المعضلة الداخلية.. أملت الخيار الحربي

أمين بلعمري

مكافحة الإرهاب والحرب  ضده، لم تعد مسألة قابلية للنقاش بعد أن زال اللبس والغموض عن طبيعة ومحركات الحركات الإرهابية المشبوهة التي اصبحت تهدد الانسانية في كل مكان بغض النظر عن محاولات الصاق الارهاب بالاسلام الذي ثبت في كل مرة انه ليس له دين ولا وطن وعليه فإن المجتمع الدولي معني بمحاربة الظاهرة الارهابية أينما وجدت ولكن هل تكفي مكافحتها عسكريا دون ان ترفق العملية بالجانب الاقتصادي والاجتماعي حتى نتخلص من هذه الآفة نهائيا بالقضاء على مسببات لانقول وجودها ولكن استفحالها وانتشارها افقيا لتطال مختلف الفئات الاجتماعية المصابة بنوبات اليأس والاحباط، وهما أحسن أرضية تستغلها العقول المدبرة والمراكز المتحكمة في أسراب الجماعات الارهابية لفرض قوانينها وخدمة مصالحها.
ان الذي وقع في مالي منذ انقلاب مارس الماضي وصولا الى وقوع  شمال البلاد في يد هذه الجماعات الارهابية، هو محصلة لصعوبات اقتصادية تعرفها البلاد ومنطقة الساحل بشكل عام، خلقت واقعا اجتماعيا مزريا ودول هشة منهكة لم تستطع مواجهة الأسراب الاولى لتلك الجماعات قبل ان يستفحل أمرها وتتحول الى تهديد حقيقي يهدد المنطقة ويصل بمديده الى اوربا وفرنسا التي بدأت حربا ضد تلك الجماعات دون سابق انذار في ممارسة لسياسة الامر الواقع وحولت باريس الحرب الى واقع يجب التعاطي معه، فرنسا بررت تصرفها استجابة لنداء الاعانة لحكومة مالي وحماية باماكو من زحف الجماعات المتقدمة وهذا محور العملية حسب هولاند لكن  الاكيد ان الحرب نعرف متى تبدأ ولكن لانعرف أبدا متي تنتهي او الى ماذا تنتهي لانه كان من المفروض ان تستجيب الحكومة الفرنسية الى استغاثات باماكو المتكررة من اجل بعث العملية السياسية، التي كانت تجنب الجميع الكثير من الاعباء والتكاليف التي بدأت فواتيرها الاولى تدفع حيث فقدت فرنسا في بداية العملية طيار هيلوكوبتر في والحصيلة مرشحة للارتفاع  سواء بالنسبة لفرنسا او الجيوش الافريقية المشاركة، والمدنيين الحلقة الاضعف في كل المواجهات المسلحة.
السلوك الفرنسي كما يبدو جاء متسرعا وغير محسوب العواقب لانه قد يزيد الوضع تعفنا لأن الجماعات الارهابية ستستغل حتما هذا التدخل لحشد المزيد من الانصار في صفوفها ما يقوي شوكتهم ويطيل عمرهم، ويطول عمر إلهاء الشعب الفرنسي عن المشاكل الحقيقية التي يتخبط فيها جراء الازمة الاقتصادية التي تعيشها يؤكدها خطاب هولاند الذي طالب بتشديد اليقظة في الداخل الفرنسي  بنشر المزيد من قوات الشرطة والجيش لمواجهة اي محاولات انتقام على خلفية مايحدث في مالي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024