«الشعب” تستطلع عملية اقتراع الجالية التونسية بالجزائر

إجماع على أن الفائز الأكبر في الرئاسيات الاستقرار الوطني

أمين بلعمري

تعرف تونس مرحلة مفصلية لفترة ما بعد “ثورة الياسمين”، وهي تنظيم هذه الانتخابات الرئاسية التي تنطلق اليوم حيث سيتوجه أكثر من 5 ملايين تونسي إلى مكاتب الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد، من بين 27 مرشحا يتنافسون على هذا المنصب. ويأتي هذا بعد يومين من شروع الجالية التونسية المقيمة بالخارج أول أمس الجمعة وتستمر إلى غاية اليوم. وللاطلاع على أجواء سير انتخابات المواطنين التونسيين المقيمين بالجزائر تنقلت «الشعب» إلى مكتب الاقتراع المتواجد بالعاصمة ضمن 4 مكاتب المتواجدة في كل من تيبازة، المدية ووهران والتي يبلغ عدد المسجلين بها 1048 ناخب يتقدمهم مكتب العاصمة بـ739 مسجل.

أجمع كل التونسيين الذين التقيناهم في هذا المكتب، على أمنية واحدة، وهي أن تكون هذه الانتخابات فاتحة خير على بلادهم وبداية عهد جديد يتميز بالاستقرار والتنمية مهما كان الرئيس القادم، عمر ومراد شابان تونسيان لم يمنعهما التصويت على مترشحين مختلفين من المجيء معا إلى مكتب الاقتراع لأداء واجبهم الانتخابي، “الشعب” اقتربت من الشابين المقيمين بالجزائر وسألتهما عن هذا الموعد الانتخابي اللذان أجمعا على أنه مصيري لتونس ولكن لا يجب أن ينتظر التونسيون حصول المعجزة ـ كما قال ـ مراد الذي اعتبر أن الرئيس القادم سواء كان المرزوقي ـ الذي صوّت لصالحه ـ أو غيره، لا يملك خاتم سليمان، وأضاف أن الشعب التونسي عليه التعاون مع الرئيس القادم للبلاد بغض النظر عمن يكون، مؤكدا أنه شخصيا لا يهمه اختياره أو فوز مرشحه بقدر ما تهمه مصلحة تونس، في حين اعتبر زميله عمر تصويته لصالح الباجي قايد السبسي مرده إلى خبرة وتمرس الرجل الذي قال أنه قادر على بعث الاقتصاد التونسي والقضاء على الإرهاب، ووقفت «الشعب» على  نقاش أفكار هادئ بين الشابين دافع فيه كل واحد منهما عن مرشحه ولكنهما اتفقا في الأخير على أن مصلحة تونس فوق كل اعتبار بغض النظر عن الفائز برئاسة البلاد.
السيد شرقو الهادي، وزوجته السيدة سعاد، هي عينة أخرى تمثل جيلا آخر من التونسيين، وهو جيل واكب حكم بورقيبة وبن علي، يعيشان اليوم هذا التحول الحاصل في تونس، قالا إنهما جاءا من أجل الانتخاب والمشاركة في اختيار الرئيس التونسي وأنهما يعلقان عليه الكثير في استكمال هذا التحول الديمقراطي والعمل على استتباب  الأمن والسلم في البلاد.
من ناحيته، أثنى السيد أحمد الطاهر ـ عضو اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات الرئاسية التونسية ـ على التسهيلات التي قدمتها السلطات الجزائرية، وكذا على توفير الأمن لإجراء هذه الانتخابات الذي قال إنها جرت في ظروف جيدة منذ افتتاح مكتب الاقتراع أول أمس الجمعة على الساعة الثامنة صباحا، والذي سيظل مفتوحا على مدار الأيام الثلاثة للاقتراع أي إلى غاية الساعة السادسة من مساء اليوم، ونسبة المشاركة بلغت ـ حسب السيد الطاهر أحمد ـ حوالي 30% إلى غاية ظهر أمس، وهو رقم قريب من ذلك الذي قدمه نايت يحي ماهر، وهو ملاحظ شاب عن المترشح الباجي قايد السبسي، الذي أكد من جهته أن اقتراع الجالية التونسية بالجزائر، يجري في ظروف شفافة وديمقراطية.
إنه من السابق لأوانه، التكهن بنتائج هذه الانتخابات والفائز فيها إلا أن الانطباعات الأولية تعطي الباجي قايد السبسي حظوظا أكثر من منافسيه ليس لدى الناخبين فقط، ولكن هناك الكثير من الشباب يرون فيه الرجل الذي يمتلك الخبرة والتمرس السياسي لتخليص تونس، مما هي فيه، ولكن يبقى الصندوق، هو المالك الوحيد لمفتاح قصر قرطاج.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024