روسيــا تحذّر أمريكـا من مغـبّة تقـديم مساعـدات عسكريــة مبـاشرة للكيــان
أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي في رسالة بُثّت عبر التلفزيون الإيراني أمس الأربعاء، أنّ بلاده لن تستسلم أبدا للضغوط وبأن القوات المسلحة الإيرانية جاهزة للدفاع عن طهران مدعومةً من المسؤولين وكل أبناء الشعب.
وقال خامنئي الذي يتولّى منصبه منذ العام 1989، إنّ “الأمة الإيرانية ستصمد في وجه حرب مفروضة، مثلما ستقف بقوّة في وجه سلام مفروض”.
وأضاف أنّ “هذه الأمة لن تخضع لأي إملاءات من أي جهة كانت”. وأكد أنّ “الأمريكيين يجب أن يعلموا أن أي تدخّل عسكري من جانبهم سيؤدي بالتأكيد إلى أضرار لا تعوَّض”.
في السّياق، قال علي بحريني، سفير إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف، أمس الأربعاء، إن بلاده سترد على الضربات الصهيونية بقوة ودون ضبط للنفس.
وأضاف للصحافيين: “لن نظهر أي تردّد في الدفاع عن شعبنا وأمننا وأرضنا، سنرد بجدّية وقوّة ودون ضبط للنفس”.
وتابع: “إذا توصلنا إلى استنتاج مفاده أن أمريكا متورطة بشكل مباشر في الهجمات على إيران فسنبدأ الردّ عليها، ووجهنا رسالة إلى واشنطن مفادها أننا سنرد بحزم شديد”.
تصريحات السفير الإيراني تأتي فيما تتزايد احتمالات انخراط الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الكيان الصهيوني في حربه على الجمهورية الفارسية التي تؤكّد بأنّها أعدّت صواريخ ومعدات عسكرية فتاكة للدفاع عن شعبها وأرضها.
وتلوّح في الأفق مخاطر توسيع المواجهة، مع تقارير غربية وصهيونية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى الكيان الصهيوني في حربه على إيران، بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا خلالها طهران إلى الاستسلام دون أي شروط، ولوّح بإمكانية استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي.
ويرى العديد من المسؤولين الأمريكيين أن الكيان سيحتاج إلى مساعدة الولايات المتحدة لإلحاق ضرر أكبر بالبرنامج النووي الإيراني.
وكان موقع “أكسيوس” قد نقل عن مسؤولين قولهم إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “يدرس بجدية” الانضمام إلى الحرب عبر تنفيذ ضربة أمريكية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها منشأة “فوردو”.
تأتي هذه التهديدات فيما نقلت الولايات المتحدة مزيداً من طائراتها المقاتلة إلى المنطقة، ووسعت نطاق نشر طائراتها الحربية الموجودة بالفعل، فيما أبحرت حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس نيمتز، صباح الاثنين، في طريقها إلى المنطقة، كما أرسلت البحرية الأمريكية المدمرة يو إس إس توماس هوندر القادرة على الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، لتبدأ الإبحار من غرب البحر المتوسط باتجاه شرقه، فيما يقول البنتاغون إن التعزيزات العسكرية إلى الشرق الأوسط “دفاعية بحتة”.
هذا، وقد حذرت روسيا الولايات المتحدة من تقديم أي مساعدة عسكرية مباشرة للكيان الصهيوني في عدوانه على إيران، أو حتى مجرد التفكير في الأمر.
وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن أي مساعدة عسكرية أمريكية للكيان خطوة نحو زعزعة جذرية للاستقرار في الشرق الأوسط.
طهران تتحدى بصواريخ “فتاح”
ميدانيا، ذكرت وسائل إعلام صهيونية، أن عدة صواريخ إيرانية سقطت على الكيان الغاصب، بعدما أخفقت دفاعاته في اعتراضها، وهو ما أدى لاندلاع حرائق وإلحاق أضرار بأحد المباني.
جاء ذلك خلال رشقتين صاروخيتين من إيران شملتا نحو 30 صاروخا خلال أقل من ساعة استهدفت عاصمة الكيان ومدينتي حيفا والقدس.
فيما أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه استخدم في الهجوم للمرة الأولى صواريخ “فتاح” الباليستية فرط الصوتية، في رسالة تحدي للجهات التي تصب البنزين على المواجهة وتسعى لتوسيعها.
وذكرت وسائل إعلام الاحتلال أن أضرارا لحقت بمبنى في وسط الكيان جراء الرشقة الصاروخية الإيرانية.
وأضافت أن شظايا صواريخ سقطت على مبنى في المنطقة الشمالية، فيما اندلعت عدة حرائق في مناطق مفتوحة نتيجة سقوط صواريخ إيرانية أو شظاياها.
يأتي ذلك في وقت تفرض فيه السلطات الصهيونية تعتيما شديدا على المواقع المستهدفة بصواريخ ومسيرات إيرانية، خاصة تلك التي تستهدف مواقع عسكرية أو حيوية، بدعوى أن كشف تلك المواقع يقدّم “مساعدة للعدو”.
وبحسب موقع “آرمي تكنولوجي”، وهو من أبرز المواقع العالمية المتخصصة في تحليل وتوثيق المعلومات المتعلقة بالصناعات الدفاعية والتقنيات العسكرية، يُعد صاروخ “فتاح” من أهم الأسلحة المتطوّرة في ترسانة الحرس الثوري الإيراني، بفضل سرعته الفرط صوتية التي تتراوح بين ماخ 13 وماخ 15.
ويبلغ مدى الصاروخ نحو 1400 كيلومتر، ويتميّز بفوهة متحركة ومنظومة توجيه متقدمة، تتيح له تعديل مساره أثناء الطيران وتنفيذ مناورات دقيقة داخل وخارج الغلاف الجوي، بما في ذلك الحركة الجانبية والدورانية.
دعوة للحفاظ على الوحدة
في الاثناء، شدّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن الوحدة الوطنية بين الحكومة والشعب من شأنها أن تمنع أي تهديد من الإضرار بالبلاد.
جاء ذلك وفق رسالة وجهها الرئيس بزشكيان خلال اجتماع مجلس الوزراء، أمس الأربعاء، ونشرها موقع الرئاسة الإيرانية.
وقال: “إذا كان الشعب إلى جانبنا فلن تُهدد أي مشكلة البلاد، لذلك يجب اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحفاظ على الوحدة الوطنية”.