مستوطنون يقتحمون الأقصى بحماية الاحتلال

عشرات المصابين والمعتقلين ودعوات للنفير العام

قال مراسلون في القدس المحتلة، إن قوات الاحتلال انسحبت، أمس، من باحات الحرم الأقصى، وأعادت فتح أبوابه، بعد محاصرة المصلين داخله منذ صلاة الفجر، وجاء ذلك بعد ساعات من اقتحام قوات الاحتلال للحرم القدسي وتوفيرها الحماية لأفواج من المستوطنين لاقتحام الحرم على شكل أفواج، وقد نفذ الاحتلال اعتقالات داخل وفي محيط المسجد الأقصى وأصيب عدد من الفلسطينيين في المسجد القبلي وعند أبواب الحرم القدسي جراء اعتداءات القوات الإسرائيلية.

خلال اقتحام ساحات الحرم القدسي، فجر أمس الأحد، اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين داخل الحرم وعند باب الأسباط، مع محاصرة المصلين داخل المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة منذ صلاة الفجر، ثم قام العشرات من المستوطنين باقتحام الأقصى على شكل أفواج، وذلك تحت حماية قوات الاحتلال.
 أورد المراسلون أن هذه الإجراءات التي ينفذها الاحتلال تندرج ضمن مساعيه للتقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي.
وأضافوا أن 3 أفواج من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى، وتجولوا في أرجائه مرددين شعارات دينية، وبلغ إجمالي المستوطنين الذين اقتحموا المسجد، صباح أمس 545 مستوطن دخلوا من بابي المغاربة والرحمة.
وذكر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن الاحتلال أغلق معظم أبواب البلدة القديمة في القدس منذ الفجر، وفتح 3 أبواب فقط، وأضاف أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت على المصلين داخل المسجد القبلي، وتحاول اقتحامه عن طريق العيادة الملاصقة له.
تدنيس المصحف الشريف
أفاد الشاب المقدسي أنس عبد الفتاح المحاصر داخل المسجد القبلي أن هناك العديد من المصابين بحالات اختناق داخل المسجد جراء إطلاق قنابل الغاز، فضلا عن تسجيل إصابتين بالرصاص المطاطي، في ظل عجز طواقم الإسعاف عن الدخول أو الخروج من المسجد القبلي لمساعدة المصابين.
وأطلق المعتكفون المحاصرون داخل المسجد القبلي نداءات استغاثة عبر مكبرات الصوت تدعو الفلسطينيين من داخل القدس والخط الأخضر للتوافد على الحرم القدسي لحمايته من انتهاكات الاحتلال، التي امتدّت إلى تدنيس المصحف الشريف داخل المسجد القبلي.
اقتحامات المستوطنين ستستمرّ أسبوعا
اكتست اقتحامات المستوطنين، أمس، حساسية خاصة، نظرا لتزامنها مع عيد الفصح اليهودي الذي بدأ الجمعة ويستمر أسبوعا.
وقد دعت جماعات استيطانية إلى تكثيف الاقتحامات خلال فترة عيد الفصح، وتستمر اقتحامات المستوطنين خلال الفترة الصباحية 3 ساعات ونصف الساعة وفق مسارات تحددها قوات الاحتلال.
17 مصابا وعشرات المعتقلين
ذكرت الأنباء أن الهلال الأحمر الفلسطيني أصدر بيانا قال فيه إن 17 فلسطينيا أصيبوا في مواجهات، أمس، مع الاحتلال في محيط المسجد الأقصى. وأضاف الهلال الأحمر أنه نقل 5 إصابات إلى المستشفى، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف الفلسطيني من دخول ساحات الحرم.
وكانت قوات الاحتلال بادرت بإغلاق أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة، واشترطت على المصلين ترك هوياتهم عند الدخول.
وزارة الأوقاف تدعو للنفير العام
وحذرت وزارة الأوقاف الفلسطينية من أن «الصمت أمام العدوان سيحفز قادة الاحتلال على استكمال مخطط هدم الأقصى»، ودعت الوزارة إلى إعلان النفير العام والتحرك على كافة المستويات لوقف «العدوان الخطير على الأقصى».
وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن الاحتلال «يمارس الإرهاب في الأقصى، ويقمع المصلين ويمنع حرية العبادة»، وحمل الشيخ صبري حكومة إسرائيل مسؤولية ما يجري في القدس، ودعا خطيب الأقصى إلى حراك سياسي ودبلوماسي عربي وإسلامي للضغط على الاحتلال، ووقف تجاوزاته».
المقاومة تحذّر من مواجهة شاملة
وحملت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن التصعيد في المسجد الأقصى، وطالب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الإدارة الأميركية بالخروج عن صمتها، «ووقف هذا العدوان الذي سيشعل المنطقة بأسرها»، كما حملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاحتلال «تداعيات السماح للمستوطنين باقتحام وتدنيس باحات المسجد الأقصى»، في حين اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن تجدد الاعتداءات على المسجد الأقصى «يكشف نية الاحتلال التضليل لتمرير مخططاته الإرهابية»، وأضافت الحركة أن «الانتهاكات والاعتداءات الخطيرة على المسجد الأقصى تدفع نحو المواجهة الشاملة». وحملت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) المجتمع الدولي والولايات المتحدة مسؤولية استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
كانت شرطة الاحتلال قد أفرجت بشروط عن أكثر من 80 فلسطينيا كانت قد اعتقلتهم فجر يوم الجمعة الماضي داخل المسجد الأقصى.
واشترط الاحتلال إبعاد هؤلاء عن القدس والمسجد الأقصى لمدة 15 يوما، كما أفرجت شرطة الاحتلال، مساء السبت، عن 330 معتقل، في حين سيبقى 30 أسيرا رهن الاعتقال حتى عرضهم على ضباط تحقيق من الشرطة الإسرائيلية.
إدانات دولية مستمرة
منذ فجر الجمعة، تشهد ساحات المسجد الأقصى، حملة مسعورة من طرف القوات الاسرائيلية ضدّ الفلسطينيين، أسفرت عن عشرات الإصابات وحملة إدانات دولية. وقد سارعت دول ومؤسسات عربية ودولية للإعراب عن قلقها إزاء التطورات في المسجد الأقصى، داعية الجانبين إلى ضبط النفس ومنع تكرار الاعتداءات.
وتعقيبا على هذه التطورات، قال تور وينيسلاند، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، في بيان «إنني أشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع الأمني في القدس خلال هذه الأيام المقدسة».
بدوره، أعرب الاتحاد الأوروبي عن القلق إزاء التصعيد الأخير، داعيا إلى «وقف العنف على الفور».
من جانبه، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، من إشعال الموقف في المسجد الأقصى، محملا القوات الإسرائيلية مسؤولية أي تصعيد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024