مؤكدة رفضها لتدويل الأزمة

القاهرة تعتبر مواقف المجتمع الدولي منحازة لجماعة الإخوان المسلمين

فضيلة دفوس

لم تكن الأحداث الخطيرة التي تهز مصر لتمر دون أن يكون للمجتمع الدولي موقف مندد وداعي لضبط النفس ووقف سفك الدماء والبحث عن حل سياسي يجنب البلاد الدخول في اتون حرب أهلية تحرق الأخضر وتأتي على اليابس.
وقد صدرت منذ البداية مواقف رافضة للحملة التي تشنها قوات الأمن المصرية لفض اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، وكان أكثرها حدة موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أظهر عدم موافقته على السلوك الذي تبنته القيادة المؤقتة في القاهرة، كما تحركت أوروبا في نفس الاتجاه وهدّد اتحادها، أمس، بمراجعة علاقاته مع مصر في الأيام القادمة وشدّد على ضرورة ضبط النفس ومنع تصعيد العنف.
المجتمع الدولي برمته حاله ما يقع في مصر، وإذا كان بعضه قد اثر الصمت حتى تتضح الصورة، والبعض الآخر أظهر صراحة دعمه للحملة التي يشنها العسكر ضد الإخوان، فإن الغالب الأعم من الدول رفضت التزام الصمت أمام هول ما يجري بأرض الكنانة، واستدعت  سفراء مصر لديها وأبلغتهم رفضها للخيار الدموي الذي يدفع ثمنه مئات الأبرياء.
لكن هذا الدخول الإجباري للمجتمع الدولي على خط الأزمة المصرية لم يعجب القيادة المؤقتة الحاكمة في القاهرة التي أعلنت على لسان وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي رفضها القاطع  لتدويل الأزمة المصرية كونه يساهم في مزيد من الاستقطاب ويعطل الحل السياسي.
وأكد فهمي، أمس، أن هناك تخاذلاً من المجتمع الدولي في تسليط الضوء وغضّ الطرف عن عنف جماعة الإخوان المسلمين، وإذا كان المجتمع الدولي متمسكاً بالشرعية وبحقوق الإنسان، عليه أن يوجه انتقادات ضد عنف الجماعة، مشيراً إلى وجود تناقض صارخ بين الاهتمام بضبط النفس والتخاذل الدولي في إدانة العنف.
ولفت الوزير إلى أن مصر ليس لديها معضلة في اهتمام المجتمع الدولي بها، لكن الأمن القومي المصري يحدده المصريون وحدهم، والعلاقة مع مصر يجب أن ينظر إليها من منظور أوسع، كما يجب أن يأخذ في الاعتبار أن مصر تعيش مرحلة انتقالية، يتم على أثرها تحديد هويتها السياسية، فمصر ستكون للجميع ولن يتحكم فيها فصيل سياسي بعينه.
وتابع أن القاهرة ستواصل استقبال الوفود الأجنبية من قبل الأسرة الدولية وترحب بكافة المبادرات، فنحن ـ كما قال ـ دولة إقليمية ومؤثرة في محيطها ونعمل في إطار المنظومة الدولية.
وعن فضّ اعتصامات الإخوان، تأسّف فهمي لوقوع ضحايا بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية، مشيراً إلى أن الدولة وجدت نفسها بعد فضّ الاعتصام في مواجهة عنف مبرمج له أهداف محددة منها، ترويع وترهيب المواطنين وهزّ الكيان المصري برمته، وشدّد على أنه سيتم دحر كل تلك التحركات بواسطة القانون والأمن، فلا يمكن التوصل إلى أي حل سياسي خارج نطاق القانون والسلمية، فنحن ندين الإجرام الذي شهدته الدولة من قبل أطراف غير حكومية.
وحول تلويح بعض الدول بتعليق أو قطع المساعدات عن مصر، قال فهمي أنه أمر مرفوض، وأوضح أن سلطات بلاده تتوجه بالشكر إلى المساعدات الدولية، وهدفها إرساء الاستقرار الإقليمي، لكنه أشار في نفس الوقت إلى أنها ليست هبات من دون هدف.
البرادعي يغادر إلى النمسا
غادر، أمس، الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية السابق، متجها إلى النمسا عقب قبول استقالته من منصبه.
وقد وصل دكتور البرادعي مطار القاهرة وكان مقرراً له السفر على متن طائرة مصر للطيران المتجهة إلى فيينا فى الحادية عشر ظهرا وتأخرت الرحلة عن إقلاعها ساعة ونصف، وقامت شركة ميناء القاهرة الجوي باستضافته باستراحة الدرجة الأولى بمبنى الركاب رقم ٣.
وقام مندوبي مكتب وزارة الخارجية بالمطار بإنهاء إجراءات سفره إلى فيينا على الرحلة رقم ٧٩٧، ورفض البرادعي التحدث مع الصحفيين بالمطار حول سفره، وهل أنه سيعود للقاهرة قريبا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024