أفاد بيان ختامي صدر في أعقاب محادثات مؤتمر باريس بشأن العراق، أمس، أن نحو 30 دولة شاركت في المؤتمر، اتفقت على تقديم مساعدة عسكرية مناسبة لبغداد لمحاربة متشددي تنظيم الدولة الإٍسلامية.
وذكر البيان، الذي أصدره مسؤولون فرنسيون، أن التصدي للتنظيم مسألة ملحة، لكنه لم يذكر تفاصيل عن طبيعة المساعدات العسكرية المعروضة.
وأعرب المشاركون في المؤتمر، عن تمسّكهم بوحدة العراق وسلامة أراضيه وسيادته وأكدوا على التزامهم بدعم الحكومة العراقية الجديدة بالوسائل الضرورية في حربها ضد تهديدات ما يسمى بتنظيم “داعش” والجماعات الإرهابية الأخرى التي تشكل خطرا على العراقيين.
وأشاد المشاركون في البيان الختامي للمؤتمر، بالحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء الجديد، حيدر العبادي. وأعربوا عن دعمهم “الكامل” من أجل توطيد سياسة القانون وتطبيقه لتحقيق وحدة الصف العراقي وكذا تحقيق التمثيل العادل لجميع المكونات في المؤسسات الاتحادية والمساواة بين جميع المواطنين واتخاذ جميع التدابير الضرورية والفعالة لمحاربة تنظيم “داعش” والجماعات الإرهابية التي تمثل خطرا لجميع العراقيين.
وأكد المشاركون عزمهم على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ذات الصلة والمتعلقة بمكافحة الإرهاب ومكافحة موارده الخاصة بالتجنيد والتمويل ولا سيما القرار 2170، مع الحرص على حسن تطبيق هذا القرار وعلى ضرورة اتخاذ خطوات صارمة من أجل اجتثاث تنظيم “داعش” عبر اتخاذ التدابير الكفيلة بالوقاية من التطرف وتنسيق العمل بين جميع المؤسسات الأمنية الرسمية وتعزيز المراقبة على الحدود.
هذا ودعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أمس، إلى تدخل جوي سريع ضد تنظيم “الدولة الاسلامية”.
وقال معصوم في مقابلة مع إذاعة (أوروبا 1)، “نحن في حاجة لتدخل جوي” مؤكدا أنه “من الضروري أن يتدخلوا بسرعة، إذا تأخر هذا التدخل وهذا الدعم للعراق ربما احتل «داعش» أراضي أخرى”.
يشار إلى أن أشغال مؤتمر باريس عرفت مشاركة وفود من ألمانيا والسعودية والبحرين وبلجيكا وكندا والصين والدانمارك ومصر والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا والعراق وإيطاليا واليابان والأردن والكويت ولبنان وسلطنة عمان وهولندا وقطر والنرويج وتشيكيا وبريطانيا وروسيا وتركيا، إلى جانب الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي.
هذا واتفق المجتمعون في فرنسا على عقد مؤتمر بالبحرين لبحث وسائل وطرق قطع الإمدادات والتمويل عن التنظيم الإرهابي “داعش”.
فرنسا تبدأ طلعاتها
أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، الذي يزور الإمارات حالياً، أن بلاده ستنفذ الطلعات الاستشكافية الأولى في العراق، اعتباراً من أمس، وذلك فيما تتحرك واشنطن مع حلفائها لضرب تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال الوزير للعسكريين الفرنسيين المتمركزين في قاعدة الظفرة، الواقعة على بعد 30 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة الإماراتية أبوظبي، “كونوا متأهبين للتدخل”.دول عربية تعرض المشاركة في ضرب “داعش”
كشف مسؤولون أميركيون، أن دولاً عربية عرضت الانضمام للولايات المتحدة في حملة الضربات الجوية على أهداف لتنظيم “داعش”، في إشارة إلى احتمال توسيع نطاق الحملة الجوية ضد الإرهابيين الذين سيطروا على مناطق من العراق وسوريا.
ورفض مسؤولون الكشف عن الدول التي قدمت العروض، لكنهم قالوا إن هذه العروض قيد النظر، فيما تبدأ الولايات المتحدة تحديد دور كل دولة في تحالفها الوليد ضد الإرهابيين.
وقد تعزز إضافة مقاتلات عربية من مصداقية الحملة التي تقودها الولايات المتحدة في منطقة تشك في مدى التزام واشنطن في الصراع الذي يمس كل الدول تقريبا والذي يلعب على وتر التوتر بين السنة والشيعة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين في باريس، “لا أريد أن أترككم بانطباع أن هذه الدول العربية لم تعرض تنفيذ ضربات جوية، لأن عددا منها عرض ذلك”.
وذكر المسؤول أن العروض لم تقتصر على الضربات الجوية في العراق، وتابع قوله: “بعضها لمح إلى أنه مستعد لتنفيذ الضربات في مناطق أخرى.. لابد أن ننظر في كل هذا”.
من بوش الأب إلى أوباما.. رؤساء يعلنون الحرب بالعراق
انضم الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤخراً، إلى قائمة رؤساء واشنطن السابقين، الذين أعلنوا عن عمليات عسكرية في العراق، بعد إعلانه البدء في تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم “داعش”.
يبلغ عدد رؤساء أميركا الذين شنّوا عمليات عسكرية في العراق خلال 24 عاماً الأخيرة 4 رؤساء، هم جورج بوش الأب، وبيل كلينتون، وجورج بوش الابن، وأخيراً باراك أوباما. وتم تنفيذ هذه العمليات العسكرية تحت شعارات سياسية مختلفة، حتى أصبح شنّ حرب في العراق وكأنه أحد طقوس الرئاسة الأميركية.
يذكر، أن تاريخ التدخل الأميركي في العراق خلال ربع القرن الماضي، بدأ مع الرئيس جورج بوش الأب في شهر جانفي عام 1991، حيث أعلن حينها عن البدء في تنفيذ عملية لتحرير الكويت، وذلك رداً على اجتياح الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين للكويت.
ويعد بيل كلينتون ثاني رؤساء أميركا الذين تدخلوا عسكرياً في العراق، حيث أعلن كلينتون في شهر ديسمبر 1998، عن بدء عملية لتدمير قدرات التسلح لدى الجيش العراقي تحت قيادة صدام حسين.
في مارس عام 2003، شنّ جورج بوش الإبن، الحرب الأميركية الأوسع ضد العراق، بعد جدل طويل حول امتلاك بغداد لأسلحة دمار شامل، واعتبر الرئيس الأميركي السابق حربه ضد العراق بأنها جزء من مكافحة الإرهاب في العالم.
وفي مطلع أوت الفائت، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، عن البدء في تنفيذ ضربات جوية تهدف لشل قدرات تنظيم “داعش” ووقف تقدمه في العراق، وإرسال عدد من المستشارين العسكريين إلى هناك من دون أن تكون لهؤلاء مهام قتالية، معلناً أنه لن يتردد في التحرك ضد “داعش” في سوريا كما في العراق.