يرى أستاذ العلوم السياسة والعلاقات الدولية، بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، الدكتور محمد عمرون، أن الممارسات المستمرة من قبل الاحتلال الصهيوني في حق المسجد الأقصى المبارك خاصة والمدينة المقدسة بصفة عامة، هي امتداد لسياسة الاستيطان الاستعماري التي حاولت دائما أن تضع يدها بالكامل على المدينة المقدسة بشتى الطرق مستغلة في نفس الوقت التأييد الأمريكي المطلق للإدارات المتعاقبة سواء كانت الجمهورية أو الديمقراطية إلى جانب التخاذل العربي الواضح المتعلق بالسكوت على هذه الانتهاكات.
أكد الإستاد عمرون محمد، أن ما يحدث من انتهاكات صارخة في حق المسجد الأقصى المبارك في الفترة الأخيرة هو بمثابة سياسة ممنهجة بدليل ان الانتهاكات تتصاعد في ظروف معينة خاصة عندما يتعلق بالمناسبات الدينية على غرار شهر رمضان المبارك وله من حرمة لدى المسلمين، أين تتضاعف الممارسات الاستيطانية العدائية تجاه المدينة المقدسة، وهو ما يؤكد أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني و المقدسات الإسلامية عبارة عن سياسة صهيونية تحاول أن تفرض منطقا زمانيا ومكانيا على المدينة المقدسة، من خلال تهويد الأقصى المبارك، وهذا ليس بالأمر الجديد خاصة عندما نتذكر الاعتراف المزعوم للإدارة الأمريكية السابقة بالقدس المحتلة عاصمة الكيان الصهيوني في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع.
كما أضاف أستاذ العلوم السياسة والعلاقات الدولية في تصريح لـ«الشعب”، أن عوامل عديدة ساهمت في مضي الاحتلال قدما نحو هذه الممارسات، ومن أبرزها التخاذل العربي الواضح إلى جانب الدور الغائب للجنة القدس بدليل عدم تدخلها في ما يحدث من انتهاكات صارخة في حق المسجد الأقصى المبارك بل أكثر من هذا فنجد أن الموقف الجزائري الأخير أزعج كثيرا من الدول العربية حينما واجهت الأمر بقوة، وقالت إن على لجنة القدس أن تلعب دورها كاملا فلا يعقل أن تكون هذه اللجنة التي وضعت من اجل حماية مقدسات المسلمين على رأسها القدس والمسجد الأقصى المبارك ستكون غائبة عن هذه الانتهاكات، بل حتى البيانات التي تصدرها تكاد تكون محتشمة بدليل عندما رفعت الجزائر صوتها عاليا مؤخرا من أجل تحميل هذه اللجنة المسؤولية التامة من أجل العمل وفق ما أنجزت من أجله، بل أكثر من هذا، لا يعقل أن يكون رئيس لجنة القدس هو من يطبع مع الكيان الصهيوني، بمعنى يضع يده في يد من يهوّد القدس . إذا هناك ارتهان عربي واضح يقابله تأييد أمريكي مطلق للكيان الصهيوني وبالرغم من ذلك تبقى الإرادة الشعبية للفلسطينيين هي المحك الأساسي في هذه القصية.
وأوضح عمرون، أن الشعب الفلسطيني الذي يعتبر الشمعة الوحيدة المضيئة بصموده في وجه الكيان الصهيوني من خلال الحفاظ على هوية الأمة وهذه المقدسات يقوم بدوره وبالزيادة وسط تأييد عربي شعبي وهو الأمر الذي يعتبر رسالة للقادة العرب أن يجعلوا من القضية الفلسطينية قضية مركزية وضمن أجنداتهم.
في السياق، أشار ذات المتحدث، أن صمود الشعب الفلسطيني أخّر بشكل واضح عملية التهويد، يعني لو قارن بين المواقف الرسمية العربية والمواقف الشعبية هناك بطبيعة الحال فرق كبير ولولا الصمود الفلسطيني المتواصل شعبا مقاومة وحتى السلطة السياسية وعلى الرغم من الانشقاق الفلسطيني، إلا أن ذلك لم يمنع من بقاء القدس قضية مركزية لما لها من بعد روحي ليس للفلسطينيين فحسب، بل للأمة العربية والإسلامية، فمهما قام الكيان من ممارسات وانتهاكات استعمارية صهيونية في حق المدينة المقدسة فإن الكلمة تبقى في كل مرة للشعب الفلسطيني.