لا تتجاوز قيمتها مقدار «زكاة الفطر»

ردّ فعل ساخر في المغرب على زيادات الأجور

 إذا كانت الحكومة المغربية والنقابات العمالية الرئيسية وجمعية المقاولين الكبار قد عبّرت مجتمعة عن ابتهاجها للاتفاق المشترك الحاصل بينها، عشية الاحتفال بعيد العمال العالمي، حيث وصفته بالإنجاز التاريخي، فإن مراقبين اعتبروه مثل «الجبل الذي تمخض فولد فأراً»، إذ أقرّ زيادة بسيطة جداً في الرواتب الدنيا للعمال والموظفين، لن تتجاوز 25 دولاراً خلال عامين. وهي الزيادة التي اعتبرها أحد الإعلاميين مثل «زكاة الفطر» التي تعطى للفقراء والمحتاجين ممن لا يملكون قوت يومهم.
حزب معارض لم يتردد، بدوره، في وصف حصيلة الاتفاق بـ «الضعيفة» و»الهزيلة» مقارنة مع حجم المطالب المطروحة من قبل الشعب ومع الزيادات المهولة التي حصلت في أثمان المواد الغذائية والاستهلاكية والمحروقات.
الأطراف الثلاثة في «الحوار الاجتماعي» في المغرب: الحكومة والنقابات الكبرى والمقاولون، قدّمت للموظفين والعمال «هدايا» متعددة الأشكال، حتى لا يخرجوا في عيد العمال العالمي الذي احتُفل به بالتظاهر السلمي وترديد المطالب ذات الشعارات القوية، أمام حدة الأزمة الاجتماعية التي اكتوت بنيرانها الطبقة الفقيرة والمتوسطة على حد سواء.ماذا تضمن «صندوق الهدايا» السحري؟ إنه الاتفاق على الرفع من الحد الأدنى للأجر بقطاعات الصناعة والتجارة والخدمات بنسبة 10% على سنتين (أي 5 في المائة هذا العام و5 في المائة العام المقبل). وإذا علمنا أن الحد الأدنى للرواتب في القطاع الخاص هو تقريباً 250 دولارا شهري، فإن الزيادة المبشر بها لن تتجاوز 25 دولاراً، تقدم للمعنيين على مرحلتين يفصل بينهما 12 شهراً.وأُعلِن أيضا عن الرفع من قيمة التعويضات العائلية للأبناء «الرابع» و»الخامس» و»السادس» في القطاعين العام والخاص. وبما أن معدل الولادة في المغرب أصبح لا يتجاوز ثلاثة أبناء غالباً، فيبدو أن الحكومة والنقابات العمالية تدعو من خلال هذا القرار إلى التشجيع على الإكثار من النسل، طمعاً في الاستفادة من الزيادة في التعويضات العائلية. كما شجعت حكومة أخنوش الموظفين الرجال على الإنجاب للاستفادة من إجازة الأبوة التي تصل إلى 15 يوماً.
ضحك كالبكاء
 انتقدت العديد من الأحزاب و الجهات  المعارضة حصيلة اجتماع الحكومة المغربية والنقابات، وطالب حزب «التقدم والاشتراكية» المعارض بضرورة اتخاذ الحكومة إجراءات ملموسة، بهدف حماية القدرة الشرائية للعمال، لاسيما من خلال إقرار الزيادة في الأجور، وتخفيف العبء الضريبي على العمل، ومراجعة أسعار الضريبة على القيمة المضافة على المواد الاستهلاكية الأساسية، كما شدّد على ضرورة إعمال القانون فيما يتعلق بكرامة العمالفي السياق نفسه، كتب الإعلامي رشيد البلغيتي تدوينة ساخرة بخصوص الإعلان الأخير عن الزيادات في رواتب الموظفين والعمال، حمل عنوان «الحكومة ترى أنه يجوز التصدق بالزكاة على الموظفين»، في إشارة على أن مقدار الزيادة في الأجور يساوي مقدار زكاة الفطر.
وختم البلغيثي تدوينته بالقول: «غير ضاحكين ولكنه ضحك كالبكاء، الله يرحم عليها المتنبي».
لدوره اعتبر عبد الرحيم ضرمام، الأمين العام لنقابة المسرحيين المغاربة، أن التوقيع على الاتفاق الاجتماعي يزكّي التراجع الكبير الذي لحق الطبقات المتوسطة والهشة، بل الأكثر من ذلك ـ يوضح صاحب التدوينة ـ «تسليم مفاتيح مصير هذه الطبقات لرئيس الحكومة والباطرونات (أرباب العمل) والنقابات».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024