تحذيرات دولية من انزلاق المنطقة إلى مزيد من التوتّر والفوضى
عكس كل التمنيات، استطاع الكيان الصهيوني إقحام الولايات المتحدة الامريكية في عدوانه على إيران وجرّها إلى المواجهة المفتوحة التي تضع منطقة الشرق الأوسط برمّتها في قبضة المجهول.
منحى جديد اتخذه العدوان الصهيوني على إيران بدخول أمريكا على الخط، بعد قصفها فجر أمس الأحد، باستخدام قاذفات “بي 2” الاستراتيجية، ثلاثة منشآت نووية إيرانية، هي فوردو ونطنز وأصفهان.
ووفق الانباء، أطلقت الولايات المتحدة 30 صاروخًا من طراز “توماهوك” من غواصات أمريكية، استهدفت منشأتي نطنز وأصفهان النوويتين في إيران.
كما استخدمت واشنطن 6 قنابل خارقة للتحصينات، تزن كل منها 15 طنًا، في قصف منشأة فوردو.
في الاثناء، وصف رئيس الوزراء الصهيوني، الضربة الأمريكية بأنها “جبارة” و«تاريخية”، مشيدا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما وصف مسؤول صهيوني كبير، الهجوم الأمريكي بـ«الضربة القاضية” لبرنامج إيران النووي.
ترامـب خدعنــا
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مؤتمر صحافي من إسطنبول، أمس الأحد، “إن طهران تدين بشدة الهجمات الأمريكية وتعتبرها انتهاكا للقانون الدولي”.
وأضاف “إن طهران ستواصل الدفاع عن سيادتها وشعبها، مشددا على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “لم يخدع إيران فحسب بل وبلاده أيضا”.
وقال عراقجي إن “الهجوم الأمريكي يمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة.. وطهران تدعو مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ”، مشدداً بالقول: “لقد خانوا الدبلوماسية وهم لا يفهمون إلا لغة التهديد والقوة”. وأضاف بالقول: “أمريكا تجاوزت خطا أحمر كبيرا جدا بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية”، فيما لم يستبعد انسحاب بلاده من معاهدة حظر الانتشار النووي.
كما دعا وزير الخارجية الإيراني مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إدانة الهجوم على المنشآت النووية، مشدداً على أن طهران تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن أمنها ومصالحها وشعبها.
وقبلها، اتهم وزير الخارجية الإيراني، الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بنسف الدبلوماسية، متسائلاً كيف يمكن لطهران أن تعود إلى طاولة المفاوضات وهي لم تغادرها قط.
طهران تُراسل مجلس الأمن وتردّ بقوّة
إلى ذلك أرسلت إيران رسالة إلى مجلس الأمن ورد فيها أن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني مسؤولان عن هجوم غير قانوني على منشآت نووية سلمية.
ودعت الرسالة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث هذا العمل غير القانوني واتخاذ الإجراءات اللازمة لإدانته ومنع إفلات مرتكبيه من العقاب، كما أعلن الحرس الثوري الإيراني صباح أمس الأحد إطلاق الموجة العشرين من عملية “الوعد الصادق 3” التي استهدفت مطار بن غوريون، ومركز الأبحاث البيولوجية، ومراكز قيادة وسيطرة.
وأضاف أن هذه الموجة استخدمت مزيجا من الصواريخ البعيدة المدى، من بينها صاروخ “خيبر” الذي “يُطلق لأوّل مرة باتجاه الكيان ضمن هذه العملية”.
هذا، وقد سقطت صواريخ إيرانية، صباح أمس، في عدة مواقع داخل الكيان الصهيوني، ما تسبب بإصابة 16 شخصا وتدمير عدة مواقع.وقالت إذاعة الجيش الصهيوني، إن إيران أطلقت 27 صاروخا باتجاه الكيان على دفعتين، 22 بالأولى و5 بالثانية، بينما أفادت قنوات إعلامية بإصابة 16 شخصا في مناطق متفرقة.بدورها، أشارت مصادر إخبارية، إلى تدمير أكثر من 10 مواقع في حيفا شمالا، ونيس تسيونا وروحوفوت وتل أبيب بالوسط جراء صواريخ إيران. وأفاد مراسلون، بأن الأرض اهتزت بقوة في مدينة القدس المحتلة بسبب الصواريخ الإيرانية، كما دوّت صفارات الإنذار في العديد من المناطق.
المرحلـة المقبلــة
وحول الخطوات المقبلة من جانب الكيان الصهيوني بعد الضربات الأمريكية، قالت مصادر للاحتلال: “سنواصل مهاجمة إيران”.
في حين، قالت طهران إنها ستواصل الدفاع عن نفسها وردّ العدوان، حيث أوضح وزير خارجيتها خلال مؤتمر صحفي في تركيا أن: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل الدفاع عن أراضيها وسيادتها وأمنها وشعبها بكل الوسائل اللازمة”. كما أعلن الحرس الثوري من جهته أن عمليات “الوعد الحق 3” ستتواصل وتوعد برد قاسٍ يجعل المعتدين نادمين.