التعاون الجزائري - البينيني

لبنة أخرى في بناء التضامن الإفريقي

أمين بلعمري

جمهورية البينين، التي كانت تسمى في الحقبة الاستعمارية باسم «داهومي» - قبل أن تأخذ اسم بينين العام 1975 نسبة إلى خليج بينين الذي تطل عليه - هي إحدى أول دول القارة الإفريقية التي افتكت استقلالها من الاستعمار الفرنسي لتشكل لاحقا إحدى لبنات منظمة الوحدة الإفريقية، إلى جانب دول القارة السمراء الأخرى الحالمة بغد أفضل لهذه الأخيرة من خلال استكمال الاستقلال السياسي بآخر اقتصادي، والقضاء على كل أشكال التبعية المفروضة على القارة من خلال التعاون جنوب - جنوب وكذا التعاون الإفريقي - الإفريقي التي تعتبر المعادلات الثنائية إحدى حلقاته المتينة.

إن العلاقات الثنائية بين الجزائر والبينين، تعطيها الزيارة التي يقوم بها رئيسها، توماس يايي بوني، إلى الجزائر، اعتبارا من اليوم، بدعوة من نظيره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، نفسا جديدا من شأنه أن يوسع المشاورات لكي تتعدى الجانب الثنائي إلى مسائل أوسع تتعلق بالأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، خاصة وأن العلاقات بين البلدين شهدت السنوات الأخيرة تقاربا كبيرا في وجهات النظر على الصعيد السياسي، كما تأتي هذه الزيارة استكمالا للمجهودات الجزائرية الرامية إلى تعزيز التقارب مع دول القارة الإفريقية التي تربطها معها عرى صداقة ورفقة سلاح في القضاء على الاستعمار بكل أشكاله وألوانه وهي رفقة يجب أن تتطور من أجل خوض معركة البناء والتنمية الإفريقية بمفهومها الشامل.
جمهورية البينين وباجتماع الكثير من العوامل، يمكنها أن تساهم بشكل فعال في هندسة السلام والاستقرار في القارة الإفريقية وإحدى حلقات التنمية فيها وهذا بحكم موقعها الجغرافي بغرب القارة الإفريقية وهي دولة استوائية جنوب الصحراء الكبرى، تتقاسم الحدود الجغرافية مع أربع دول إفريقية أخرى وهي: توغو من الغرب ومن الشرق نيجيريا ومن الشمال بوركينافاسو والنيجر، تبلغ مساحة جمهورية بنين 110.000.00 كلم مربع يعيش فيها 8 ملايين نسمة يعمل أغلبهم في النشاط الزراعي.
أطلق رسميا إسم جمهورية على هذا البلد العام 1990 لتصبح جمهورية بينين وعاصمتها بورتو نوفو، إلا أن الحكومة تتركز في كوتونو التي تعتبر أكبر مدينة في البلاد، اللغة الرسمية في بينين هي الفرنسية ومع ذلك تستخدم عادة لغات السكان الأصليين مثل الفون واليوربا.
أكبر مجموعة دينية في بينين هي الكاثوليكية الرومانية، يتبعها الإسلام بنسبة قريبة، والفودون والبروتستانت.
نالت بينين، منذ استقلالها العام 1960، عضوية العديد من المنظمات الدولية والجهوية ومنها: الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنطقة السلام والتعاون جنوب الأطلسي والفرانكوفونية وتجمع دول الساحل والصحراء ورابطة منتجي النفط الأفارقة وسلطة حوض النيجر.
الأكيد أن العلاقات الثنائية بين الجزائر والبينين يمكن استثمارها بشكل كبير لخدمة مصالح القارة الإفريقية التي تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى هذا التقارب والتضامن من أجل الأخذ بزمام المبادرة، سيّما عندما يتعلق الأمر بالسلم والأمن في القارة الإفريقية وهو المحور الذي يجب أن ينبع حصريا من عمق القارة السمراء وليس من خارجها في شكل وصفات مستوردة ومفروضة أثبتت فشلها ليس فقط إيجاد حلول لأزمات القارة، بل في الزيادة من تعفينها وتعقيدها والحالة الليبية تدل بوضوح على ذلك.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024