في ضربة جديدة موجعة للنظام المخزني وأبواقه الذين يلعبون كل الأوراق القذرة للمساس بكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، نشرت جريدة «واشنطن بوست»، تصويبا لمقال أصدرته منتصف الشهر الجاري، تشوّه فيه نضال الشعب الصحراوي من خلال تلفيق تهم تمسّ بممثله الشرعي جبهة البوليساريو.
وكانت الصحيفة الأمريكية قد جانبت الحقيقة والصواب عندما زعمت في المقال الذي نشرته في 13 من شهر أفريل الجاري أن «مقاتلين من جبهة بوليساريو تلقوا تدريبات عسكرية في إيران» وأن «المئات من مقاتليها محتجزون في سوريا». واضطرت الصحيفة بعد ضغوط واحتجاجات على التغطية المتحيزة لصالح الاحتلال المغربي، للعدول عن مزاعمها وتصحيح معلوماتها التي كانت وراءها صحفية مغربية تشتغل بالجريدة وسعت لتشويه صورة الحركة التحررية الصحراوية.
معلومات مضللة يُفبركها المخزن
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن محررة المقال هي صحفية مغربية قامت بنشر معلومات كاذبة ومضللة، استنادا إلى «مصادر مجهولة» في «محاولة لطمس الحقائق واستهداف شعب يناضل من أجل حريته».
وكانت جبهة البوليساريو قد فندت في بيان سابق لها «الادعاءات المفبركة البائسة والحجج الواهية لإلصاق تهمة الارهاب» بها، مندّدة بهذه الحملة الموجهة من طرف المحتل المغربي «وكل من يقف وراءه علنا أو خفية، بهدف خلق المغالطات وتوفير الظروف المواتية لمواصلة الاحتلال اللاشرعي لأجزاء هامة من التراب الوطني الصحراوي، ومحاولة عرقلة ممارسة الشعب الصحراوي لسيادته وحقوقه الثابتة في تقرير المصير والاستقلال».
وتوعد البيان بـ»متابعة كل جهة أو شخص يروّج، عن قصد أو عن غير قصد، لأكاذيب أو اتهامات أو معلومات تهدف إلى تدنيس النضال النظيف للشعب الصحراوي، من خلال إلصاق تهمة الإرهاب به، مباشرة أو بشكل غير مباشر، واللجوء إلى كافة الآليات القانونية الدولية لردع ذلك».
كفاح تحرّري لا يمكن تدنيسه
وفي السياق، أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، محمد سيدي عمار، أن التصحيح الذي نشرته «واشنطن بوست»، جاء بعد أن قامت جبهة البوليساريو من خلال إحدى بعثاتها الدبلوماسية بالخارج بلفت انتباه هذه الصحيفة إلى جملة المغالطات والادعاءات الكاذبة التي تضمنها ذلك المقال بخصوص البوليساريو ونضال الشعب الصحراوي المشروع من أجل الحرية والاستقلال.
وأوضح الدبلوماسي الصحراوي أن المقال «لم يكن سوى مجرد تكرار لجملة الادعاءات الكاذبة التي تروج لها دولة الاحتلال المغربي بغية التشويش على نضال الشعب الصحراوي، وبغية التغطية على جرائمها التي تقترفها في الأراضي الصحراوية المحتلة وإرهاب الدولة التي تقوم به في الصحراء الغربية المحتلة منذ عام 1975».
لا حجج ولا أدلّة.. مجرّد أكاذيب
من جهته، أبرز نائب ممثل الجمهورية الصحراوية لدى إثيوبيا والاتحاد الإفريقي، ماء العينين لكحل، أهمية التصحيح الذي قامت بنشره «واشنطن بوست»، بخصوص المقال الذي أساءت فيه لجبهة البوليساريو من خلال ربطها بشكل غير دقيق بالإرهاب.
وشدد الدبلوماسي الصحراوي على أن الحقيقة التي لا تقبل الجدل هي أن «النزاع في الصحراء الغربية هو نزاع تصفية استعمار، حيث تخوض جبهة البوليساريو، وهي حركة تحرير وطنية معترف بها دوليا، نضالا مشروعا ضد الاحتلال المغربي».
وتابع يقول: «على مدار عقود، أظهرت البوليساريو التزاما نضاليا مثاليا لم يتخلله أي تورط في أعمال إرهابية، وهو ما تؤكده طبيعة تعامل المجتمع الدولي معها، بما في ذلك الأمم المتحدة»، مشيرا إلى أن «دولا معروفة بمواقفها الصارمة تجاه الإرهاب تعترف بجبهة البوليساريو وتدعم حقها المشروع في تقرير المصير، ما يثبت زيف الادعاءات التي حاولت وصمها بما ليس فيها».
«جون أفريك» ..مهمة قذرة
هذا، ورغم أن صحيفة «واشنطن بوست « الأمريكية قد أقرّت بخطئها وصحّحته، بعد أن كشفت بأن المخزن، عبر إحدى الصحفيات، كان وراء تغليطها بمعلومات مزيّفة، فإنّ مجلة «جون أفريك» الفرنسية، التي تتولى دائما الترويج لادّعاءات الاحتلال المغربي ولسياسته الاستعمارية في الصحراء الغربية، تجاهلت تراجع «واشنطن بوست» عن خطئها وتصحيحه، ومضت في نسج الأكاذيب والمغالطات في محاولة يائسة ومثيرة للشفقة لتشويه صورة الكفاح الصحراوي، الذي يبقى، رغما عن المغرب وفرنسا، كفاحا مشروعا بموجب كل الأعراف والقوانين الدولية التي تقرّ لكلّ الشعوب التي تعيش تحت الاحتلال كما هو حال الشعب الصحراوي، بالحق في المقاومة بكلّ الوسائل بما فيها السلاح .