في الوقت الذي يواصل فيه فريق المفتشين الدوليين مهمته في سوريا، ودون انتظار نتائج التحقيق للكشف عن الجهة التي استخدمت الكيمياوي في ابادة اهل الغوطة خاصة وان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اكد بأن المفتشين يحتاجون لأربعة أيام للانتهاء من تحقيقهم ومزيدا من الوقت لتحليل ما توصلوا إليه، تبدو الادارة الامريكية وحلفائها الغربيين عازمون على توجيه ضربة عسكرية الى سوريا بغض النظر عن تداعيات هذه الضربة.
ورغم ارتفاع بعض الأصوات التي تدعو الى التريث ومن بينها روسيا التي قال احد دبلوماسييها الكبار امس، بأنه يتحتم على مجلس الأمن انتظار تقرير مفتشي الأسلحة قبل دراسة الرد، فإن الحشد الغربي يتواصل واصوات قرع طبول الحرب يرتفع، بل وهناك من بات مقتنعا بأن الهجوم سيكون اليوم ويستمر ثلاثة ايام.
وفي هذه الأجواء التصعيدية دعا الأمين العام للأمم المتحدة، امس أعضاء مجلس الأمن إلى الاتحاد للتحرك من أجل السلام، في حين كشف رئيس الوزراء البريطاني عن عزم لندن التقدم إلى مجلس الأمن بمسودة قرار يسمح باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية السوريين.
وقال بان كي مون، انه على المجلس أن يستخدم سلطته من أجل السلام، وأن السوريين يستحقون حلولاً وليس صمتاً، مؤكداً أن سوريا هي أكبر تحدٍّ في عالم اليوم.
وأضاف انه من الضروري معرفة الحقائق، وفريق مفتشي الأمم المتحدة على الأرض هناك الآن لكي يفعل ذلك وبعد أيام فقط من الهجوم جمعوا عينات قيمة وسألوا الضحايا والشهود ان الفريق كما اضاف بحاجة إلى وقت للقيام بمهمته.
وفي سياق متصل، كشف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بريطانيا طرحت امس على مجلس الأمن الدولي مسودة قرار يدين الهجمات التي نفذتها على حد زعمه قوات الرئيس الأسد وصرّح باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين من الأسلحة الكيماوية.
ومن جهته، قال الموفد الخاص للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، إن الضوء الأخضر من مجلس الأمن ضروري لأي تدخل عسكري وجدّد تأكيده بأن الحل العسكري لا يفيد في سوريا وقال إنه لن يكون هناك سوى حل سياسي وكلما كان العمل من اجل حل سياسي مبكرا يكون ذلك افضل.
هذا وصرّح مسؤول أمريكي، أن أي تحرك عسكري لن يكون أحادي الجانب ويجب أن يشمل حلفاءنا الدوليين.
وتدرس الإدراة الامريكية مع الدول الحليفة لها كل الخيارات العسكرية الممكنة للرد على مزاعم استخدام القوات السورية للسلاح الكيماوي فى صراعها مع المعارضة، وهي ثلاث خيارات، إما تنفّذ خيار الضربة المحدودة او عملية ثعلب الصحراء كما حصل في العراق وضرب صورايخ كروز لمدة ساعات أما الخيار الثالث هو نموذج كوسوفو.
وفي مجال ذي صلة، اوردت مصادر ان النظام السوري بدأ يتخد اجراءات احترازية بإخلاء مقراته الأمنية والحكومية المهمة، ومن جانبها، اتخذت روسيا خطوة استباقية عبر إجلاء رعاياها في سوريا الراغبين بالعودة الى بلادهم، وذلك على متن طائرة نقل كانت تنقل مساعدة غذائية الى اللاذقية.
وأعلنت موسكو، امس، أنها قامت منذ أمس الأول بإجلاء ١١٦روسيا ومن مواطني جمهوريات سوفياتية سابقة من سوريا على متن طائرتين لوزارة الحالات الطارئة.