^ ارتياح للوساطة الدولية برعاية الجزائر
هناك مؤشرات ايجابية أخذت تظهر بوضوح تدل على أن إنهاء أزمة شمال مالي تعيش لحظاتها الأخيرة و ذلك عبر توصل فرقاء هذا البلد إلى اتفاق يغلق بموجبه هذا الملف المعقّد بشكل نهائي و تدشّن بموجبه باماكو حقبة جديدة من الوحدة و الاستقرار، و هو يسمح لها من توجيه الجهود و الطاقات إلى ما يعود بالفائدة على الماليين دون استثناء بغض النظر عن العرق و الدين و المنطقة و غيرها من المعادلات الشيطانية التي تحولت إلى ميكانيزمات تفكيكية تهدد وحدة الشعوب والبلدان.
إن التبشير بالتوصل إلى هذا الاتفاق الموعود لم يقتصر على وزير الخارجية المالي الذي صرح قبل يومين و بلغة تفاؤلية كبيرة عن قرب التوصل الى التوقيع على هذا الاتفاق ، حيث عبرت 5 تشكيلات مسلحة من الشمال عن تزكيتها لمشروع اتفاق السلام الذي اقترحته الجزائر التي تلعب دور الوسيط في المفاوضات واحتضنت الى غاية اليوم أربع جولات من الحوار المالي البيني. وقد صرح في هذا الشأن عزّاز آغ لودغداغ أحد منتخبي الشمال و أحد أعضاء أرضية الجزائر – حسب ما أورده موقع اذاعة فرنسا الدولية- : « أعتقد ان الوثيقة التي تقدمت بها الوساطة جيدة و يمكنها أن تشكل قاعدة لمصالحة الماليين مع أنفسهم و أضاف: «لا أعتقد أنه يمكن لأحد عاقل يفضّل السلام أن يتجاهلها».
وتزامنت هذه التطورات المفيدة والايجابية مع تعيين منجي حمدي على رأس البعثة للاستقرار في مالي و هي عوامل باجتماعها تعطي الانطباع بأن ملف شمال مالي سيطوى نهائيا و تعكس الحضور القوي للإرادة السياسية لدى كل الأطراف المرتبطة من بعيد أو من قريب بهذا الملف على وضع حد لهذه الأزمة الشائكة و المعقدة، التي بذلت فيها الجزائر جهودا جبارة لنزع فتيل كل المفخخات التي طالما عرقلت التقاء الفرقاء الماليين على طاولة واحدة للحوار الأخوي الذي أثمر أخيرا في التوصل القريب إلى هذا الاتفاق النهائي الذي سيكون بلا أدنى شك هاما و تاريخيا لأن آثاره الايجابية سوف لن تقتصر على استقرار مالي فقط و لكن كل منطقة الساحل، كما سيشكل نموذجا لحل أزمات أخرى تراوح مكانها في القارة الإفريقية وخاصة الأزمة الليبية المتفاقمة !.