وسط معاناة وخـوف

موجة نزوح جديدة من مدينة غزّة نحو الجنوب

تشهد مدينة غزّة، منذ ساعات صباح أمس، حركة نزوح لعشرات العائلات باتجاه وسط وجنوب القطاع، بعد تهديد الجيش الصهيوني باستهداف المباني السكنية العالية وإعلانه توسيع عملياته البرية في المدينة.
قال مراسلون في مدينة غزّة، إن هناك موجة نزوح ليست بسيطة من مدينة غزّة باتجاه جنوب القطاع عبر شارع الرشيد على الطريق الساحلي، وسط معاناة وخوف شديدين.
وأضافوا أن حركة النزوح تصاعدت بعد إعلان الجيش الصهيوني، أمس السبت، توسيع «المناورة البرية» في مدينة غزّة ضمن ما يسمى «عملية عربات جدعون 2» وتحديد ما زعم أنها «منطقة إنسانية» في مواصي خان يونس جنوبي القطاع.
وأردفوا أن تصاعد عملية النزوح جاء أيضا غداة إعلان الجيش الصهيوني، الجمعة، أنه سيكثف قصفه المباني متعددة الطوابق في مدينة غزّة، التي تسكنها عائلات نازحة، بزعم أن «حركة حماس تستخدمها مراكز للقيادة والمراقبة».ورغم حركة النزوح، لفت مراسلون إلى أن كثيرا من الفلسطينيين في الوقت ذاته متمسكون بالبقاء في مدينة غزّة ويرفضون النزوح.ويزداد قلق فلسطينيي مدينة غزّة من تصاعد حدة المجازر التي يواصل الجيش الصهيوني ارتكابها منذ بدئه حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، خاصة مع شروع سلاح الجو الصهيوني، الجمعة، في قصف المباني السكنية متعددة الطوابق بمدينة غزّة.وبدت حركة النزوح واضحة في الشوارع الممتدة من أحياء مدينة غزّة المختلفة وصولاً إلى شارع الرشيد الساحلي، حيث تغادر آلاف العائلات على عجل محمّلة بما استطاعت نقله من أمتعة وحقائب وخيام.مركبات مكتظة بالركاب، وعربات تجرها الدواب، وحتى أقدام مثقلة تسير نحو وسط وجنوب قطاع غزّة، فيما يخيّم الخوف على وجوه النساء والأطفال وكبار السن.

خيــــار واحــد

يقول أبو محمد الداودي (47 عاما)، وهو أب لأسرة مكونة من سبعة أفراد: «لم نعد نشعر بالأمان في أي مكان، كل ساعة نسمع أصوات انفجارات ناجمة عن قصف جديد، وعن أبراج ومبانٍ سكنية تسقط فوق ساكنيها».ويؤكد الداودي الذي يقطن في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزّة، والذي تشهد أطرافه الشرقية والشمالية عملية عسكرية منذ أيام، أنه «لا خيار أمام سكان مدنية غزّة سوى النزوح، أو الموت، فالجيش الصهيوني لا يرحم أحدًا».
ورغم الغموض الذي يكتنف رحلة الداودي نحو جنوب قطاع غزّة، يصر على النزوح حتى وإن لم يكن هناك مأوى، أو مكان محدد يتوجه إليه، وفق حديثه.وأمام أحد الأبراج السكنية ذات الطوابق العالية، تقف الفلسطينية أم رامي (38 عاما) وأطفالها الأربعة بانتظار انتهاء زوجها من تجهيز العربة المتنقلة بالأمتعة والمعدات للنزوح تجاه خان يونس (جنوب).
وتقول السيدة ذات الوجه الشاحب: « لم يعد أمامنا خيار سوى النزوح رغم أننا لا نعرف ماذا ينتظرنا في الجنوب».
ولا يقتصر المشهد على النزوح فحسب، بل يمتد إلى حالة من القلق الجماعي والترقب الممزوج بالإحباط؛ لكن البعض يصر على البقاء في غزّة ويرفض النزوح.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

19868

19868

السبت 06 سبتمبر 2025
العدد 19867

العدد 19867

الخميس 04 سبتمبر 2025
العدد 19866

العدد 19866

الأربعاء 03 سبتمبر 2025
العدد 19865

العدد 19865

الثلاثاء 02 سبتمبر 2025