الصفوف اليمينية تميل لانتخاب آلان جوبي
ازدادت معاناة مرشح اليمين الفرنسي للرئاسة فرانسوا فيون بعد نشر تصريحات قديمة لزوجته تدعم الاتهامات الموجهة له بالمحاباة، بينما ارتفع عدد المطالبين بانسحابه من سباق الرئاسة إلى نسبة غير مسبوقة.
فقد أوردت قناة «فرنسا 2» في أحد برامجها الشهيرة مقتطفا من حوار أدلت به بينيلوب فيون خلال عام 2007 لصحيفة بريطانية قالت فيه إنها «في الواقع لم تكن يوما مساعدة لزوجها أو أي شيء من هذا القبيل».
وأضافت زوجة فيون خلال هذا الحديث أنها لا تتولى الإشراف على الجانب الاتصالي لزوجها الذي تم تعيينه في تلك الفترة رئيسا للوزراء.
ويواجه مرشح اليمين مصاعب جمة على خلفية اتهامات يواجهها بمنح زوجته وظيفة وهمية بالبرلمان بلغت مداخيلها تسعمئة ألف يورو، وهو ما يرفضه فيون ويرى فيه «انقلابا مؤسسيا يقوده اليسار» من أجل القضاء على ترشيحه.
ورد محامي زوجة فيون بأن التصريحات هي عبارة عن جمل «اقتطعت من سياقها»، مضيفا أن موكلته مدت المحققين بكل الوثائق اللازمة التي تثبت أن عملها في البرلمان كان فعليا وليس وهميا.
وأثرت الاتهامات بشكل جدي على صورة مرشح اليمين، إذ أظهر استطلاع جديد للرأي أن سبعة فرنسيين من كل عشرة يرغبون في انسحاب فيون من سباق الرئاسة بسبب اتهامه بمنح وظيفة وهمية لزوجته.
وكانت استطلاعات سابقة كشفت أن فيون سيحل ثالثا بالدورة الأولى من انتخابات الرئاسة في أفريل القادم، بعد كل من مرشحة أقصى اليمين مارين لوبان والوزير الاشتراكي السابق إيمانويل ماكرون المترشح بصفته مستقلا.
يُذكر أن الشرطة قامت في إطار التحقيق القضائي المفتوح ضد فيون بمداهمة مكتبه بالبرلمان، ولكنها لم تعثر أثناء المداهمة على ما يفيد بأن زوجة مرشح اليمين كانت لها وظيفة مساعدة برلمانية لزوجها، فليس هناك عقد عمل أو شارة دخول أو بريد إلكتروني وظيفي للزوجة.
جوبي المنقذ الوحيد
وبينما يتمسك فيون بترشحه على الأقل إلى غاية ظهور نتائج التحقيقات في القضية التي تطارده، بدأ التشديد على ضرورة البحث عن بديل له يمثل اليمين الوسط قبل فوات الآوان .
وأشار الإعلام الفرنسي، في هذا السياق، إلى أن الصفوف اليمينية تميل لانتخاب آلان جوبي، عمدة مدينة بوردو، خليفة لفيون، حال أعلن الأخير عدوله عن المشاركة في السباق الرئاسي، وذلك رغم خسارته أمام المرشح اليميني الحالي فيون في الانتخابات التمهيدية وإعلانه أنه لن يترشح مرة أخرى لمنصب الرئيس.
ويأمل المعسكر اليميني في أن يغير جوبي-الذي يعتبر سياسيا ذا خبرة كبيرة لا سيما أنه تولى مثل فيون في وقت سابق منصب رئيس الوزراء الفرنسي- قراره من هذه المسألة.
وفي حديث لصحيفة «الباريزي»، قال أحد أعضاء حزب الجمهوريين، الذي ينتمي إليه فيون ويعد أكبر قوى سياسة معارضة في فرنسا: «أعتقد أن المعني الوحيد بخطة «ب» للإنقاذ هو جوبي، لأنه لا يملك أحد سواه قدرات كافية».
من جانبه، أشار وزير التعليم الفرنسي السابق، لوك فيري، في تغريدة نشرها على حسابه في موقع «تويتر»، إلى أن «اليمينيين لن يتأهلوا دون جوبي إلى الجولة الثانية من الانتخابات».
لوبان في عين الاعصار
ومثلما يعيش فيون الكابوس الحقيقي الذي يهدد ليس فقط ترشحه للرئاسة بل مشواره السياسي و سمعته ، تواجه مارين لوبان تهديدات بخسارة مكانتها كزعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، ومرشحة بارزة للرئاسة الفرنسية، بعدما كشف موقع التسريبات الأشهر «ويكيليكس» عن امتلاكه 1100 وثيقة تقريبا ضدها في أرشيف تسريباته.
وفجر «ويكيليكس» أزمة من نوع آخر تواجهها لوبان بكشف اتهامات وجهها إليها البرلمان الأوروبي باختلاس أموال خصصت لدفع مستحقات مساعديها «الوهميين».
وكانت سلطات البرلمان الأوروبي قد أشارت إلى أن اثنين من مساعدي المرشحة اليمينية كانا يعملان لصالح حزبها، حزب الجبهة الوطنية في فرنسا، بينما كان من المفترض أن يعملوا لصالحها في البرلمان الأوروبي.
ويطالب البرلمان الأوروبي لوبان بإعادة مبلغ يزيد عن 300 ألف يورو باعتبار أن المرشحة الفرنسية أنفقتها بشكل غير قانوني. لكن «الجبهة الوطنية» تنفي كافة الاتهامات، وتعتبر أن هذه الفضيحة مصطنعة وجاءت نتيجة خلاف بين لوبان والرئيس السابق للبرلمان الأوروبي مارتين شولتس الذي ترشح مؤخرا لمنصب المستشار الألماني.
اتهامات لماكرون
بعد حملته التي تسببت بفضيحة للمرشحة الديمقراطية الأمريكية هيلاري كلينتون، أعلن موقع «ويكيليكس» عن وجود ارتباط بين فضائح كلينتون وفضائح الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وفي هذا السياق قال مؤسس «ويكيليكس» جوليان أسانج في تصريح، نشرته الصحيفة، أمس، إن موقعه حصل على معلومات حساسة حول المرشح المستقل في الانتخابات الفرنسية إيمانول ماكرون.
وأوضح أسانج أن المستمسكات على ماكرون ترتبط بمضمون مراسلاته مع المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الأمريكية هيلاري كلينتون.