بالرغم من بوادر الانفراج التي تلوح في الأفق الليبي إثر انتهاء جولة الحوار الأولى التي ترعاها الأمم المتحدة بالاتفاق على وقف القتال واقامة حكومة وحدة وطنية، فإن الوضع الميداني في هذه الدولة التي تعيش مايشبه الحرب الأهلية منذ أربعة أعوام مازال ساخنا، حيث إنفجرت أمس سيارة مفخخة أمام بوابة السفارة الجزائرية بطرابلس ما أدى إلى إصابة شخصين من حرس أمن السفارات.
وقال مصدر أمني ليبي، إنه تم نقل الشرطيين المصابين إلى أحد مستشفيات المدينة وإصابتهما ما بين بسيطة ومتوسطة، قبل أن يؤكد نشر تعزيزات من الشرطة بمحيط الممثلية الدبلوماسية لحمايتها.
وتعرضت عدة سفارات في طرابلس إلى حوادث مماثلة منها السفارة الإمارتية والمصرية ومحاولة حرق السفارة السعودية في شهر نوفمبر من العام الماضي.
كما تعرضت القنصلية الامريكية في بنغازي لهجوم اسفر عن مقتل السفير الامريكي سنة 2012.
تأتي هذه التطورات بينما أعلنت ميليشيات «فجر ليبيا» أنها ستوقف إطلاق النار على جميع الجبهات التي تقاتل فيها وهذا رغم عدم مشاركتها في الحوار الذي احتضنته جنيف نهاية الأسبوع.
بدوره، قال وزير الخارجية الليبي محمد الدايري إن الأسس التي اتفق عليها في الحوار الذي جمع الأطراف الليبيين تحت لرعاية الامم المتحدة، مطمئنة وتضع خارطة طريق سياسية وأمنية لكن يجب على جميع الأطراف حضور الاجتماعات لحل الأزمة الليبية.
وكانت مصادر ليبية أفادت بأن ميليشيات «فجر ليبيا» أعلنت وقفا لإطلاق النار من جانب واحد بهدف منح مفاوضات جنيف فرصة للنجاح، وقالت «فجر ليبيا «في بيان لها إنها تعلن موافقتها على وقف إطلاق النار، على أن يلتزم الطرف الآخر بذلكن في اشارة للجيش الليبي.
وكانت الفصائل الليبية اتفقت على استئناف مفاوضات تدعمها الأمم المتحدة في جنيف هذا الاسبوع لانهاء الأزمة السياسية في البلاد، حيث أعلنت الأمم المتحدة عن توصل الفرقاء الليبيين إلى اتفاق على أجندة قد تقود لإنهاء القتال وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك بعد يومين من المفاوضات في جنيف. وكانت الجولة الأولى للحوار التي ترعاها الأمم المتحدة بين الفرقاء الليبيين في جنيف انتهت بالاتفاق على عقد جولة أخرى قريبا.
ورغم البوادر الايجابية، فقد شدد المبعوث الأممي لحل الأزمة الليبية برناردينو ليون على أن خيار التوجه إلى مجلس الأمن مازال مطروحاً في حال فشلت الأطراف المتحاورة في الوصول إلى اتفاق. كما أكد ليون أن الهدف من الحوار الليبي في جنيف هو العمل على حل مشكلة سياسية ووقف الاقتتال بين الفرقاء الليبيين والعمل على تشكيل حكومة وحدة، إلا أن المباحثات بدأت من دون الحكومة التي تسيطر على طرابلس وهي طرف رئيسي في الصراع الليبي.
400 ألف نازح بسبب القتال
أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ليبيا، عن نزوح أكثر من 400 ألف شخص من مناطقهم منذ ماي من العام الماضي بسبب اندلاع القتال.
وقال ويليام سبيندلر المتحدث باسم المفوضية أن 90 ألف في بنغازي نزحوا، وأضاف أن مدن راس لانوف ودرنة وسرت وبن جواد أكثر المدن نزوحا.
وأشار في حديثه إلى نزوح 83 ألف الى طرابلس من مدن الجبل الغربي بسبب القتال، وتحدث عن أوضاع النازحين المعيشية التي وصفها بـالصعبة.
مواد الدستور الليبي محل نقاش
قالت عضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستورالليبي الدكتورة إبتسام بحيح، أنها ناقشت مع ناشطين بمنظمات المجتمع المدني في بنغازي المواد الدستورية المقترحة من اللجان النوعية بالهيئة، خلال لقاء عقد في مدرسة «الصمود» بمدينة بنغازي.
وقالت الدكتورة إبتسام بحيح «إن الجلسة جاءت في إطار التواصل المجتمعي بعد خروج المقترحات من قبل اللجان النوعية بالهيئة، إذ إتفق على أن يكون هناك أيام محددة للخروج إلى الدوائر الإنتخابية».