تستعد نيجيريا لشراء أسلحة من روسيا، من أجل تعويض العجز الناجم عن رفض دول غربية، طلبات تقدمت بها أبوجا مؤخرا، لشراء أسلحة هي حاجتها إليها في حربها ضد جماعة «بوكو حرام» المتشددة.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، قال ضابط كبير في الجيش النيجيري: «توصلت نيجيريا رسميا إلى صفقة أسلحة مع السلطات الروسية».
وأوضح الضابط الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن وفدًا رفيع المستوى بقيادة قائد القوات الجوية النيجيرية، ومستشار الأمن القومي سافر إلى روسيا الأسبوع الماضي للتفاوض بشأن الصفقة.
وأضاف: «عاد الوفد إلى نيجيريا يوم الخميس الماضي، بعد رحلة استمرت أربعة أيام، وقد وافقت روسيا الآن على تزويدنا بالسلاح»، معربا عن أمله في «الحصول على الأسلحة الروسية من الآن فصاعدا».
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من المتحدث باسم وزارة الدفاع النيجيرية، كريس أولوكولادي، للتحقق من صحة ما ذكره المصدر العسكري.
وترددت في صفوف الجيش النيجيري شكاوى من أن القوات تستخدم أسلحة «قديمة الطراز»، بينما يستخدم مسلحو الجماعة المتشددة أسلحة متطورة، فيما أشارت تقارير إلى أن الجيش النيجيري يسعى لشراء طائرات مقاتلة، وأسلحة متطورة لترجيح كفة توازن القوى لصالحه.
ويأتي التغيير في استراتيجية الدفاع النيجيرية، والاتجاه شرقا إلى روسيا، بعد أن فشلت أبوجا طيلة عدة أشهر في إقناع دول غربية، وبخاصة الولايات المتحدة، لتزويدها بالسلاح. وفي هذا الصدد، استأنف الضابط العسكري حديثه قائلا: «كان علينا أن نتجه إلى روسيا للحصول على الأسلحة، حيث رفضت الولايات المتحدة بيع الأسلحة لنا»، مشيرا إلى أنه في الوقت نفسه «لن يسمح لأي بلد أخرى بأن تكون بديلا». وأتبع: «في الأساس، ما نقوم بشرائه من روسيا مقاتلات».
وزاد موضحا: «الأسلحة الخفيفة، وخصوصا البنادق ذات القوى المتفاوتة، يمكن شراؤها من السوق السوداء، ولكن لا يمكنك شراء طائرات مقاتلة من السوق السوداء». واختتم الضابط العسكري بالقول: «يمكن للحرب أن تستمر سنوات عديدة، إن لم يكن لعدة عقود، إذا اعتمد كلا الجانبين فقط على الأسلحة الخفيفة، التي يمكنك الحصول عليها من السوق السوداء. وفي الحروب الحديثة، تحتاج إلى القوة الجوية لتحقيق التفوق». وفي مقابلة أجراها مؤخرا مع وكالة الأناضول، أبدى المتحدث باسم الرئاسة في نيجيريا، روبن أباتي، استعداد بلاده لإبرام اتفاق، لمكافحة التمرد مع أي بلد ترغب في مساعدتها في معركتها ضد «بوكو حرام».
وهذه ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها التنسيق الدفاعي بين روسيا ونيجيريا، حيث زود الاتحاد السوفيتي السابق (قبل تفكيكه)، نيجيريا بالأسلحة خلال حربها الأهلية التي استمرت 30 شهرا مع «جنود بيافرا» الانفصاليين، في حين بقت معظم الدول الغربية على الحياد.
واستمرت الحرب الأهلية النيجيرية، التي تعرف أيضا بحرب «بيافرا» من 16 جويلية 1967، حتى 13 جانفي 1970 في محاولة من ولايات الجنوب الشرقي للاستقلال عن الدولة الاتحادية وإعلان جمهورية «بيافرا»، وجاء نتيجة صراع يعزى إلى توترات اقتصادية وعرقية وثقافية ودينية بين مختلف الشعوب الموجودة في البلاد.
وقبل أيام، أعلنت الولايات المتحدة أنها أوقفت تدريب قوات الجيش النيجيري، في قرار قالت واشنطن إنه بناء على طلب من نيجيريا، واصفة إياه بالـ»مؤسف».
وفي الآونة الأخيرة، تشهد العلاقات بين نيجيريا والولايات المتحدة بعض التوتر في ظل انتقادات وجهتها الأخيرة لمعالجة أبوجا لتمرد بوكو حرام.
بعدما أدار الغرب ظهره
نيجـيريا تعقد صفقـة أسلحـة مع روسيـا
حمزة محصول
شوهد:575 مرة