يصوت الناخبون في تونس اليوم في جولة الإعادة من إنتخابات الرئاسة التونسية التي يتنافس فيها رئيس نداء تونس الباجي قائد السبسي والرئيس الحالي المنصف المرزوقي.
ويزيد عدد الأشخاص الذين يحق لهم الانتخاب عن خمسة ملايين شخص سيدلون بأصواتهم في أكثر من 11 ألف مكتب اقتراع.
وكان الباجي قائد السبسي قد فاز بأكثر من 38 بالمائة من أصوات الناخبين في الدور الأول فيما حصل الرئيس المرزوقي على أكثر من32 بالمائة من الأصوات.
ولايتمتع رئيس الجمهورية حسب الدستور التونسي الجديد بصلاحيات واسعة لكن يبرز من مهامه رسم السياسات العامة في مجالات الدفاع والعلاقات الخارجية والأمن القومي وحل مجلس نواب الشعب والمصادقة على المعاهدات.
وإنتهت أمس الأول الحملة الانتخابية بعد عشرة أيام من المنافسة الشديدة بين المترشحين وحاول كل من السبسي والرئيس المغادر منصف المرزوقي اللذين خاضا سباقا محتدما لتعبئة نحو 3 ، 5 مليون ناخب منذ بداية الحملة الانتخابية للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية يوم 9 ديسمبر لاعتلاء كرسي الرئاسة كسب اصوات الناخبين لاسيما المترددين منهم.
ونظم المتنافسون في رئاسيات تونس على مدى الحملة الانتخابية عدة تجمعات ولقاءات و نقاشات تلفزيونية سادتها مواجهة حادة بين التصورين.
وفيما يخص المواضيع المتطرق اليها عالج كل مترشح بطريقته الخاصة التحديات الكبرى التي يتوجب على تونس مجابهتها خلال الخماسية المقبلة على غرار المسائل الاقتصادية الشائكة ومكافحة البطالة والاشكاليات الاجتماعية والامن ومكافحة الارهاب وكذا الفوارق الجهوية.
هذا ويتجلى بوضوح تقارب حظوظ المرشحين في ظل صعوبة التكهن بفوز أحدهما .
وقدتم توجيه عدة نداءات لانجاح هذه الانتخابات التي تعد مرحلة هامة في المسار الديمقراطي بتونس.
ودعا رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار المترشحين الى قبول النتائج وعدم التشكيك أو الطعن فيها.
وفي نفس السياق دعت حركة النهضة التي لم تقدم مرشحا الاحزاب السياسية وكافة مكونات المجتمع المدني الى «انجاح» هذا الاقتراع.
وجها لوجه
باجي قائد السبسي: «استعادة هيبة الدولة أولوية»
تقلد باجي قائد السبسي رجل سياسي و محامي بالغ من العمر 88 سنة منصب وزير للداخلية و الدفاع و الشؤون الخارجية خلال عهدة الرئيس التونسي الأول لحبيب بورقيبة ثم رئيسا للبرلمان في 1990-1991 خلال عهدة الرئيس الثاني زين العابدين بن علي.
ويشهد السبسي الذي عين رئيسا مؤقتا للوزراء في فيفري 2011 بقيادة تونس نحو أولى انتخابات حرة في تاريخها في أكتوبر 2011 التي فاز بها حزب النهضة الاسلامي.
وسرعان ما فرض حزبه نداء تونس الحديث النشأة (سنتين) نفسه في الساحة السياسية كأهم منافس لحزب النهضة وتجسد ذلك بفوزه بالانتخابات التشريعية في 26 أكتوبر المنصرم.
ويتفوق السبسي على منافسه المرزوقي من حيث عدد الأحزاب التي عبرت عن دعمها الصريح له منها تلك التابعة لحزب الرئيس المخلوع و التي يقودها أعضاء سابقون في الحكومة هذا بالاضافة إلى أحزاب أخرى على غرار الاتحاد الوطني الحر والجبهة الشعبية التي تضم 11 حزبا وحركة آفاق تونس هذا دون احتساب الأحزاب الصغيرة.
ويعتبر نفسه من أنصار فكر بورقيبة الذي يصفه بـ «مؤسس الدولة الحديثة» وحرص خلال حملته الرئاسية على «استعادة هيبة الدولة».
منصف المرزوقي: «صون التجربة الديمقراطية»
انتخب منصف المرزوقي البالغ من العمر 69 سنة و المعارض التاريخي للنظام التونسي الأسبق بالرئاسة المؤقتة لتونس في 2011 من قبل المجلس التأسيسي اثر تحالف حركته المؤتمر من أجل الجمهورية و حركة النهضة الفائز بانتخابات أكتوبر 2011.
ويصف المرزوقي المختص في طب الأعصاب نفسه دوما ب «ابن الشعب و في خدمة الشعب» المتمسك في خطاباته بـ «صون التجربة الديمقراطية».
كما دعا خلال حملته إلى اعطاء الأولوية في مجالة التنمية للمناطق التي تعاني التهميش.
واستفاد المرزوقي من دعم العديد من أحزاب اليمين التي ليس لها ثقل كبير في الساحة السياسية على غرار التيار الديمقراطي وحركة الوفاء و حزب البناء المنشق عن حزب النهضة و أحزاب اسلامية صغيرة لا تحظى بتمثيل برلماني. ويعتبر المرزوقي الذي صنفته مجلة «تايم مغازين» من ضمن أهم 100 شخصية مؤثرة في العالم «الترويكا» احدى أهم نجاحاته.