مالي في طريق استعادة دولة المؤسسات

6,9 مليون ناخب يصوتون لرئيس المصالحة

فضيلة دفوس - الوكالات-

بعد عام ونصف من الفراغ المؤسساتي والفوضى الأمنية و التهديدات الارهابية، يجد الشعب المالي نفسه اليوم على موعد تاريخي لاختيار رئيس جديد يقود البلاد إلى الاستقرار ويطلق مصالحة وطنية لرأب الصدع الذي مافتئ يتسع بفعل الرغبة الانفصالية للمجموعات التارقية  في الشمال التي تحالفت مع الارهابيين وحاولت إقامة دولة مستقلة فيما تسميه اقليم الازواد.

اليوم يتوجه نحو ٩،٦ مليون ناخب الى صناديق الاقتراع وكلهم أمل في نجاح هذا الاستحقاق التاريخي الذي من شانه أن يخرج مالي من المرحلة الانتقالية الى دولة المؤسسات والاستقرار  للانطلاق مباشرة في إعادة البناء وتحسين الظروف المعيشية لواحد من أفقر الشعوب في العالم .
ورغم أن القلة القليلة تبدي بعض التشاؤم من جدوى هذا الموعد  في إنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد، فان عموم الشعب المالي يظل متفائلا بان تكون انتخابات اليوم في مستوى طموحه ورغبته في أن يطوي سنوات الجمر و يلتحق بركب التقدم والازدهار .
 وقد إبتهجت شوارع مالي  بألوان الملصقات الإنتخابية المختلفة والمتعددة بإختلاف إنتماءات المترشحين وتعدد برامجهم ووعودهم، والمتجول في العاصمة باماكو يلمس حماسا خاصا لدى المواطنين وحركية متميزة والحديث كله منصب على المترشحين  وبرامجهم وحظوظ كل واحد في الفوز وان كان الحظ الأوفر يظهر إلى جانب المترشح إبراهيم بوبكر كايتا الذي حرص منظموا حملته على تعليق صور ضخمة له بالشوراع الرئيسية وكذلك الأزقة الفقيرة بينما فرض منافسه المترشح صومايلا سيسي حضوره بأكبر عدد من الصور تتواجد أينما يتواجد مواطن مؤهل لممارسة واجب الإنتخاب.
وقد عملت  الحكومة المالية ووسائل الإعلام وهيئات المجتمع المدني على تحسيس المواطنين بأهمية هذا الموعد حيث جعلت اول امس يوم عطلة للسماح للمواطنين بإستخراج بطاقات الناخبين وتشير الارقام إلى أن ما مجموعه ٨٥ بالمائة من الناخبين حصلوا على بطاقاتهم، كما حثتهم على ممارسة حق الإنتخاب كواحد من الحقوق المدنية التي يتم بفضلها إنتقال السلطة من رئيس لآخر بشكل سلمي وحضاري.
هذا وقد جدد الأمين العام للأمم  المتحدة بان كي مون دعوته إلى إجراء مسار انتخابي سلمي ذو مصداقية وشفاف  يكون ملائما لطموحات الشعب المالي.
وحث  كل الاطراف المعنية على السهر لجعل الاقتراع يجري بصفة منظمة وتشجيع كل الناخبين الماليين على ممارسة حقهم الديمقراطي الانتخابي.
 كما حيا استعداد المترشحين لاحترام كل التدابير المنصوص عليها في هذا السياق خاصة ضرورة حل الخلافات بوسائل سلمية وقانونية.
 ومعلوم أن الأمم المتحدة نشرت في مالي بعثة متعددة الأوجه مدمجة للأمم المتحدة من أجل الاستقرار أصبحت عملية في جويلية الجاري.
وكانت الحكومة المالية والمتمردين التوارق وقعوا في جوان الماضي اتفاقا فتح المجال لتنظيم انتخابات رئاسية في كل التراب المالي خاصة في كيدال الواقعة شمال شرق البلاد .
ونجاح الاقتراع في الشمال من شأنه أن يعطي مصداقية اكبر لهذا الاستحقاق  كما انه سيفتح الطريق أمام عودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة ومن تم يسمح بعودة الاف اللاجئين المشردين في دول الجوار في ظل أوضاع انسانية مأساوية  .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024