اثر العملية الارهابية المروّعة التي استهدفت سيّاحا في متحف» باردو «الاربعاء الماضي ، عززت تونس اجراءاتها الامنية، وشنّت حملة بحث عن المتورطين الذين يقفون وراء هذا الاعتداء الذي بقدر ما حظي باستنكار و شجب من المجموعة الدولية، فقد عزز التعاطف الدولي مع الشعب التونسي و العزم على مساعدته في مواجهة المتربصين بأمنه و استقراره .
وفي هذا الاطار، اعتقلت السلطات التونسية أكثر من 20 شخصا يشتبه في أنهم ارهابيون ومتورّطون بشكل أو بآخر في اعتداء «باردو».
وذكر محمد علي العروي المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، أمس، أن السلطات اعتقلت أكثر من 20 شخصا بينهم عشرة أشخاص ضالعون بشكل مباشر في الهجوم الاخير.
هذه المستجدات جاءت غداة إعلان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي،في خطاب له بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ59 للاستقلال، عن مشروع قانون للعفو والمصالحة الوطنية.
وقال المستشار السياسي للسبسي، محسن مرزوق، إن هذا المشروع يهدف إلى إحداث إصلاحات هيكلية وجوهرية «مؤلمة» بهدف العفو والمصالحة السياسية الشاملة، مضيفاً أنه يرمي أيضاً إلى المصالحة الاقتصادية من خلال النظر في ملف رجال الأعمال، والعفو عن الأموال بالخارج.
كما ينص مشروع القانون على إصلاح القطاع البنكي ومجال الاستثمار بأكثر جرأة لتحرير الاقتصاد من سيطرة الأمور السياسية والإجراءات الإدارية، إلى جانب إرساء إصلاحات شاملة في القطاع الصحي والتربوي.
كما دعا الرئيس التونسي إلى الضرب بيد من حديد على كل من يرفع السلاح، وقال إن «محاربة الإرهاب» تتطلب الوحدة بين الجميع والجدية في التعامل مع هذه الظاهرة، وطالب بـالتسريع في إصدار قانون مكافحة الإرهاب.
وبدأ نواب البرلمان النظر في قانون «مكافحة الإرهاب» ليل الأربعاء بعد ساعات من الهجوم الذي استهدف متحف باردو.
وعُرض القانون على المجلس الوطني التأسيسي منذ جانفي من العام الماضي، وتعطلت عملية المصادقة عليه بسبب مراجعة عدد من فصوله.
وسيعوض القانون عقب المصادقة عليه قانونا قديما أقر عام 2003 والذي تحفظت منظمات حقوقية على عدد من فصوله لمخالفته مواثيق حقوق الإنسان.
وخرجت الجمعة في العاصمة التونسية وعدد من المدن مسيرات تنديدا بـ»الإرهاب» وللدعوة إلى التضامن والوحدة الوطنية، وشارك سياح أجانب في بعض المسيرات للتعبير عن تضامنهم مع تونس.
ونهار أمس، حضر مئات التونسيين قداسا في كاتدرائية تونس وأضاءوا الشموع تكريما للضحايا وهم 20 سائحا أجنبيا وثلاثة تونسيين. وشارك وزراء في الحكومة في المراسم. وانتشرت الشرطة بكثافة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس.
خارجيا، أعربت فرنسا عن استعدادها لمساعدة تونس، وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ومنسقة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أنهما سيزورانها نهاية الشهر الحالي.
من جانبه، طالب رئيس المجلس الأوروبي بتقديم «كل ما هو ممكن لضمان استقرار الوضع» في تونس، واعتبر أن «الحوادث في جنوب المتوسط تؤثر على أوروبا».
السبسي يستعجل إصدار قانون مكافحة الإرهاب
اعتقال أكثر من 20 شخصا في تونس بعد الهجوم على متحف «باردو»
شوهد:820 مرة