أدانت الندوة الدولية الثانية للصحفيين والإعلاميين المتضامنين مع الشعب الصحراوي تجريم الاحتلال المغربي للعمل الصحفي في الصحراء الغربية المحتلة، مجددة التأكيد على ضرورة توحيد الجهود الإعلامية من أجل إطلاع الرأي العام الدولي على تطورات القضية الصحراوية والمساهمة في كسر الحصار المفروض على الصحراء الغربية والعمل على تفكيك الدعاية المغربية.
جاء ذلك في البيان الختامي الذي توّج الندوة الدولية التي نظمها مناصفة كل من اتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين وفرع الفيدرالية بالأرجنتين، بالتعاون مع نقابات وهيئات تضامنية، بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس تحت شعار “الصحافة والعمل من أجل إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية” - من 28 إلى 30 ماي الجاري - وبمشاركة صحفيين من أكثر من عشرة دول.
وأكد المشاركون في الندوة الدولية أن توحيد الجهود يساعد على كسر جدار الصمت الذي تفرضه وسائل الإعلام الدولية الخاضعة لجماعات الضغط (اللوبيات) الموالية للمغرب، مشددين على ضرورة إيصال صوت الشعب الصحراوي إلى جميع أنحاء العالم ورفع مستوى الوعي بين المواطنين وتعبئة المجتمع المدني لدعم قضيتهم. كما شددوا على ضرورة “تعزيز شبكة المعلومات الدولية لتبادل المحتوى ورصد تطورات الوضع في الصحراء الغربية وضمان إيصال المعلومات الدقيقة من أجل تفكيك الدعاية المغربية”.
مرافقة نضال الصحراويــين
وحث المشاركون على “زيادة تدفق الصحفيين والإعلاميين إلى الصحراء الغربية المحتلة وتعزيز التواصل مع الإعلاميين ووسائل الإعلام في المناطق المحتلة ومخيمات اللاجئين والمناطق المحررة من أجل نقل حقيقة ما يحدث في الميدان”. وأوصى المشاركون في الندوة بـ “الدفاع عن الإعلاميين الصحراويين في الأراضي المحتلة وتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضدهم والدعوة إلى سلامتهم والدفاع عن حرية الصحافة عندهم”.
كما أوصى المشاركون بدعم العمل الإعلامي في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وتقديم المساعدة الفنية واللوجستية والتدريب للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام في الأراضي الصحراوية، وإبراز أن هذه المنطقة هي آخر مستعمرة في إفريقيا وهي واحدة من 17 منطقة مدرجة على طاولة الأمم المتحدة كأقاليم ما تزال تنتظر تصفية الاستعمار”.
والتزم المشاركون في الندوة بإنشاء منصة إعلامية دولية لمواكبة تطورات القضية الصحراوية مع التشجيع على إنشاء شبكات اتصال في كل دولة عضو، بهدف تعزيز التضامن المحلي ومرافقة نضال الشعب الصحراوي ورفع مستوى الوعي العام. كما أعربت الندوة الدولية عن دعمها لـ«مسيرة الحرية” التي تجوب أوروبا، متجهة إلى سجن القنيطرة في المغرب، لتسليط الضوء على وضع السجناء السياسيين الصحراويين في السجون المغربية.
وخلال اختتام فعاليات الندوة الدولية الثانية للصحفيين والإعلاميين المتضامنين مع القضية الصحراوية، تم الإعلان عن إنشاء شبكة أمريكا اللاتينية للصحفيين ووسائل الإعلام المتضامنة مع القضية الصحراوية، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الصحراوية.
كما تقرر إنشاء جائزة “بصيري” الدولية للصحافة بالتنسيق مع نقابة الصحفيين، وستمنح أولى طبعاتها للصحفيين المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية. وقد أدانت الندوة الدولية الثانية للصحفيين والإعلاميين المتضامنين مع الشعب الصحراوي، في بيانها الختامي، تجريم الاحتلال المغربي للعمل الصحفي في الصحراء الغربية المحتلة، مجددة التأكيد على ضرورة توحيد الجهود الإعلامية من أجل إطلاع الرأي العام الدولي على تطورات القضية الصحراوية والمساهمة في كسر الحصار المفروض على الصحراء الغربية والعمل على تفكيك الدعاية المغربية.
المقاومـة الإعلامية في مواجهة الاحتـلال
وأبرز إعلاميون صحراويون، خلال مشاركتهم في الندوة الدولية الثانية للصحفيين والإعلاميين المتضامنين مع الشعب الصحراوي بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، انتهاكات المغرب الجسيمة بحق الصحفيين الصحراويين، مؤكدين على أهمية المقاومة الإعلامية في مواجهة الاحتلال المغربي.
وفي كلمة لها خلال الندوة، أكدت رئيسة رابطة الصحفيين والكتاب الصحراويين بأوروبا، فاطمة الغالية محمد سالم، أن “الصحافة الصحراوية ليست مجرد أداة إعلامية، بل هي فعل مقاومة وعمل مباشر ضد الاستعمار، ومنارة تكسر ظلمات الرقابة والصمت المفروض والأكاذيب الممنهجة”.
وأبرزت في السياق، أن “حرية التعبير في الأراضي الصحراوية المحتلة تواجه يوميا جدران الاحتلال المغربي والقمع وملاحقة الصحفيين والناشطين، والمحاولة المستمرة لمحو صوت (الصحراويين) من الخريطة والذاكرة”.
ولهذا السبب - تضيف - “نطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بصحافة صارمة وأخلاقية وملتزمة، صحافة لا تنحني أمام أصحاب السلطة ولا تختبئ وراء راحة الحياد، بل تختار جانب العدالة والأشخاص الذين يناضلون”.
وتابعت: “نحتاج إلى الصحافة التي تدين انتهاكات حقوق الإنسان والتي تقف إلى جانب الشعوب المضطهدة والتي تكشف عن عنف الاستعمار وتكسر الحصار الإعلامي الذي يسعى إلى إبقاء الصحراء الغربية في حالة من النسيان والعزلة”.
من جهته، أكد الإعلامي الصحراوي، أحمد الطنجي، رئيس وكالة “إيكيب ميديا” التي تنشط في الأراضي الصحراوية المحتلة، في مداخلته خلال الندوة الدولية، أن “المعركة ضد الاحتلال المغربي ليست مجرد معركة ضد احتلال الأرض، بل هي أيضا معركة على مستوى الخطاب، حيث يعد الإعلام وسيلة مقاومة لا تقل أهمية عن أي سلاح آخر”.