اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني خلال شهر أفريل الماضي 1228 مواطن من الأرض الفلسطينية المحتلة، بينهم 165 طفل و11 امرأة، وهي أعلى نسبة في حالات الاعتقال منذ مطلع العام الجاري، حسب ما كشف عنه التقرير الشهري الصادر عن مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان، أمس الاثنين.
رافق عمليات الاعتقال - وفقا للتقرير - انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين وعائلاتهم، وكذلك بعد نقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف، عدا عن تسجيل إصابات متفاوتة منها بليغة بين صفوف المعتقلين برصاص جيش الاحتلال.
وأكدت المؤسسات، أن الاحتلال استخدم إطلاق النار على المعتقلين، إضافة إلى سياسة العقاب الجماعي التي طالت غالبية عائلاتهم من خلال عمليات التخريب والتدمير للمنازل وعمليات الترهيب والتهديد بالاعتقال، واستخدام الكلاب البوليسية وغيرها من الأساليب.
قرار خطير
جاء في التقرير أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ نحو 4700 أسير، وذلك حتى نهاية شهر أفريل الماضي من بينهم 32 أسيرة، و170 قاصرا، وما يزيد عن 600 معتقل إداري.
ورصد التقرير أبرز السياسات والقضايا التي شهدتها قضية الأسرى والمعتقلين خلال شهر أفريل، والمتغيرات التي تنفذها سلطات الاحتلال، سواء على صعيد عمليات الاعتقال وما يرافقها أو فيما يتعلق بواقع وظروف الأسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال، مستندا على حصيلة الرصد والتوثيق والمتابعة القانونية والميدانية التي تقوم بها مؤسسات الأسرى.
وحذّر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، من تبعات قرار محكمة الاحتلال، الخاص بالسماح للمستوطنين بأداء طقوس تلمودية أثناء اقتحام المسجد الأقصى المبارك.
وقال المفتي العام في بيان صحفي أمس الاثنين: «هذا القرار خطير جدا يمهد لتنفيذ مخطط المستوطنين المتطرفين الرامي لوضع اليد على المسجد الأقصى، وهو بمثابة تنفيذ عملي لمؤامرات التقسيم الزماني والمكاني، وهو من القرارات الجائرة التي تندرج في إطار مسلسل التطرف الذي تنتهجه سلطات الاحتلال ومتطرفوها للمساس بالقدس والأقصى، بهدف إطباق السيطرة عليهما، وبناء الهيكل المزعوم»، محذرا من «أن يكون من تداعيات هذا العدوان نشوب حرب دينية شعواء».
وأكّد أنّ «المسجد الأقصى هو للمسلمين وحدهم لا يحق لغيرهم التدخل في شؤونه، وأن الفلسطينيين مستعدون لبذل الغالي والنفيس للدفاع عن مسجدهم مهما بلغت التضحيات». وعلى صعيد ذي صلة، حذّر المفتي «من سماح سلطات الاحتلال للمستوطنين المتطرفين بالقيام بما يسمى بمسيرة الأعلام في مدينة القدس، واقتحام المسجد الأقصى يوم الأحد القادم، لأنها تصب في جانب الاستفزازات العنصرية المنتهجة من قبل سلطات الاحتلال ومستوطنيها، والتي تهدّد بتداعيات خطيرة وصعبة على أوضاع المنطقة برمتها».
دعوة للتّدخل العاجل
بالموازاة مع ذلك، أصيب شاب فلسطيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني أمس الاثنين، محافظة جنين، فيما جرى اعتقال عشرة فلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن مواجهات اندلعت في قرية الزبابدة، أصيب خلالها شاب فلسطيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط ، فيما اعتقلت تلك القوات فلسطينيين اثنين من قرية رمانة في جنين، وذلك بعد مداهمة منزليهما وتفتيشهما.
وفي غضون ذلك، شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت ثمانية فلسطينيين من عدة مناطق مختلفة في الضفة الغربية. وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة فلسطينيين من محافظة رام الله والبيرة، كما اعتقلت فلسطينيين اثنين أحدهم أسير محرر من بيت لحم , فيما جرى اعتقال شاب آخر من مخيم بلاطة شرق نابلس، وذلك بعد مداهمة منزله وتفتيشه.
وحذّرت الرئاسة الفلسطينية، من سماح سلطات الاحتلال الصهيوني بإقامة ما تسمى «مسيرة الأعلام» الاستفزازية في القدس المحتلة يوم الأحد المقبل.
واعتبرت الرئاسة في بيان صحفي قرار محكمة الاحتلال، بأنّه مساس خطير بالوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف، وتحد سافر للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مطالبة الإدارة الأمريكية بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات الصهيونية على أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساتهم.
ودعت الفلسطينيين إلى «التصدي لهذه الاعتداءات»، مؤكّدة أن «القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وسيبقى أهلها مسيحيين ومسلمين، بكنائسهم ومساجدهم عنوان الحق والصمود الفلسطيني».