تواصل الحكومة المغربية إلقاء كل المسؤولية على الظروف المناخية والجفاف المستمر منذ سنوات، لتبرير الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي تعيشها المملكة ويدفع ثمنها المواطن المغلوب على أمره، الذي سيحرم حتى من الاحتفال بعيد الأضحى بعد أن وجّه الملك محمد السادس، بعدم القيام بشعيرة نحر أضحية العيد لهذه السنة.
قال الملك المغربي: “إنّ حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية. ولهذه الغاية، وأخذا بعين الاعتبار أنّ عيد الأضحى هو سنة مؤكّدة مع الاستطاعة، فإنّ القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محقّقا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود”. وأهاب الملك بالشعب المغربي بـ “عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة”، موضحا بأنه “سنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: “هذا لنفسي وهذا عن أمتي”.
وقد دافع مصطفى بايتاس الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، على مخطّط المغرب الأخضر، رافضا كل الاتهامات الموجهة له بفشله في حماية الماشية، ما نتج عنه إلغاء عيد الأضحى هذه السنة. وقال بايتاس إنّ المخطط الأخضر -الذي أشرف عليه عزيز أخنوش حين كان وزيرا للفلاحة-، حقّق كل الأهداف بنجاح، معتبرا أنّ سنوات الجفاف المتتالية هي التي تتحمّل مسؤولية ما وصلت إليه الثروة الحيوانية.وألقى الوزير بالمسؤولية على سبع سنوات متتالية من الجفاف، إضافة إلى الظروف المرتبطة بـ “كوفيد” وتأثيراته، وتقلبات السلاسل الدولية، وشح المياه في السدود، معتبرا أنّ المغرب لم يكن في سنوات عادية، بل مر بأطول جفاف في تاريخ البلد. وقال الوزير إنّ الحكومة تثمّن قرار عدم نحر الأضحية هذا العام، معتبرا أنّ هذا القرار سيمكّن من رفع الحرج والضرر على المواطن، وسيكون له التأثير الإيجابي على القطيع الوطني.
لكن إصرار الحكومة المخزنية على تعليق فشلها وإخفاقاتها على شماعة الجفاف و«كوفيد”، يعارضه جلّ المغاربة الذين يستنكرون إلغاء العيد الكبير، بعد أن أنفقت هذه الحكومة الفاشلة ملايير الدراهم في تدبير موضوع اللّحوم الحمراء والماشية ودعم الاستيراد دون أن يكون لذلك انعكاس لا على انخفاض أسعار اللّحوم، ولا على حماية القطيع الوطني، والأثر الوحيد كان “تسمين” جيوب قلة محظوظة، تحوم حولها شبهات الفساد وتضارب المصالح.