إن الأشواط التي قطعتها مفاوضات السلام بين الماليين بالجزائر معتبرة وتوحي بقرب الوصول إلى اتفاق نهائي بين فرقاء هذا البلد، وهو اتفاق يؤسس لمالي جديد متصالح مع نفسه لا تجد فيه الأسلحة المشهرة بين الأشقاء مكانا؛ مالي يتسع لكل الماليين الذين فهموا أن السبيل الوحيد لذلك هو الحوار وليس المواجهة.
إن هذا الأمل عبّر عنه وزير الخارجية المالي ورئيس الوفد الحكومي في مفاوضات الجزائر عبد اللاي ديوب، لدى لقائه، الثلاثاء، بالسلك الدبلوماسي المعتمد ببلاده، حيث صرح قائلا: «أنا متأكد أننا لسنا بعيدين من التوصل إلى اتفاق، إنها 100 متر الأخيرة التي تتطلب من كل واحد منا بذل قصارى جهده للوصول إلى المحطة النهائية». وأضاف ديوب خلال هذا اللقاء الإعلامي المتعلق بمسار مفاوضات الجزائر، أن الوفد الحكومي توجه إلى المرحلة الثالثة من المفاوضات بالجزائر من أجل مناقشة محتوى وثيقة «عناصر السلام والمصالحة في مالي» التي قدمها فريق الوساطة لجميع الأطراف المالية والتي وفّرت لها مفاوضات الجزائر خلال هذه المرحلة فرصة خوض نقاشات معمقة لا يمكننا إلا أن نعتبرها مفيدة ونافعة. وأضاف الوزير المالي، أن هناك نقاش صريح ومباشر بين مختلف الأطراف وإن كان يجري في أجواء متشنجة. وأضاف، أن فريق الوساطة قدم وثيقة ما قبل الاتفاق للأطراف من أجل دراستها، وأكد أن الحكومة المالية لن ترفضها، لأنها تشكل قاعدة صلبة للمفاوضات وهذا رغم وجود بعض النقاط الخلافية، قال ديوب إنه سيطلع عليها فريق الوساطة في الوقت المناسب.
ومن بين هذه النقاط ذكر ديوب مسألة المحصاصة، التعديل الدستوري وكذا مسألة المناطق المدمجة، وهي من بين العراقيل التي تواجه التوصل إلى هذا الاتفاق، قبل أن يقلّل من شأنها، حيث قال إنه يمكن معالجتها على أعلى المستويات.
وعن أجواء مفاوضات الجزائر، قال وزير الخارجية المالي للاندماج الإفريقي والتعاون الدولي عبد اللاي ديوب، إنها تجري في أجواء جدية للغاية، مجددا بالمناسبة شكره لفريق الوساطة على صبره وكذا للمجتمع الدولي على دعمه لجهود السلام ووقوفه إلى جانب الشعب المالي.