منزلق خطير يمضي إليه الوضع بمدينة الحسيمة المغربية التي تعيش مند سبعة أشهر على وقع الاحتجاجات والمظاهرات التي تفجّرت نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر الماضيين، إثر مصرع بائع السمك محسن فكري مطحونا داخل شاحنة للنفايات.
فقد اشتد الغضب الشعبي وارتفع منسوبه بالمدن الواقعة شمال المملكة بعد أن أمرت النيابة العامة المغربية باعتقال زعيم الحراك ناصر الزفزافي بزعم مقاطعته لخطبة الجمعة.
تجمع مئات الشباب في كل من مدن أجدير والعروي ومارتيل في وقفات احتجاجية رفع فيها المتظاهرون شعارات تتضامن مع مطالب حراك الحسيمة الواقعة على بعد 420 كيلومترا شمال شرق الرباط. أظهرت صور بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي محاولة عدد من عناصر الأمن اقتحام منزل ناصر الزفزافي.
نقلت الانباء عن ناشطين وسكان محليين قولهم إن اشتباكات اندلعت بعد أن حاولت السلطات اعتقال الزفزافي الذي قاد مظاهرات وقعت في الآونة الأخيرة وقاطع إمام مسجد أثناء إلقائه خطبة الجمعة.
لكن الزفزافي ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت لاحق حيث بث شريطا مصورا من مكان غير معروف وأكد لأنصاره أنه حر وحثهم على الالتزام بالهدوء.
دعا الزفزافي -الذي بات يعرف إعلاميا بزعيم حراك الريف في مدينة الحسيمة المغربية- أتباعه إلى التحلي بالسلمية لمواجهة ما وصفها باستفزازات السلطة التي يتعرض لها، مؤكدا أنه يعتبر اعتقاله أو اغتياله انتصارا له.
الظاهر أن السلطات المغربية وبعد أن أخفقت في نزع فتيل التوتر المتصاعد بالحسيمة بالرغم من الاغراءات المادية التي عرضتها على سكان المدينة، قرّرت أن تتبنى أسلوب القمع كما تعوّدت عليه دائما، وحسمت أمرها باعتقال زعماء الحراك الذي يزلزل اركان العرش، حتى تقتلع شوكة الحسيمة، لكن هذا الخيار سوف لن يزيد الوضع إلاّ تأزّما، لأن قرارها استهداف قادة الحراك سوف يكون بمثابة هزّ لعشّ الدبور.