أكثر من 5 ملايين تونسي ينتخبون البرلمان اليوم

نهاية مرحلة انتقالية وتفاؤل بالمستقبل

س / ناصر

يتوجه، اليوم، خمسة ملايين تونسي إلى مكاتب الاقتراع لانتخاب أعضاء البرلمان بعد ثلاثة أسابيع من الخطابات السياسية الدعائية لأحزاب تونس في المهرجانات الشعبية، التي تسابق فيها المترشحون لشرح برامج أحزابهم بغرض كسب أصوات الناخبين والمزيد من المؤيدين. حيث اختارت بعض الأحزاب، توصف بالكبيرة، أن تختتم حملتها في العاصمة التونسية بشارع الحبيب بورقيبة، لما يحمله من رمزية، وبعضها الآخر اختارت آخر النهار وامتداد السهرة لتراهن على الدقائق الأخيرة.
دخل المترشحون للانتخابات البرلمانية التونسية، أمس، فترة الصمت الانتخابي لمدة ٢٤ ساعة، فيما يواصل المغتربون التونسيون في الخارج الاقتراع لليوم الثالث، اليوم الأحد، وهو اليوم الذي تجرى فيه الانتخابات في مختلف أرجاء تونس.
وينتظر التونسيون الحدث السياسي الأبرز في هذه السنة لوضع نهاية لمرحلة انتقالية عرفت العديد من المحطات السياسية الهامة، أبرزها إقرار الدستور الثاني للجمهورية التونسية، إضافة إلى تشكيل حكومة توافق وطني تنتهي مهمّتها بعد هذه الانتخابات والإعلان عن نتائجها.
وعرفت الفترة الانتقالية في تونس العديد من الأحداث الأمنية التي حاولت زعزعة استقرار البلاد، كان أبرزها اغتيال سياسيين بارزيين أحدهما نائب بالبرلمان.
دعوة للتصويت بكثافة
وقد دعت جمعيات المجتمع المدني والأحزاب والشخصيات المستقلة التونسيين إلى الخروج بكثافة في انتخابات الداخل، التي تجرى اليوم ٢٦ أكتوبر، بمختلف أرجاء تونس، وذلك لاستكمال آخر خطوات المسار الانتقالي وقطع الطريق أمام خطر الإرهاب الذي يحدق بالبلاد ولا يروق له استقرار تونس، لأن ذلك لا يبقي له مكانة فيها. لذلك وجهت قبيل العملية الانتخابية تهديدات إرهابية تهدف إلى إفشال الانتخابات ونشر الرعب وسط المواطنين كي يقاطعوها، إلا أن القوات الأمنية والعسكرية أخذت كل احتياطاتها الأمنية لإنجاح الانتخابات، حيث جندت وزارة الدفاع كل قواتها بما فيها الاحتياط من الجنود لتأمين نجاح الاستحقاق الانتخابي وتكثيف العمليات في المرتفعات الغربية.
فيما نشرت الداخلية التونسية أكثر من ٥٠ ألف رجل أمن على كافة مكاتب الاقتراع.
مستقبل واعد
أكد رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة، أمس السبت، أن التدهور الأمني في ليبيا خطر على المستقبل الأمني لتونس، وهذا راجع لغياب سلطة مركزية في طرابلس قادرة على حماية الحدود. ولذلك فتونس تحمي حدودها من جانب واحد، وقد تم إجهاض عدة عمليات كانت مدعومة لوجستيا سواء بالمال أو السلاح أو التدريب في ليبيا، وأكد على وجود تنسيق أمني وسياسي واقتصادي مع الجزائر على أعلى المستويات.
وقد كشف خبير ومستشار دولي من أصول تونسية، عن نظرته لمستقبل تونس بعد الثورة وذلك في كتاب صدر حديثا عنوانه: «الحرب القادمة في تونس المعارك الخمس لتحقيق النصر».
وتتمثل المعركة الأولى، في إضفاء ثورة على الاقتصاد من خلال إحداث ٥٠٠ ألف موطن شغل وذلك عبر تطوير قطاع الخدمات الجمعياتية. وتهم المعركة الثانية، تطوير نظام التعليم والتكوين وتبادل الخبرات مع الدول.  المعركة الثالثة، إعادة توزيع الثروات بين مختلف الجهات والشرائح الاجتماعية ومراجعة النظام الجبائي وإحداث صندوق للأجيال القادمة.
المعركة الرابعة، وتهتم بالنهوض بالمرأة بإسنادها المكانة التي تستحقها والحفاظ على مكاسبها.
أما المعركة الخامسة والأخيرة، فقد خصصها الكاتب إلى المجال السياسي، مؤكدا قدرة التونسيين على تسخير الوسائل التي تخول لهم حكم البلاد حتى يصبح «تنين إفريقيا» وذلك بدعم اللامركزية وإحداث مجالس جهوية وإرساء نظام رئاسي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024