هدفه تجريد المقاومة من السلاح

مشروع أمريكي حول غزة في مجلس الأمن

أمين بلعمري

منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة عمدت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على حصار القطاع وممارسة سياسات مقيتة حوّلته إلى سجن يضم حوالي 1.8 مليون نسمة لا تتوفر لديهم أدنى شروط الحياة في ظلّ حصار خانق مضروب على القطاع منذ العام 2006 انتعشت في ظلّه سياسة الأنفاق التي أصبحت المتنفس الوحيد للفلسطينيين المحاصرين للحصول على الخبز والدواء والمواد الأساسية الأخرى للبقاء على قيد الحياة.
ولم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بسياسة الحصار والتجويع بل يعمد في كل مرّة إلى العدوان العسكري على القطاع مبررا ذلك بالرد على صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تستهدف إسرائيل وتهدد أمنها - حسب الرواية الإسرائيلية - وفي كل مرة تنتهي فيها العمليات العسكرية الإسرائيلية بمختلف أسمائها ضد غزة (عامود السحاب ، الرصاص المصبوب وآخرها الجرف الصامد) تظهر فيها مدى وحشية هذا الاحتلال وسياسة الإبادة التي ينتهجها بدعوى الدفاع عن النفس ففي آخر عملية للاحتلال التي دامت 50 يوما سقط ألفا شهيد فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء.
إن حل القضية الفلسطينية بشكل عام وإيجاد حلّ عاجل لإنهاء مأساة غزة واستصدار قرارات أممية ملزمة تحصن الفلسطينيين من العبث والتعنت الإسرائيلي أصبحت أكثر من ضرورة بل واجبا على المجتمع الدولي والقوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدمت بمشروع لمجلس الأمن – حسب ما أوردته صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية- يقضي بجعل غزة منطقة خالية من السلاح ومن الأنفاق وجاء هذا المشروع الأمريكي في 12 فقرة من أهمها: جعل القطاع منطقة خالية من السلاح باستثناء سلاح السلطة الفلسطينية والتي تعود إليها السيطرة التامة على القطاع بداية بالمعابر وهذا وفقا لالتزامها بمقرارات اللجنة الرباعية وبالمقابل تفتح المعابر بصفة دائمة أمام المواطنين الفلسطينيين ...الخ كما ينص المشروع الأمريكي أن الأمين العام الأممي مطالب بإنشاء آلية للمساعدة على تنفيذ هذه القرارات كما يطالب هذا المشروع الفلسطينيين والإسرائيليين بسلام شامل يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.
إن هذا القرار في حقيقة الأمر يشبه مشروع جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل الذي يستثني بطبيعة الحال إسرائيل التي عليها أن تدافع عن نفسها أمام محيط معاد وعلى كل الدول الأخرى أن تتخلّى عن أسلحة الدمار التي بحوزتها.
وبالطريقة نفسها يطلب مشروع القرار الأمريكي من المقاومة التخلي عن سلاحها دون أن يعطي ماذا تقدم إسرائيل مقابل ذلك لأنه يعتبر أن سبب المشكلة هي المقاومة والأنفاق في حين أن الطغيان والظلم والحرمان المسلط على الفلسطينيين جعلهم يحفرون الأنفاق ويرفعون السلاح.
كان حريا بهذا المشروع الأمريكي الذي سيطرح على مجلس الأمن أن يجرّم ما اقترفته إسرائيل من جرائم لا تشرف من يدافعون عنها لأنه لا يوجد ما يبرر قتل الأبرياء لا أمن إسرائيل ولا غير ذلك فهذا يجرّنا بالمقابل إلى التساؤل عن أمن الفلسطينيين الذين ينسى العالم أنهم كذلك لديهم الحق في الأمن مثلهم مثل إسرائيل التي لديها من الأسلحة ما يفوق ما تمتلكه بعض الدول المتشدقة بأمن هذا الكيان الذي يهدّد السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط كلها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024