لمعركة الكرامة التي صادفت امس، وكلهم عزم على مواصلة الصمود والنضال الى غاية تمكنهم من ممارسة حقوقهم الوطنية ممثلة بالعودة والدولة وتقرير المصير على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وفق ما أكده المجلس الوطني الفلسطيني.