أعلنت الأمم المتحدة، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد الأحد 25 سبتمبر اجتماعا طارئا لبحث التصعيد العسكري الذي تشهده مدينة حلب السورية في الأيام الأخيرة.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الاجتماع سيعقد بمبادرة من واشنطن ولندن وباريس، على خلفية تصعيد حدة القتال في مدينة حلب بعد إعلان الجيش السوري، يوم الخميس، إطلاق عملية عسكرية شرق المدينة، وذلك بعد فشل اتفاق (لافروف-كيري) للهدنة في سوريا
بدوره، كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أعرب، السبت، عن بالغ قلقه إزاء «التصعيد العسكري المروع» في المدينة، مضيفا أن حلب تعرضت في الأيام الأخيرة لأعنف قصف منذ بدء الأزمة في سوريا.
وشدّد بان كي مون على أن الاستخدام الممنهج للأسلحة المتطورة، بما فيها القنابل الحارقة والقنابل شديدة القوة المضادة للمخابئ، أثناء قصف المناطق السكنية من المدينة، هو «عمل يرقى إلى جرائم حرب».
وحث الأمين العام المجتمع الدولي على توحيد الجهود لتوجيه إشارة واضحة بأنه لن يقبل استخدام الأسلحة العشوائية الأكثر فتكا ضد المدنيين.
في غضون ذلك، أكد وزراء الخارجية الأمريكي جون كيري، والبريطاني بوريس جونسون، والألماني فرانك فالتر شتاينماير، والإيطالي باولو جينتيلوني، والفرنسي جان مارك أيرولت، ومفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في بيان مشترك، أصدروه في أعقاب اجتماعهم السبت بمدينة بوسطن الأمريكية، «إدانتهم لعملية الجيش السوري في حلب»، معربين عن أملهم أن يقر مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تفاقم الأوضاع في سوريا، لا سيما فيما يخص العملية في حلب.
يذكر أن الجيش السوري تمكن في الأيام الأخيرة، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي»جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) وغيرها من الجماعات المسلحة المتطرفة، من إحراز تقدم ملحوظ شمال المدينة، ليستعيد سيطرته على عدة مناطق استراتيجية، بما فيها مخيم حندرات ومقطع الشاهر. وأفاد الجيش أن طيرانه لم يستهدف أي هدف مدني، موضحا أن القصف يطال مواقع وتجمعات المسلحين حصرا.
أكدت دمشق من جانبها أن حل الأزمة يمر حتما عبر محاربة الإرهاب وحوار سوري/سوري فبناء على طلب من الولايات المتحدة وفرنسا وهما من الدول الخمس دائمة
العضوية في مجلس الأمن المكون من 15 دولة يعقد المجلس اجتماعا طارئا حول سوريا
ويأتي بعد أيام فقط من انتهاء هدنة توسطت فيها روسيا والولايات المتحدة وذلك في يوم الاثنين الماضي من دون تمديد، نظرا إلى تصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة.
وضع إنساني مقلق تعيشه حلب
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إنه يشعر بالفزع إزاء التصعيد الأخير في حلب قائلا إن المدينة الواقعة في شمال سوريا تتعرض «لقصف يعد الأكثف والأطول منذ بدء الصراع السوري».
وحسب تقارير محلية فإن 250 شخص قتلوا جراء غارات جوية استهدفت المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين في شرقي حلب.
وكان آخر اجتماع طارئ للمجلس قد عقد السبت الماضي بناء على طلب روسيا ردا على الضربات الجوية التي شنتها قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على مواقع عسكرية سورية.
وفي ظل هذا الوضع دعا مدير عمليات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إيان إيغلاند أول أمس روسيا والولايات المتحدة إلى التدخل لوقف القتال الدائر في حلب السورية.
وقال إيغلاند «لابد أن يسمح لشاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى المدينة التي يشتكي العاملون في مجال الإغاثة من تدهور الأوضاع بها، وصعوبة الوصول إلى العالقين تحت الأنقاض، وقلة عدد فرق الإنقاذ التي تتولى مهمة إسعاف المصابين والبحث عن العالقين».
من جهته طالب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة والطوارئ ستيفن
أوبراين بهدنة 48 ساعة أسبوعيا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في سوريا 48 وقال أوبراين اليوم في تصريحات بنيويورك أن»ما نحتاجه بسوريا هو هدنة لمدة ساعة أسبوعيا لإيصال المساعدات» ووصف الوضع الإنساني في حلب بأنه «لا يطاق إلا أنه شدّد على ضرورة عدم الاستسلام ومواصلة المساعي لمساعدة المدنيين».
ومن على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك اتهم وزير الخارجية السوري «وليد المعلم» السبت بعض الدول بـ»استغلال المأساة الإنسانية للسوريين ولاسيما في المناطق التي يسيطر عليها»الإرهابيون» لتحقيق الأهداف التي ليس لها أي صلة بالمبادئ الإنسانية أو مصالح الشعب السوري.
وقال إن سوريا لا تزال تعاني من أهوال الحرب وتشريد شعبها مضيفا انه «لا تزال بعض البلدان تذرف دموع التماسيح على أوضاع السوريين في بعض المناطق متهمة الحكومة السورية باستخدام سياسات الحصار والتجويع».
وقال إن «هذه الدول استمرت طول الوقت في دعم وتسليح الإرهابيين الذين يحاصرون
المدنيين في تلك المناطق من الداخل واستخدامهم كدروع بشرية ومنع وصول المساعدات
الإنسانية أو مصادرتها».
وبعد أن أكد انه «لا أحد أكثر التزاما من الحكومة السورية بإنهاء معاناة السوريين وتوفير حياة كريمة لهم أينما كانوا وبدون استثناء» قال وزير الخارجية السوري أن الشعب يرفض تماما الحلول المفروضة من الخارج للأزمة السورية وشدّد على أن إنهاء الأزمة يكمن في مسارين متوازيين، هما: محاربة الإرهاب وحوار سوري - سوري دون تدخل خارجي مؤكدا التزام الحكومة السورية بالمضي قدما في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة.
دول غربية تدعو المعارضة السورية إلى وقف تعاونها مع «جبهة النصرة»
دعا وزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، كافة فصائل المعارضة السورية إلى وقف تعاونها مع «جبهة النصرة» المصنفة في قائمة التنظيمات الإرهابية.