مواجهة مفتوحة وحلول بعيدة

الجيش المصري في طوارىء لفرض النظام

فضيلة دفوس

لامجال للشك، ان مصر دخلت مرحلة امنية خطيرة وبات التهديد الارهابي الذي طالب وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي قبل نحو شهرين من الشعب تفويضه لمحاربته، يتوسع من يوم لاخر بفعل الاحتقان السياسي والتصعيد الاعلامي مما ينذر ـ لا قدر الله ـ بايام عجاف بل بسنوات من العنف والتقتيل بين ابناء الشعب الواحد الذي شتتت السلطة وحدته وادخلته في متاهة من الصراع الرابح فيه خاسر بكل تاكيد.
فغداة مقتل ٣٦ عنصرا من الإخوان المسلمين اثر استعمال الشرطة الغاز لاجهاض محاولة فرارهم اثناء نقلهم من مديرية أمن القاهرة الى سجن ابو زعبل، لقي ٢٥ شرطيا مصرعهم وأصيب ثلاثة آخرون امس في هجوم مسلح بقذائف (آر بي جي) استهدف سيارتين كانت تقلان رجال امن  على طريق العريش برفح .
 وذكرت مصادر طبية وأمنية إن رجال الشرطة كانوا في طريقهم إلى ثكنتهم في رفح قرب الحدود مع إسرائيل عندما هاجمهم مسلحون بالبنادق الآلية والقذائف الصاروخية.
وتشهد مناطق عدة بشمال صحراء سيناء (أقصى شمال شرق مصر) منذ مطلع جويلية الماضي هجمات مسلحة على مراكز ونقاط أمنية ومصالح حيوية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر الجيش والشرطة إلى جانب عشرات المسلحين وتوقيف عشرات آخرين.
وقد جاء استهداف رجال الشرطة في العريش كما سبق غداة اعلان وزارة الداخلية المصرية في بيان أن المعتقلين الـ٣٦، الذين قتلوا الأحد خلال محاولة هروبهم أثناء نقلهم إلى سجن قرب القاهرة قضوا بسبب التدافع واختناقا، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته عناصر الامن.
لكن مصاد الاخوان شككت في الرواية الرسمية، وجزمت بان قوات الامن قامت بتصفية الضحايا عمدا، و قالت بان انصار الرئيس المعزول يتعرضون لحملة تقتيل بشعة .
 و بين تبادل الاتهامات ، وفي ظل التصعيد الاعلامي الخطير، يبدو بان القيادة العسكرية في مصر ترفض العودة الى الوراء وتصر على فرض قبضتها الحديدية وعدم التراجع عن قرار تنحية مرسي.
وقد تعهد السيسي باتخاذ موقف صارم ضد العنف لكنه حاول مغازلة انصار الرئيس المعزول  بقوله ان مصر تتسع للجميع.
وحتى الان لايبدو أن انصار الرئيس محمد مرسي مستعدين للتراجع عن قرار التظاهر والاحتجاج، كما لايبدو بان الوضع سيعود الى طبيعته قريبا لتبقى قائمة الضحايا مرشحة للارتفاع بعد مقتل ٨٥٠ شخص على الأقل بينهم ٧٠ من الشرطة والجيش خلال الأسبوع الأخير وعلى صعيد ردود الفعل الدولية قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد سيعقدون اجتماعا طارئا في بروكسل غدا الأربعاء لبحث الوضع في مصر.
كما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس أن بلاده قد أوقفت تعاونها مع القوات الأمنية المصرية وألغت العديد من اتفاقات السلاح معها.
ياتي هذا فيما حذرت المملكة العربية السعودية الغرب من ممارسة ضغوط على الحكومة المصرية.
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز دعا العرب يوم الجمعة إلى الوقوف معا ضد محاولات زعزعة استقرار مصر في رسالة دعم للجيش المصري .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024