المحلل السياسي اسماعيل دبش لـ ''الشعب'' :

تدخل الغرب عسكريا في سوريا يخدم إسرائيل

حبيبة غريب

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسارعا خطيرا في الأحداث بتفاقم التوتر وعدم استقرار الأمن وزيادة أعمال العنف، والقتل والانفجارات والمواجهات المسلحة والدامية بسوريا، ولبنان، ومصر، والتظاهرات والتجمهر بتونس، وما زاد الطين بلة التحرك الأمريكي الأخير، وتهديداته بالتدخل العسكري في سوريا، وكأن التاريخ يعيد نفسه ويذكرنا بمخطط عملية اجتياح العراق في بداية التسعينيات.
ويرى المحلل السياسي المختص في العلاقات الدولية، اسماعيل دبش، أن هذه المتغيرات والانزلاق الخطير ما هي إلا بوادر استراتيجية يطبقها الغرب خدمة لمصالح إسرائيل التوسعية.
كما كشف دبش في تصريح لـ ''الشعب'' حول الوضع المتأزم الذي تشهده سوريا حاليا، والتهديد الأمريكي بالتدخل العسكري، أن الأمر ''يكشف مرة أخرى الإستراتيجية الغربية المفضوحة، على غرار ما حذت في العراق وليبيا وغيرها من الأماكن التي انتجت الفوضى، ومسّت بالاستقرار والوحدة الوطنية، وتأكد مرة أخرى أن الهدف هو أضعاف الدول والقوى المحيطة بإسرائيل، حتى تمكن هذه الأخيرة من فرض إرادتها وإستراتيجيتها التوسعية بالمنطقة، والتي ترمي أساسا لتكوين وتوسيع الدولة اليهودية، عن طريق إبعاد سكان الضفة الغربية إلى الأردن، وسكان غزة إلى سناء''.
وأضاف دبش في ذات السياق أن ''التدخل العسكري الأجنبي بسوريا، سينجم عنه حتما، تصعيدا خطيرا بين قوى دولية رافضة للتدخل، وأخرى مؤيدة له، كما أنه لن يؤدي فقط إلى التصفية الدموية، بل إلى تقوية الصراع المدعم، هذا بغض النظر عن نوعية النظام السياسي الذي يدعمه التدخل، لأن القوى الغربية لا تهتم إطلاقا بكون النظام إسلامي أو غير إسلامي، قومي أو غير قومي، لأن الجميع في النهاية لابد أن يخضع لإرادتها، وهذا ما نشهده وما يحدث في ليبيا، مصر وتونس''.
وعن السؤال المتعلق بالحجج التي يقدمها الغرب وعلى رأسهم أمريكا لتبرير عملية التدخل العسكري، أجاب دبش، أن ''مبررات استعمال السلاح الكيماوي ضد المدنيين بسوريا واهية، على غرار المبررات التي قدمت بخصوص العراق وامتلاكه للسلاح النووي، والتي فندت في النهاية ولم تثبت صحتها باعتراف الأمريكيين أنفسهم''.
وفي الشأن التونسي، اعتبر المحلل السياسي أن ''تونس ستواجه نفس المصير الذي تواجهه مصر حاليا، ليس من طرف الجيش، بل من قبل قوة ثابتة ترفض حكم الإسلاميين بقيادة النهضة وفي مقدمتها المرأة التونسية التي حققت مكاسب لا يمكنها اليوم التنازل عنها''.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024