بعد الإشتباه بتورطهم في محاولة الإنقلاب

اعتقال 6 آلاف شخص ومذكرات بحق أكثر من 2700 قاض

س/ ناصر ـ الوكالات ـ

المؤسسات الأمنية على فوهة بركان

ذكرت وسائل إعلامية تركية أنه تم اعتقال حوالي 3 آلاف عسكري بينهم 34 من جنرالات الجيش من مختلف أصناف القوات المسلحة، كما تم أمس الأحد توقيف قائد المنطقة العسكرية في مدينة دنيزلي الجنرال “أوزاباكر”، كما تجري اعتقالات في صفوف العاملين في النيابات العامة والمحاكم التركية حيث تم إصدار مذكرات اعتقال بحق 2754 من القضاة والنواب العامين الذين أيدوا الإنقلابيين، بينما أعلن وزير العدل التركي بكير بوزداغ أمس الأحد عن اعتقال ستة آلاف شخص على صلة بمحاولة الإنقلاب. كما تم اعتقال قائد القوات الجوية التركية السابق آكين أوزتورك، المتهم الأساسي بتنظيم محاولة الانقلاب في تركيا، والذي اتهم رئيس هيئة الأركان الجنرال آكار خلوصي بالتواطؤ معه، وفقا لصحيفة محلية
ونقلت صحيفة “ميليت”، الأحد 17 جويلية، أن اتهامات أوزتورك خلوصي جاءت خلال اعتقاله، حيث قال: “أنا فعلت ذلك بالتعاون مع آكار خلوصي” إلى ذلك تستمر السلطات التركية في حملة مداهمات واعتقالات في أنحاء مختلفة من البلاد، وذلك لإلقاء القبض على أنصار الانقلاب الفاشل.

إعتقالات جديدة في صفوف الإنقلابيين

أفادت مواقع تركية، الأحد 17 جويلية باعتقال عقيدين اثنين شاركا في محاولة الانقلاب الفاشلة، كانا في طريقهما إلى الهروب لمدينة ميتيليني اليونانية.
وذكر موقع صحيفة “حريت” التركية أن السلطات اعتقلت الطيار في سلاح الجو العقيد مراد قراقوش والعقيد أحمد أرجون، أثناء استعدادهما للفرار إلى مدينة ميتيليني في جزيرة ليسفوس اليونانية.
من جهتها أفادت وكالة “أناضول” نقلا عن مصدر أمني بأن محكمة تركية أمرت باعتقال 52 ضابطا رفيع المستوى من الجيش التركي للاشتباه في مشاركتهم في الإنقلاب العسكري، وأوضحت الوكالة أن الإجراءات القضائية جرت بحق 58 ضابطا من أصل 105 ضباط رفيعي المستوى، حيث تم اعتقال 52 منهم، أما الآخرون فتم الإفراج عنهم بشرط عدم مغادرة البلاد.
وأكدت الوكالة أن من بين المعتقلين قائد منطقة دنيزلي العسكرية وفوج القوات الخاصة الجنرال كامل أوزباكر، وتم نقل المعتقلين إلى سجن مدينة أزمير، وأن الإجراءات بحق العسكريين الآخرين مستمرة
يشار إلى أن 8 عسكريين من الانقلابيين توجهوا أمس الأحد إلى اليونان على متن مروحية عسكرية وطلبوا اللجوء هناك، فيما أكدت وكالة “الأناضول”، بأن المروحية تم تسليمها إلى تركيا.
قبل ذلك بوقت وجيز أكد رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن اليونان ستعيد إلى تركيا الانقلابيين الـ8 الفارين.
وطالت موجة الاعتقالات، وفق المعطيات الأخيرة، نحو 3 ألاف عسكري تركي، بينهم ضباط من رتب مختلفة، والبعض منهم برتب عالية، متهمين بالتورط في محاولة الإنقلاب.
وأقيل أكثر من 2700 قاض في مختلف المحاكم، بينهم ما لا يقل عن 10 قضاة في المحكمة الإدارية العليا أوقفوا للاشتباه بتورطهم في الإنقلاب.

خلوصي آكار الجنرال  الذي صان العهد

بعد عملية تحرير خلوصي آكار انصب الاهتمام على شخصية هذا الجنرال الذي صان العهد مع رجب طيب أردوغان، وتمسك برفضه الإنقلاب ورجح بذلك كفة الشرعية الانتخابية على إنقلاب العسكر.
ويعتقد بعض المحللين أن رفض رئيس هيئة الأركان في الجيش التركي، خلوصي آكار (64 عاما) للانقلاب ساهم في تقليم أظافر الانقلابيين ووأد العملية في مهدها، ومنع معها بذلك تأييد الرتب العسكرية الأخرى الحاسم عادة في الانقلابات العسكرية.
منذ عام 2015، اختار مجلس الشورى العسكري التركي الأعلى، برئاسة رئيس الوزراء آنذاك أحمد داود أوغلو، قائد القوات البرية الفريق الأول خلوصي آكار رئيسا لأركان الجيش التركي، خلفا لرئيس الأركان السابق نجدت أوزال.
في عام 2007 عين الفريق خلوصي أكار قائدا للقوات البرية التركية اللوجستية، وعين قائدا للفيلق الثالث في القوات التركية، ثم رفع إلى رتبة فريق أول في عام 2011.
وبتعيينه برتبة فريق أول تقلد خلوصي آكار منصب النائب الثاني لرئيس أركان الجيش التركي، واعتبارا من شهر أوت عام 2013 تم تعيينه كقائد لقوات سلاح البر التركي، ثم أخيرا ترشح خلوصي آكار لمنصب رئيس أركان الجيش التركي.
وبحسب مصادر تركية، يعد آكار أحد أهم الجنرالات المقربين والموثوقين بالنسبة للحكومة التركية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 رئيس البرلمان: الإنقلابيون حاولوا إهدار مكتسبات الدولة

عقد البرلمان التركي، السبت 16 جويلية، جلسة طارئة بعد المحاولة الإنقلابية الفاشلة، بحضور رئيس الوزراء التركي، وقال رئيس البرلمان “إن الساعات التي قضيناها ليلة الجمعة كانت مليئة بالدروس”، وأضاف أن الانقلابيين سينالون جزاءهم مهما تأخر الوقت وأشاد بالشعب التركي، وقال إنه أثبت جدارته ومحافظته على تراثه وحضارته، ومن حاول القيام بالانقلاب لم يكن يعرف الشعب التركي جيداً.
وقال إن الانقلابيين حاولوا استهداف القيم العليا للجمهورية التركية، مشيرا إلى أنهم استهدفوا مركز الأمة التركي بالقذائف وبالأسلحة التي كانت معهم.
واعتبر رئيس البرلمان التركي، إسماعيل كهرمان، أن محاولة الانقلاب الفاشلة هي بمثابة عمل إرهابي، نجح في توحيد كافة الأتراك دفاعا عن الديمقراطية والشرعية.
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، خلال الجلسة، إن الشعب والأمن والإعلاميين وقفوا وقفة شجاعة ضد المحاولة الإنقلابية، متوجها بالشكر للمعارضة التي وقفت بوجه الانقلاب.
وقدم بن علي يلدرم تحياته للشعب التركي الذي أفشل محاولة الإنقلاب، كما أثنى على صمود قوات الأمن التي وقفت إلى جانب الشعب.
وشدّد رئيس الوزراء التركي على أن منفذي محاولة الإنقلاب العسكري سينالون جزاءهم العادل بأقرب وقت
وأضاف يلدريم أن جميع النواب بمن فيهم ممثلو حزب الشعوب الديمقراطي وقفوا صفا واحدا ضد الإنقلاب، واصفا ما أقدم عليه العسكريون الجمعة، بالعملية الإرهابية، ناعتا الانقلابيين بالخونة وأنهم لا يمثلون القوات المسلحة التركية.
هذا وأفاد الوزير التركي بأن قصف البرلمان كان هجوما على إرادة الشعب، معرجا بالقول إن البرلمان قصف، الجمعة، لأول مرة في تاريخ تركيا. وأكد بن علي يلدريم أن لا قوة فوق إراداة الشعب ولن يفكر أي كان في المساس بمجلس اللأمة، مبينا أن التلاحم الشعبي ضد المحاولة الإنقلابية يمثل ولادة جديدة للجمهورية التركية.

توقيف الزعيم المفترض للإنقلاب

قالت قناة “خبر تورك”، السبت 16 جويلية، إن زعيم الإنقلابيين المفترض، قائد القوات الجوية التركية سابقا، الجنرال أقين أوزتورك، تم إيقافه في إطار التحقيق بملابسات الإنقلاب الفاشل.
وأضافت القناة أن أوزتورك احتجز في قاعدة “أكينجي” الجوية، بالقرب من العاصمة أنقرة، مضيفة أن عسكريين آخرين كانوا معه القوا أسلحتهم وسلموا أنفسهم للسلطات.
أفادت وكالة “الأناضول” بأن قوات الأمن التركية أوقفت قائد الفيلق الثالث في الجيش التركي، إردال أوزتورك، وعضو المحكمة الدستورية، ألب أرسلان ألطان، في إطار التحقيقات الجارية في محاولة الإنقلاب.
وفي وقت سابق من السبت، أعلنت مصادر أمنية عن توقيف قائد عام الجيش الثاني اللواء، آدم حدوتي، ورئيس أركانه عوني آنغون، في ولاية ملاطية وسط البلاد.
وفي حادث منفصل، أفادت وسائل إعلام تركية بأن قرابة 50 جنرالا وأميرالا أوقفوا للاشتباه بتورطهم في محاولة الانقلاب، بالاضافة إلى 100 ضابط.
وطالت موجة الاعتقالات، وفق المعطيات الأخيرة، نحو 3 ألاف عسكري، بينهم ضباط من رتب مختلفة، والبعض منهم برتب عالية، متهمين بالتورط في محاولة الانقلاب وأقيل أكثر من 2700 قاض في مختلف المحاكم، بينهم ما لا يقل عن 10 قضاة في المحكمة الإدارية العليا أوقفوا للاشتباه بتورطهم في الإنقلاب
وقد أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، عن سقوط 161 قتيل بين الشرطيين والعسكريين الموالين للحكومة والمدنيين، بالإضافة إلى 1440 جريح، وذلك في وقت تحدث فيه الجيش التركي عن مقتل 104 إنقلابيين.
كما اتهمت السلطات التركية حركة “حزمت” التي أنشأها المعارض التركي فتح الله غولن، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، الأمر الذي أكده لاحقا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونفته الحركة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024