أكدت منظمة الأمم المتحدة, أمس، أن تنظيم “داعش” الإرهابي ما زال يشكل تهديدا كبيرا ومتناميا للعالم, على الرغم من الخسائر العسكرية الكبرى التي لحقت به في العراق وسوريا وجنوب الفلبين في العام الماضي.
جاء ذلك في التقرير السادس الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى مجلس الأمن الدولي حول التهديد الذي يمثله تنظيم داعش الإرهابي على السلم والأمن الدوليين, وجهود الأمم المتحدة لدعم الدول الأعضاء في محاربة هذا التهديد.
وقد قدم فلاديمير فورونكوف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون محاربة الإرهاب إحاطة لمجلس الأمن حول التقرير, قال فيها إن تنظيم “داعش” لم يعد يركز على غزو الأراضي والسيطرة عليها, وإنه أجبر على التكيف مع التطورات الأخيرة ليركز بشكل أساسي الآن على مجموعة أصغر وأكثر حماسا من الأفراد الملتزمين بإلهام غيرهم وتمكينهم وتنفيذ الهجمات.. مشيرا إلى أن تقدير عدد المقاتلين الأجانب المتبقين في العراق وسوريا أمر صعب, رغم أن تدفق المقاتلين إلى البلدين قد توقف تقريبا.
وأوضح فورونكوف أن الإرهابيين العائدين إلى دولهم الأصلية, أو من انتقلوا إلى بلدان أخرى, ما زالوا يشكلون تهديدا كبيرا للأمن الدولي.. مشيرا أن قدرة “داعش الإرهابي على توليد الإيرادات قد تراجعت, ويعود ذلك بشكل كبير إلى فقدانه السيطرة على حقول النفط والغاز في سوريا, حيث تراجعت إيرادات التنظيم بأكثر من 90% منذ عام 2015, مع أنه مازال قادرا على توليد الدخل من خلال عمليات الابتزاز والسيطرة على نقاط التفتيش.
وقال وكيل الأمين العام لشؤون محاربة الإرهاب إن التهديد المتنامي ل«داعش” الإرهابي يمثل تحديا صعبا للدول الأعضاء بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي, وإن مواجهة هذا التهديد تتطلب معالجة الظروف الكامنة التي تجعل من السهل إغراء الشباب والشابات بالالتحاق بالتنظيم, حيث تتراوح أعمار معظم المجندين حديثا في التنظيم بين 17 و27 عاما.
وأكد فورونكوف أهمية تمكين الشباب وتشجيعهم على المشاركة للمساعدة في منع التطرف العنيف, داعيا جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى مضاعفة جهودها لتعزيز التعاون الدولي للتصدي للإرهاب والتطرف العنيف, وتقديم المسؤولين عن الهجمات الإرهابية المروعة إلى العدالة.