النيجر:مجاعة قاسية تلوّح في الأفق

فشلت النيجر، على غرار عديد البلدان الإفريقية، في تحقيق أهداف الألفية، الخاصة بضمان أقصى حد من الأمن الغذائي للسكان، ومازالت تعاني موسميا من خطر مجاعة يهدد الآلاف من المواطنين، جراء نفاذ مدخرات المواد الغذائية الأساسية، والتقلبات المناخية.
ويستعد هذا البلد، لإعلان حالة طوارئ قصوى، مطلع جوان المقبل، تحسبا لمجاعة قد تشمل 2.5 مليون شخص في الجنوب، وذكر مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أن الأشهر القادمة ستكون عصيبة على المواطنين النيجيريين، جراء نفاذ مخزون الحبوب، وقلة المنتوج الموسم الماضي، ناهيك عن أسباب مناخية كالجفاف والفيضانات والجراد.
الامتحان العسير، سيكون  بالجهة الجنوبية للبلاد، والذي تفاقم بمغادرة أزيد من 200 ألف شخص من مدنهم وقراهم، بعد إعلان الحرب الثلاثية على جماعة بوكو حرام بنيجيريا، وتنفيذ هذه الأخيرة لهجمات داخل حدود النيجر، ما سبّب حالة من الذعر والقلق.
وتحسبا للأزمة، شرع برنامج الغذاء العالمي، في استعداداته، للتكفل بـ 480 ألف شخص كمرحلة أولية، معلنا، أن تقديم المساعدات الغذائية سيكون عند النفاذ الكلي لمخزون الغذاء شهر جوان، وهو التاريخ الفاصل، بين نهاية استهلاك ما تم جنيه من السنة الماضية وكان مخزنا، وبين الأشهر الطويلة من البحث عن المؤونة وانتظار الموسم الزراعي المقبل.
وينسق، البرنامج، مع حكومة النيجر، لوضع مخطط طوارئ، يمكن من تفادي أي نتائج وخيمة على صحة السكان، خاصة الفقراء منهم والنازحين من المناطق التي أتى عليها الجفاف وقساوة المناخ.
ورأت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، أن اللاجئين، إلى النيجر، سواء من الجنوب جراء الحرب على بوكو حرام، أو من الغرب نتيجة الوضع في مالي والمقدر عددهم 50 ألف لاجئ، أثر سلبا على الأمن الغذائي للبلاد، بحيث أضاف أعباء إضافية أخرى، لتوفير كميات أكبر من المواد الأساسية لتفادي الكوارث الإنسانية.
وسبق لعائلات أن قررت شق طريقها في الصحراء الوعرة، باتجاه الدول الشمالية، بحثا عن الأكل والعمل، وفرارا من بطش الإرهاب وحالات اللااستقرار، فالعديد منهم لم يعد يحتمل الظروف المعيشية القاسية.
حكومة النيجر، وللتقليل من أخطار المجاعة، أعلنت مخطط عمل، يقضي بتوسيع المساحات المسقية الصالحة للزارعة لتشمل 130 ألف هكتار، ينتظر منها أن تنتج 500 ألف طن من المواد الغذائية، الأمر الذي سيمنحها هامش المناورة مستقبلا في حالات مماثلة.