يواصل الاتحاد التونسي للشغل مساعيه لحلّ الأزمة التونسية من خلال التوسط بين طرفيها لتقريب وجهات النظر، قصد الوصول إلى حلّ توافقي ينهي واحدة من أكبر الأزمات السياسية التي تعيشها تونس، والتي إندلعت باغتيال النائب محمد البراهمي، شهر جويلية الماضي، وهي حادثة قطعت كل قنوات الاتصال بين النهضة ومعارضيها المطالبين برحيل حكومتها التي يرأسها علي العريّض، المطلب الذي إعتبرته النهضة بغير القابل للإستجابة، رغم المظاهرات والإحتجاجات اليومية للمعارضة.
في الأثناء، أعلن الأمين العام للإتحاد التونسي للشغل، حسين العباسي، أن الإتحاد في إطار وساطته بين الطرفين، قدّم مقترحات ورؤى الترويكا الحاكمة بقيادة النهضة إلى زعماء وممثلي المعارضة في إنتظار قيامه بالمقابل بنقل وجهة نظر المعارضة إلى الترويكا.
كما أفاد الناطق بإسم جبهة الإنقاذ الوطني، حامة الهمامي، أن جبهته، تقدمت بداية الأسبوع بمقترحات على ضوء مبادرة إتحاد الشغل، وهي مقترحات وصفها بالمنطقية والمواتية للظرف المتأزم، راميا الكرة في مرمى الترويكا بإعتبار أن الحل بيدها، وأن الخطوة الأولى في إتجاهه هو إستقالة حكومة علي العريّض، الذي لم ينجح كما يبدو في التقليل من إصرار المعارضة على رحيله، عندما كشف في خطاب متلفز الأسبوع الماضي، أن جماعة «أنصار الشريعة» الإرهابية هي من تفق وراء إغتيال كل من شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وقد سبق للمعارضة الإلحاح في طلبها بكشف هوية القتلة.
إن الإتحاد التونسي الذي يقف وراءه أكثر من نصف مليون منخرط، سوف لن يكتفي ـ كما يبدو ـ بلعب دور ساعي البريد بين طرفي الأزمة، إذا ما أصّر على ركوب رأسيهما والإستمرار في حوار الطرشان، وقد ينتهي به الأمر سيّما مع غياب فواعل أخرى بحجمه، إلى فرض خارطة طريق تخرج البلاد من الأزمة من خلال لعب دور الحكم بدل الوسيط الفاشل.
في ظل استمرار الأزمة السياسية في تونس
هل يكتفي اتحاد الشغل بدور الوسيط؟
أمين بلعمري
شوهد:987 مرة