بالأرقام، تزايد معدل العمليات العسكرية التي تنطوي على وجود أطفال أو شباب بين عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، إذ ارتفعت نسبة العمليات الانتحارية التي يشارك بها الأطفال والشباب في جانفي 2016 إلى «ثلاثة أضعاف» النسبة التي كانت عليها في نفس الشهر من العام 2015.
كما أن ما يقرب من 40 من المائة من أصحاب المفخخات «السيارات، والشاحنات المجهزة بالمتفجرات»، كانوا «أطفالاً»، دفعهم التنظيم الدموي إلى تفجير أنفسهم داخل المواقع العسكرية والأهداف الأمنية الأخرى.
وخلصت نتائج تقرير نشره «ميا بلوم وجون هورغان»، الباحثان في جامعة «جورج ستايت»، إلى أن «استمرار الضغط العسكري على داعش، سيدفع التنظيم الإرهابي إلى زيادة استخدام الأطفال في العمليات القتالية والانتحارية على حدٍ سواء».
وبرزت تسميات كثيرة وظهر جيل جديد سُمي بـ «أشبال الخلافة»، هذا الجيل، مع اختلاف طرق وأساليب التدريس الممنهج وغسيل المخ الذي لحس عقول الأطفال، لم يعرف بحياته سوى الإجابة على سؤالين فقط؛ كيف تقتل عدوك؟ وكيف تقدم الولاء للقائد المطلق.
وتوجد معسكرات لما يسمى «أشبال الخلافة» يجري فيها إعداد نفسي وعقائدي مدروس يقوم على مبدإ التكرار وزرع الفكرة في عقل الطفل، فعندما يرى كل طفل ما يجري في مسارح العمليات، سيبدأ بالقول والتفكير بصوت عالٍ «أريد أن أفعل ما يفعلونه»، لذلك يذهب إلى مدرِّسه، ويقول: «أريد أن أصبح انتحاريا».
ويرى كثير من المراقبين أن تلقين داعش للأطفال وإظهارهم في أفلام إعدام كثيرة، كان لتبيان وترسيخ مفهوم الأسرة الواحدة كعلامة للتشدد، على اعتبار أن الأسرة جزء لا يتجزأ من الدولة الناشئة. والهدف الاستراتيجي والبصري الأول في الدروس التي تقدم للأطفال، يعمل على «غسل الدماغ»، الذي يبدأ من اللباس حتى القرآن الذي لا يظهر فيه سوى «الكفار وتحليل قتلهم».
كما أن الجزء الأخطر لاستخدام الأطفال في عمليات التنظيم الدموي، يكمن في إيصال رسالة تهدف إلى إثارة «الخوف» في العالم، من خلال تصوير الدولة الإرهابية القائمة على القتل والقوة وعدم الرحمة، وأن الأمر لا يقتصر على جيل حالي بل حرب بين الأجيال. ويستخدم داعش، مدارس نائية بعيدة يتم فيها عزل الأطفال عن أسرهم، وتسميتهم بكنية معينة، مما يعطي الانطباع بأنهم في معسكر ديني.
وتقسّم هذه المدارس صفوفها إلى ثلاثة مستويات مختلفة: من التدريب الديني؛ وهو الأخطر، حيث يتم تدريب الأطفال فيه على «الفكر الجهادي»، بما فيه الاستعداد لتنفيذ العمليات الانتحارية فداءً للدولة.
والتدريب العملي؛ يتلقى الأطفال التدريب البدني القاسي، ويتم تدريسهم على طرق استخدام الأسلحة.
والتدريب النفسي؛ يتم أخذ الأطفال إلى الساحات العامة للمشاركة في الذبح، أو مرافقة الحسبة «الشرطة الدينية»، لتعزيز شعورهم بالتفوق.